:D
مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى والاسم هو
ورود اسم العليم في القرآن الكريم و السنة النبوية :هذا الاسم ورد في القرآن الكريم بمواضع كثيرة ، من هذه المواضع قوله تعالى :
﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ﴾ .( سورة البقرة ) .
وقد ورد هذا الاسم مقترناً في الكتاب والسنة بأسماء أخرى كثيرة ،
ورد مع اسم السميع ، ﴿ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ﴾
أما في السنة ، والسنة كما تعلمون أقوال النبي عليه الصلاة والسلام ،
بل ما صحّ من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم ، وما صحّ من أفعاله ،
وما صحّ من إقراره ، فورد أيضاً في نصوص كثيرة منها ما رواه أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( أعوذُ بِاللهِ السَّميعِ
العليمِ من الشَّيطان الرجيم ، مِنَ هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري ] .
العليم في اللغة :أيها الأخوة ،
"العليم" في اللغة من صيغ المبالغة ، على وزن فعيل ،
وصيغ المبالغة كما ذكرت كثيراً تأتي بمعنى الكم ، أو النوع ، فأدق شيء الله به عليم ،
وكل شيء الله عز وجل به عليم ، عليم على وزن فعيل ، من فعل علم ، يعلم ، علماً ،
ونقول : هذا الرجل عالم ، وعليم ، وعلامة ، والعلم في أدق تعاريفه علاقة بين شيئين ،
أي يأخذ شكل القانون ، علاقة ثابتة بين شيئين ،
هذه العلاقة مقطوع بصحتها مئة بالمئة ليست وهماً ،
ولا شكاً ، ولا ظناً ، الوهم ليس علماً ، والشك ليس علماً ،
والظن ليس علماً ، علاقة بين شيئين ثابتة ، تأخذ شكل قانون ، مقطوع بصحتها ،
تطابق الواقع ، عليها دليل ، إن لم تطابق الواقع فهي الجهل بعينه ، لابدّ من لفت النظر ، من هو الجاهل ؟
إذا تصورنا أن الإنسان وعاء ، وعاء الجاهل ليس فارغاً ، لكنه ممتلئ بمعلومات خاطئة ، الجهل عدم مطابقة الواقع .
الله سبحانه وتعالى كامل في علمه وطلاقة وصفه :أيها الأخوة ، نحن كما تعلمنا هناك أسماء يجوز أن يوصف بها الإنسان ،
من هذه الأسماء اسم
"العليم" فسيدنا يوسف قال :
﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ .( سورة يوسف ) .
فهو ذو علم ، وقد وصف نفسه بالعلم ، وقد قال الله عنه :
﴿ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ﴾ .( سورة يوسف الآية : 68 ) .
لكن محور هذا اللقاء الطيب كم هو الفرق بين علم الإنسان وبين علم الواحد الديان ؟
شتان بين علم مقيد محدود ، وبين علم مطلق بلا حدود ، سبحانه وتعالى كامل في علمه ،
وطلاقة وصفه ، علمه فوق كل علم ، قال تعالى :
﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ
عَلِيمٌ ﴾ .( سورة يوسف ) .
فالله عز وجل عليم بما كان ، وعليم بما يكون ، وعليم بما سيكون ،
وعليم بما لم يكن لو كان كيف كان يكون ،
لم يزل عالماً ، ولا يزال عالماًَ ، وعلمه أزلي وأبدي ، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ،
أحاط علمه بجميع خلقه ، أحاط علمه بجميع الأشياء ، ظاهرها ، وباطنها ، دقيقها وجليلها .
واسم الله
"العليم" اشتمل على مراتب العلم الإلهي .
كرامة العلم أعظم كرامة على الإطلاق : إذا سمح الله لك أن تعرف سرّ وجودك ، وغاية وجودك ، إذا سمح الله لك أن تعرف حقيقة الدنيا ،
إذا سمح الله لك أن تعرف أفضل شيء في الدنيا ، تكون قد حصلت كرامة من أفضل أنواع الكرامات ،
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ الله عز وجل أعطى الملك لمن لا يحبه ، ولمن يحبه ،
أعطى الملك لفرعون وهو لا يحبه ، وأعطى الملك لسيدنا سليمان ، وهو يحبه ،
أعطى المال لمن لا يحبه لقارون ، وأعطى المال لمن يحبه لسيدنا عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ،
أما الأنبياء ماذا أعطاهم ؟ حصراً :
﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾ .( سورة القصص الآية : 14 ) .
اسأل نفسك نصيبك من الله من نوع نصيب الأقوياء ، أم الأغنياء ، أم الأنبياء ؟ .
الله سبحانه وتعالى كامل في علمه وطلاقة وصفه :﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾ .( سورة الطلاق ) .
اختار من أسمائه اسمين ، العلم والقدرة ، إذاً بمعرفة اسم
"العليم" والقدير تستقيم على أمره ،
الآن وبمعرفة اسم
"العليم" والشكور تحسن إلى خلقه .
﴿ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً
عَلِيماً ﴾ .( سورة النساء ) .
كرامة العلم أعظم كرامة على الإطلاق :الله جلّ جلاله محيط بكل شيء علماً ، في الظاهر وفي الباطن ، في دقائق الأشياء ، وفي جليلها ،
في أولها ، وفي آخرها ، في فاتحتها ، وفي عاقبتها ،
ومع ذلك فعلم الله جل جلاله من طبيعة أخرى .
علم الله عز وجل أزلي أبدي ، أما علمك حادث وطارئ:لذلك اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، وقال بعض العلماء :
" إنّ حال المراقبة أن تشعر أن الله معك دائماً وهذا الشعور يورثك الخشية والاستقامة ،
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا "
ولن تستقيم على أمره إلا إذا أيقنت أن
علمه يطولك وأن قدرته تطولك
والحمد لله رب العالمين