:)
كتب الشاعر أحمد الحسني :
إذا وصفتَ أحمدا -- صِفْ لي ولا تعجَلْ
متِعْ به قلباً غَدا -- يفورُ كالمرجَلْ
وعِشْ ومُتْ مُوحِدا -- واعشَقْ ولا تخجَلْ
بحبهِ لاقِ غدا -- ربي تعالى جَلْ
وصفوكَ محمدُ فالعربُ -- يملأهم مِنْ فخرٍ طربُ
والقلبُ يُحلِقُ في فلكٍ -- يبلُغُهُ القلبُ فيلتهبُ
لا أدري كيفَ أقولُ لهم -- أني أهواكَ وأنجذبُ
لو تقفُ الدنيا في وجهي -- من صفِكَ ما أنا مُنسحبُ
ما قُدرَ لي أن أدرككم -- في الدنيا فأنا أحتسِبُ
وعسى في الأخرى تَحضُنني-- في الجنةِ حيثُ لنا رُتبُ
تتبسّمُ لي وتعانقني -- ومزيداً منكم أرتقبُ
وأدقِقُ في وجهِ حبيبٍ -- بجمالِهِ لم تحِطِ الكتبُ
وأضمُّك ثم تكلمني -- كلماتٍ زينها الأدبُ
وجبيني يرقدُ في صدرٍ-- أتقرَّبُ مِنهُ وأقترِبُ
وأُقيمُ بقربِكَ في عَدْنٍ -- لا حُزْنَ هُناكَ ولا تعَبُ
أجملُ الخلقِ كاملُ الأوصافِ -- واسعُ الكفِ سائلُ الأطرافِ
أحورٌ في الأهدابِ وطفٌ وعطفٌ -- قولُهُ فصْلٌ أشرفُ الأشرافِ
واسِعُ الظهرِ لم يُعِبْهُ هزالٌ -- أبلجُ الوجْهِ ليِّنُ الأعطافِ
قد كانَ طويلَ الزندينِ -- وبهِ دَعَجٌ في العينينِ
مرْبوعُ الخَلقِ ومُعتدلٌ -- والخَاتمُ بينَ الكتفينِ
وازدادَ جَمَالاً وبهاءً -- مِنْ طُولٍ في شِقِّ العينِ
إن تَسْألْ عن عَضُدَيْهِ أقلْ -- وَصَفُوهُ عَبْلَ العَضُدينِ
إن تَسْألْ عن خدَيْهِ أقلْ -- خَدَّاهُ أجملُ خدين
إن تَسْألْ عن كفيهِ أقلْ -- طه مُعتدِلُ الكفينِ
مخدوماً كانَ ومحشوداً -- وكذاك منيرَ الساقينِ
وترى الأسنانَ مُفلجة -- وتراهُ ظريفَ الكَعبينِ
وَعَقيدتهُ أنَّ الباري -- عَنْ كيفٍ جَلَّ وعنْ أينِ
خَمَصَانُ الأخْمَصَينِ -- وَمَسِيحُ القَدَمينِ
لَمْ تعِبْهُ ثجْـلة -- وَأزجُّ الحاجـبَـينِ
في الصوتِ شبهُ بَحَّةِ -- يا ربُ هل من لمحَةِ
ولوْ سَمِعْتُ صَوتهُ -- ماذا تكونُ فرْحَتي
يا ربُ أكرِمني ولو -- بلمْسَةٍ أو مَسْحَةِ
متى مشى خيرُ البشرْ -- يمشي الهُوَينا لا عَثرْ
لِحيتهُ كثيفة -- فمٌ ضليعٌ قد بَهَرْ
منطِقهُ حُلوٌ فلا -- نزرٌ إذاً ولا هَذرْ
جبهتهُ واسعة -- أجلى الجبينِ كالقمرْ
رفيعُ الجاهِ والقدرِ -- سواءُ البطنِ والصدرِ
ذريعُ المشيِ عن ثقةٍ -- قسيمُ الحسنِ كالبدرِ
تحلقَ شعرُهُ حِلقاً -- متى ألقاهُ لا ادري
قلْ وأفصِحْ ما الغمامة -- لم تكن إلا علامة
أن هادينا رسولٌ -- قلْ ولا تخشَ الملامة
اشبهُ الناسِ بآدمْ -- أجملُ الناسِ ابتسامة
كوكبيُّ الأنفِ حُسْناً -- وهو خيرُ الخلقِ قامة
مشرقُ اللونِ بياضاً -- ولهُ في الظهرِ شامة
سَطَعٌ في العنقِ -- ذو وَقارٍ وشَهامة
لؤلؤيُ العرقِ -- أحمدٌ فخرُ تهامة
وعظيمُ الخلقِ -- وجليُّ الإستقامة