نصيحة غالية قبل فوات الأوان

هذه نصيحة غالية من أسرة موقع نسيم الشام إلى شعبنا السوري المؤمن الأبي الذي ما زلنا نعهده وفياً لقيمه مخلصاً لوطنه متعاوناً متجاوباً مع قادته.
لقد أعلنتم عن تطلع أمتكم جمعاء إلى وجوه الإصلاح، وذكّرتم بضرورة اجتثاث جذور الفساد، وقد كان لا بد أن تتسرب إلى طريقتكم الأدبية الحضارية اللائقة في ذلك أصوات وكلمات أجنبية عنكم، لم يكن من سبيل إلى كتمها، أو الاحتراز عنها، وهي من الأحوال التي لا سبيل إلى التنزه عنها عادة في مثل هذا الظرف.
وقد تبين لنا جميعاً أن القائمين بالحكم، وعلى رأسهم السيد الرئيس بشار الأسد، قد تفهموا المطالب وتجاوبوا مع تطلعاتنا إلى وجوه الإصلاح والتخلص من عوامل الفساد، ولقد رحبنا جميعاً بصدور مراسيم تتضمن الاستجابة .. كما تبين لنا أن العمل على التنفيذ سيبدأ وسيستمر، وأن الجهود لن تتوقف لتحقيق سلسلة الإصلاحات الكثيرة.
إذن، فقد آن لنا جميعاً، (وقد قمنا بواجب التذكير، ورأينا بوادر البدء بسلسلة الاستجابة) أن نتوقف عن المسيرات والتجمعات والهتافات التي تم من خلالها إيصال الرغائب وبعث الرسائل إلى القادة المسؤولين، وأن لا نتجاوز حدّ التذكير السليم إلى المواقف الغوغائية، وإلى الانجرار بقصد أو بدون قصد لمن يستدرجنا لتحقيق رغائبه وأحلامه التي لا مصلحة لنا فيها، وإنها لخطيرة وكلكم يعلمها. وإنا لنسأل الله أن لا نقع في كمائنها.
آن لنا أيها الشعب السوري الأبي الواعي، أن نركن إلى الهدوء، وأن نعود إلى شؤوننا وأعمالنا المهنية والثقافية والاجتماعية التي أقامنا الله فيها، كي نهيئ لقادتنا، ولأنفسنا، فرصة الانتقال من إصدار قوانين الإصلاح ومراسيمه، إلى التعاون الإنساني المخلص على طريق تنفيذها والعمل على تحويلها إلى حقائق مطبقة على أرض الواقع. ولسوف نتابع السعي إلى ذلك بكل ما نملك.
وإننا لنعلم جميعاً أن استمرار المشادّة في المطالب، ورفع الشعارات والهتافات الساخنة أخطر ما يعوق عن الركون إلى متابعة تنفيذ ما تم إصداره وتحقيق ما تمّ اتخاذه من وجوه الإصلاح. ولن يفيد من هذا الهياج المتواصل إلّا العدو المشترك الذي تعرفون. ولن يكون مآله إلا تجميد مشاريع الإصلاح.
يا شعبنا السوري الأبي الكريم على نفسه: إننا لنرجو أن تكون هذه النصيحة بمثابة عهدٍ وبيعة صادقة بيننا، أن ننتقل جميعاً إلى مرحلة الهدوء والعودة إلى شؤوننا ووظائفنا، كي يتاح لنا جميعاً أن نبدأ مرحلة التعاون للسير في طريق التنفيذ، وتحقيق المطالب، والله هو الموفق، وعليه التوكل والاعتماد.