الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| موضوع: المقتدر من أسماء الله الحسنى 11.06.11 18:02 | |
| أيها الأخوة الأكارم ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم ورود اسم المقتدر في القرآن الكريم : اسم الله "المقتدر" سمّى الله نفسه به ، في قوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ . وقال أيضاً :﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ ورد :(( ابتغوا الرفعة عند الله )) . [كنز العمال عن ابن عمر] الإنسان أحياناً يصل إلى الرفعة عند الناس ، لكن هذه الرفعة زائلة ، يموت ينتهي كل شيء ، الموت ينهي كل شيء ، ينهي قوة القوي ، ينهي ضعف الضعيف ، ينهي وسامة الوسيم ، ينهي دمامة الدميم ، ينهي غنى الغني ، ينهي فقر الفقير ، ينهي صحة الصحيح ، ينهي مرض المريض ، ينهي كل شيء ، ولكن الذي عرف الله ، واستقام على أمره ، وتقرب إليه له يوم القيامة ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ . ورود اسم المقتدر في الآيتين التاليتين مطلقاً منوناً مقترناً بالعلو والفوقية :الاسم أيها الأخوة ، ورد في الآيتين مطلقاً منوناً ، وقد ورد مقترناً بالعلو والفوقية ، العلو والفوقية تزيد الاسم إطلاقاً على إطلاقه ، فقال تعالى : ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ﴾ .( سورة الكهف ) . أنت إذا عرفت الله أنت مع من ؟ أنت مع القوي ، أنت مع القادر ، أنت مع القدير ، أنت مع "المقتدر" ، قادر ، قدير ، مقتدر ، كل شيء بيده . ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ . أقوى الأقوياء في الدنيا في قبضته ، كن فيكون ، زل فيزول ، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ﴾ ، كمال على كمال ، هذه الآية بمفردها كافية في إثبات اسم "المقتدر" ، ولم يرد هذا الاسم في حديث ثابت . المقتدر في اللغة : أما في اللغة ، "المقتدر" لغة اسم فاعل من اقتدر ، يقتدر ، اقتداراً ، فهو مقتدر ، الأصل قدّر ، أصل اقتدر قدّر ، يقدر ، أصل الأصل قَدَر ، قَدرَ ثلاثي ، وأفعال اللغة العربية في الأصل بنيت على الثلاثي ، الثلاثي فعل مجرد ، الرباعي مزيد بحرف ، الخماسي مزيد بحرفين ، السداسي مزيد بثلاثة أحرف ، قَدرَ ، قَدّر ، اقتدر خماسي . هو أكثر مبالغة من القادر والقدير ، "المقتدر" الوسط في كل شيء بالأساس "المقتدر" وسط في كل شيء ، رجل مقتدر الخلق أي وسطه معتدل ، كامل الأوصاف كما يقولون ، ليس بالطويل ولا بالقصير . و "المقتدر" على الشيء هو المتمكن منه تمكن إحاطة وقوة تامتين ، والمهيمن عليه بإحكام كامل وقدرة فائقة ، أحياناً يكون بمكان رجل قوي متمكن ، معلوماته دقيقة جداً ، معه سلطة مطلقة ، نقول هذا الرجل في هذا المكان هو الرجل الأول ، و القوي ، أو القادر ، أو القدير ، أو "المقتدر" ، لا يعصى له أمر . قال البيهقي : "المقتدر" هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء ، أحياناً يكون الحاكم قوياً مقتدراً في بلده طبعاً ، أما في بلاد أخرى ليس له عليها أي سلطة ، قدرته ليست هامة ، الآية الكريمة : ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ أي ما عرفوه حقّ معرفته ، ما وصفوه حقّ صفته . المقتدر من التقدير أو من القدرة :إ ذاً "المقتدر" من التقدير ، و "المقتدر" من القدرة ، إما من التقدير ، أو من القدرة . ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ .( سورة الأنعام الآية : 65 ) . الصواعق قديماً ، والآن الصواريخ . ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ .( سورة الأنعام الآية : 65 ) . الزلازل قديماً ، وحديثاً ، والألغام . ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ .( سورة الأنعام الآية : 65 ) . الحرب الأهلية ، أشد الحروب قساوة في تاريخ البشرية ليست الحرب بين فريقين متعاديين ، الحرب في الأمة الواحد ، في البلد الواحد ، هي الحرب الأهلية ، ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ . الإنسان حينما يبطش يبطش بعنف ما بعده عنف ، قال تعالى : ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾ .( سورة الشعراء ) . الله عز وجل قادر ، وقدير ، و "المقتدر" والاقتدار إما من التقدير الدقيق ، أو من القدرة . المقتدر بدايته من التقدير ونهايته من القدرة : الآن إذا قلنا الله "المقتدر" ما معنى ذلك ؟ قال : الله "المقتدر" هو الذي يقدر الأشياء بعلمه ، وينفذها بقدرته ، علمه مطلق ، وقدرته مطلقة . فالمقتدر يجمع دلالة اسم الله القادر والقدير معاً ، اسم الله القادر هو الذي يقدر المقادير بعلمه ، وعلمه المرتبة الأولى لقضائه وقدره ، والله قدر كل شيء قبل تصنيعه وتكوينه ، ونظم أمور الخلق قبل إيجاده وإمداده ، فالقادر يدل على التقدير . عفواً ، هذا المسجد ، المهندس يقول لك : يحتاج إلى كذا طن و780 كيلو ، و450 غرام إسمنت ، لا يوجد مهندس بالأرض يستطيع أن يعطي التقدير الدقيق ، يقول لك : بحدود خمسين طن مثلاً ، بحدود ، أحياناً يزيد ، أحياناً ينقص . التقدير الأول العلم المسبق ، الدقيق ، فالمقتدر من التقدير من العلم الدقيق ، و "المقتدر" من القدرة من القوة التامة ، علم وقدرة ، تخطيط وتنفيذ . القدير هو الذي يخلق بقدرته المطلقة وفق علم سابق ، أحياناً يكون في تخطيط دقيق جداً ، يأتي التنفيذ مطابقاً للتخطيط مئة بالمئة . إذاً "المقتدر" فيه معنى العلم المسبق ، القطعي ، المطلق ، الكامل ، ومعنى القدرة القوية ، المطلقة التي تنفذ هذا التخطيط . أحياناً الإنسان يخطط ، لكن لا يستطيع أن ينفذ ، الآن نقول عن أعدائنا : ما كل شيء خططوه استطاعوا تنفيذه ، إذاً قدرتهم ليست تامة ، إما أن تقديرهم كان خاطئاً ، أو أن التقدير جيد لكن نشأ مستجدات لم تكن في الحسبان ، الآن أعداء المسلمين الأقوياء فقدوا الحسم ، كانوا فيما مضى يخططون ، وينفذون ، ويحسمون الأمر لصالحهم ، وانتهى الأمر ، الآن يخططون ، يبدؤون في التنفيذ ، تنشأ مستجدات تحول بينهم وبين التنفيذ ، إذاً ليسوا مقتدرين الله وحده "المقتدر" ، فإذا كنت معه من يستطيع أن يصل إليك ؟ من يستطيع أن ينال منك ؟ إذا كنت مع القوي فأنت القوي . فالمقتدر بدايته من التقدير ، ونهايته من القدرة .المقتدر لا يعجز عن شيء فكل شيء بيده : أيها الأخوة ، الجمع بين اسم الله القادر والقدير معاً هو أبلغ منهما في الدلالة على الوصف ، يعني هناك قادر اسم فاعل ، قدير اسم فاعل مبالغ به فعيل ، مقتدر أبلغ من قادر ومن قدير ، أي "المقتدر" أعلى درجة .﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ﴾ . من أين تأتي قوة المسلم الحقيقية ؟ أنه مع "المقتدر" ، أن "المقتدر" ينصره ، يؤيده ، يحفظه ، يهزم أعداءه ، من هنا لا يوجد حل لمشكلات المسلمين إلا أن يصطلحوا مع "المقتدر" لأنه "المقتدر" على أعدائه .وقالوا : "المقتدر" هو "المقتدر" على كل شيء من الأشياء ، يحييه ويفنيه بقدرته ، لا يعجز عن شيء ، قال تعالى عن فرعون وقومه : ﴿ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ .( سورة القمر ) . أقوى الأقوياء بيد الله ، كن فيكون ، زل فيزول . اعتماد الإنسان على الوسيلة وهذا أحد أسباب ضعفه : قال بعض العلماء : "المقتدر" هو المتمكن من الفعل بلا واسطة ، أنت متمكن أن تصل إلى حلب ، ولكن بواسطة سيارة ، متمكن أن تصل إلى أمريكا لكن بالطائرة ، متمكن أن تجلب الماء ، لكن بعد حفر بئر ، فالإنسان يعتمد على الوسيلة ، وهذا أحد أسباب ضعفه ، الإنسان ما عنده كن فيكون ، هناك شح مياه ، لا يملك الإنسان قراراً بإنزال المطر ، أما الله عز وجل كن فيكون ، زل فيزول . ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ﴾ . ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ .( سورة الأنبياء ) . انتهت الآية ، فرعون وراء سيدنا موسى وقومه ، والبحر أمامه ، فرعون قوي ، جبار ، متكبر ، حاقد ، متغطرس ، وسيدنا موسى نبي من أولي العزم ، ضعيف ، معه شرذمة من بين إسرائيل خائفون . ﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ . بحر أصبح طريقاً يبساً ، مشوا فيه فلما خرجوا منه تبعهم فرعون في منتصف الطريق عاد الطريق بحراً .من كان مع الله كان الله معه : أنا أعتقد أن أقوى الأقوياء بثانية ينتهي عند الله ، لا تقلق الأمر بيد الله عز وجل ، يعني هؤلاء الذين رفعوا شعار لا إله ، وعاشوا سبعين عاماً ينشرون الإلحاد في الأرض ، من دون حرب ، من دون أي مواجهة ، هذا الكيان تداعى من الداخل . ﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾ .( سورة الأحزاب الآية : 25 ) . كن فيكون ، زل فيزول ، بالمناسبة : يوجد ببعض معامل الحديد رافعات كهربائية ، رافعة حولها وشيعة كهربائية ، الوشيعة الكهربائية تمغنط المكان ، فهذه الرافعة تسري بها الكهرباء تصبح عندها قوة جذب ، توضع فوق كتلة حديد كبيرة جداً ، تجذبها ، ترفعها لتنقلها من مكان إلى مكان ، الآن دققوا : لا يملك الإنسان قوة الإنسان لينزع قطعة منها ، أما العامل على هذه الرافعة معه مفتاح إذا ضغطه واحد على عشرة من الميلي ، وقطع الكهرباء كله يسقط .والأقوياء كذلك يحتاجون من الله إلى أمر ، يملأ الدنيا رعباً ، وطغياناً ، وغطرسة ، يصبح على المنفسة أربع سنوات ونصف ، ولم يمت بعد . هذا مقتدر ، أما إذا كنت مع "المقتدر" ، إذا كنت مع الله كان الله معك .كن مع الله ترَ الله معك == واترك الكل وحاذر طمعك وإذا أعطـاك من يمنعه == ثم من يعطي إذا ما منعك * * * الله عز وجل قادر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه إلا هو :"المقتدر" هو المتمكن من الفعل بلا واسطة ، فالعلة الغائية لا تليق بجلال الله عز وجل ، نحن كبشر مقهورون بالوسيلة ، نخترع ميكروسكوب كي نرى ما لا تراه عيننا ، فنحن رأينا الأشياء الدقيقة بواسطة ، ونخترع تليسكوباً لنرى النجوم البعيدة التي لا تراها أعيننا ، فنحن كبشر مقهورون بالواسطة . أيها الأخوة ، لذلك ينبغي لهذا الإنسان أن يعرف الله ، لأن "المقتدر" هو الذي يقدر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه إلا الله . رجلاً عنده ابن منحرف انحرافاً شديداً ، جعل حياة أسرته جحيماً لا يطاق انحراف ، ورعونة ، ووقاحة ، ما في قوة تهيمن على هذا الشاب ، لكن أثناء قيادته للمركبة دهس طفلة وتوعده أهلها بالقتل ، فقبع في البيت ، لم يكن هناك أي قوة تقهر هذا الشاب ، يتطاول على والده ، وعلى أمه ، وعلى أقربائه ، وعلى من معه في العمل ، لا يصوم ، يفطر جهاراً ، وقح ، فبهذا الحادث أصبح ذليلاً خائفاً يتوارى عن الأنظار . من لم يستجب لله هيأ الله له علاجاً مراً :أحياناً الإنسان لا تستطيع أن توجهه إطلاقاً ، الله يهيئ له علاجاً مراً ، لذلك حينما قال الله عز وجل لنبينا :﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ﴾ .( سورة المدثر ) . إن لم يستجب لك دعه لي ، شيء مخيف ، ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ﴾ : ﴿ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ .( سورة المدثر ) . سرّ محبة الناس والتفافهم حول القوي لا لأنه قوي بل ليحتمون بقوته :الإنسان يحب القوي بصراحة ، هذا شيء من طبعه ، ومن فطرته ، أي إذا وجد إنسان قوي في مجموعة من الناس ، ترى الناس يلتفون حوله ، ويرمقونه بأبصارهم ، ويدعونه لولائهم ، ويقدمون له الهدايا اتقاء لشره ، من أجل أن يطمئنوا إلى أنه لن يسحقهم ، هذا شأن البشر ، القوي يقدسونه ، يعظمونه ، ينافقون له ، خوفاً منه ، وقد قال عليه الصلاة والسلام شر الناس من اتقاه الناس مخافة شره . هناك تعبير في دمشق مشهور : نوم الظالمين عبادة ، ينام الظالم يريح الناس والنبي الكريم حينما رأى جنازة قال :(( مستريح ، أو مُسْتَراح منه ، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ ، وما المستَراح منه ؟ فقال : العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجرُ : يستريح منه العبادُ والبلادُ ، والشجر والدواب )) . [ أخرجه البخاري ومسلم والنسائي ومالك عن أبي قتادة ] . فالإنسان يحب القوي ، الحقيقة سرّ محبة الناس والتفافهم حول القوي ، لا لأنه قوي بل ليحتمون بقوته ، لأنه يلبي عندهم حاجة . أساس العلاقة بين الإنسان و ربه التوكل على الله :ملخص الملخص : هناك وحوش مفترسون ، لكن مربوطون بأزمة محكمة ، بيد قوي ، منصف ، رحيم ، الإنسان الضعيف علاقته ليست مع الوحوش ، مع الذي بيده أزمتها ، فإذا رضي الله عنك أبعدهم عنك ، وإذا غضب عليك أرخى بعض الحبال فوصلوا إليك ﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ . كن مع الله ترَ الله معك == واترك الكل وحاذر طمعك وإذا أعطـاك من يمنعه == ثم من يعطي إذا ما منعك هذه ملة طه خذ بها . والحمد لله رب العالمين | |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 65 عدد المساهمات : 5657 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| |
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 46 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| |