ناصحهم يزيدهم حباً

موضوع: ناصحهم يزيدهم حباً 04.05.10 18:24

‏ومن أخلاقهم رضي الله عنهم نصحُ بعضهم بعضا ،
فكان الكبير لا يتكدر من نصح الصغير له ،
وبالعكس ، وهذا بخلاف ما عليه أهل الرُّعُونات اليوم ،

وقد نصحت أنا مرة شيخا من مشايخ هذا الزمان
فهجرني إلى أن مات .

‏وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول :
ما من شيء أحبُّ إلى الله من شاب ينصح شيخا ،
وشيخ ينصح شابا ، وبذلك صار الشاب التائب حبيب الله .

وقال صلى الله عليه وسلم :
« أُوصِيكم بِالشَّبَابِ خَيرَاً ، فَإنَّهُم أَرَقُّ أَفئِدَةً أَلاَ وَإِنَّ الله تعالى
أَرسَلَنِي شَاهِدَاً وَمُبَشِرَاً وَنَذِيرَاً فَجَالَسَنِي الشَّبَابُ وَخَالَفَنِي الشُّيُوخُ » .

وأنشدوا في ذلك :
‏إن الغصون إذا لاينتها اعتدلت......ولن يلين إذا لاينته الخشب

‏قال أنس : وكان الشباب على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لا يتعبدون إلا قليلا ، فلما توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم زادوا في العبادة ،
وقالوا إنا كنَّا في أمان من نزول العذاب بنا
في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك الأمان .

‏وكان أحمد بن حرب يقول : ينبغي للرجل أن يرتدع عن اللهو
والمعاصي إذا بلغ الأربعين سنه ،
وإذا طلع الشيب في رأسه ، وإذا حج إلى بيت الله الحرام ،
وإذا تزوج فإن الزنا بعد التزويج أقبح من كل قبيح .

قلت : والمعنى أن ما ذكر يشتد قبحه على من تخلق
بهذه الصفات لا أنها كانت مباحة لمن يبلغ الأربعين ،
نظير ما قالوا يستحب للصائم ترك الغيبة .

‏وكان يحيى بن معاذ يقول : ما أَمْر الإنسان في هذه الدار
ولو طال إلاّ كنفس واحد في جنب عيش الجنة
ومن ضيع نفسا واحدا يعيش به عيش الأبد إنه والله من الخاسرين

‏وكان كعب الأ حبار يقول :
الشابُّ المتعبد أحب إلى الله من الشيخ المتعبد .

ومر رجل على حذيفة بن اليمان وحوله فتيان جلوس فقال :
ما لهؤلاء الأحداث حولك ؟
فقال : وهل الخير إلا في الشباب أما سمعت قول الله تعالى
{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ }
وقوله تعالى :
) إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ )
وقوله تعالى :
( قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا)
وإن الله لم يبعث نبيا إلا وهو شاب .

وفي الزبور : ما بلغ أحد سبعين سنة
إلا اشتكى من غير علة .

وكان محمد بن حسان يقول : لا تطلب من نفسك العمل
في هذه السنة مثل عملها في السنة التي قبلها
لأن الإنسان كل يوم في نقص .

وقد قيل لشيخ.كيف حالك ؟ فقال صار يسبقني من هو معي
ويدركني من هو خلفي ، وصرت أنسى كل شيء سمعته
من الخير ، وصرت إذا قمت دنت مني الأرض
وإذا قعدت تباعدت ، وصرت أبصر الواحد اثنين
واسودّ مني ما كنت أحب أنه يبيض ،
وابيض مني ما كنت أحب أنه يسودّ
واشتد منى ما كنت أحب أن يلين ،
ولان مني ما كنت أحب أن يشتد. انتهى .

‏فتأمل يا أخي ما ذكرته لك واستغنم شبابك
ورقع مشيبتك بكثرة الاستغفار ، فلعلك تجبر ما انصدع من دينك ،
والحمد لله رب العا لمين .
منقول من كتاب
تنبه المغترين
للإمام الشعراني
مطبعة
دار البشائر
ناصحهم يزيدهم حباً 326353

موضوع: رد: ناصحهم يزيدهم حباً 04.05.10 18:36

:D
‏وكان كعب الأ حبار يقول :
الشابُّ المتعبد أحب إلى الله من الشيخ المتعبد .
Laughing

أخي عادل

موضوع: رد: ناصحهم يزيدهم حباً 04.05.10 19:43

:)

وفي الزبور : ما بلغ أحد سبعين سنة إلا اشتكى من غير علة .

اللهم اجعلنا من المتعظين

ورحم الله الشيخ الشعراني ونفعنا الله بمواعظه

بارك الله فيك يا عادل على هذا النقل المميز

Wink

موضوع: رد: ناصحهم يزيدهم حباً 06.05.10 9:51

الحـيــــاوي كتب:: وفي الزبور : ما بلغ أحد سبعين سنة إلا اشتكى من غير علة .

اللهم اجعلنا من المتعظين

ورحم الله الشيخ الشعراني ونفعنا الله بمواعظه

بارك الله فيك يا عادل على هذا النقل المميز

» والذين آمنوا أشد حباً لله