عايد عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/01/2010 مكان الإقامة : سوريـــــــــــــــــا التحصيل التعليمي : جامعي - لغة عربية العمل : مدرس العمر : 42 عدد المساهمات : 152 المزاج : معتدل
| موضوع: يتيمة ابن زريق البغدادي 12.02.10 19:23 | |
| :) يتيمة ابن زريق البغدادي ناظم القصيدة هو الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي, وكان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا, ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش, فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى, وذلك بمدح أمرائها وعظمائها،ولكن صاحبته تشبثتْ به, ودعته إلى البقاء حبًا له, وخوفًا عليه من الأخطار, فلم ينصت لها, ونفَّذ ما عَزم عليه، وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس, ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا, فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق- والحزن يحرقه-: "إنا لله وإنا إليه راجعون, سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل, فأعطاني هذا العطاء القليل؟!". ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها, وما تحمَّله من مشاقٍ ومتاعب, مع لزوم الفقر, وضيقِ ذات اليد، فاعتلَّ غمًّا ومات. وقال بعض مَن كتب عنه إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين, فلماتبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء, فتفقدوه في الخان الذي نزل به, فوجدوه ميتًا, وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية. فبكاه عبدالرحمن الاندلسي بكاءً حاراً. لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ .... قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُـــــــــهُ جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ .... مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُـــــــهُ فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً .... مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ .... فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُـــهُ يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ ..... مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُــــــــهُ ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ ..... رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُــــــــــــهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ ..... مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُـــــــــــــــــهُ إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً .... وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه ..... للرزق كداً وكم ممن يودعُـــــــــــهُ وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ ..... رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُـــــــــــهُ قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُو..... لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُـــــهُ لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى ..... مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُـــهُ وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ ..... إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً ...... بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُــهُ وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي ...... صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُـــــــــــهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً ...... وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُــــــهُ لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ ..... عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُــــــــــهُ إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ ...... بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُــــــهُ رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ ..... وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُـــهُ وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا ..... شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُـــــــــهُ اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ .... كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُــــــهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ ..... الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُــــــهُ أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ ..... لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُـــــــهُ إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها ....... بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُـــــــــــهُ بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ ..... بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُــــــــــهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا .... لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُـــــــهُ ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي .... بِهِ وَلا أَنّض بِي الأَيّامَ تَفجعُــــهُ حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ ..... عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُـــــــهُ قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً .... فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست .... آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُـــــــهُ هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا ..... أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُـــــــــــهُ فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ .... وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُــــهُ مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ ..... كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُـــــــــــهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا ..... جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُــــــــهُ لَأَصبِرَنَّ لِمَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي ...... بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُــــــــــــــــهُ عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً ... فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُــهُ عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا ... جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُــهُ وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ ..... فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُـــــــــــــــهُ | |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 65 عدد المساهمات : 5657 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: يتيمة ابن زريق البغدادي 13.02.10 7:59 | |
| :D قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُو..... لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُـــــهُ | |
|
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| موضوع: رد: يتيمة ابن زريق البغدادي 13.02.10 10:27 | |
| - الحياوي كتب:
:D قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُو..... لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُـــــهُ | |
|
ابن الإسلام عضو مميز
تاريخ التسجيل : 11/01/2010 مكان الإقامة : سوريـــــــــــــــــا التحصيل التعليمي : جامعي - كلية تربية العمل : موظف العمر : 46 عدد المساهمات : 272 المزاج : الحمد لله على نعمة الإسلام
| موضوع: رد: يتيمة ابن زريق البغدادي 13.02.10 17:49 | |
| :) فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً .... مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ | |
|