بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة للشاعر محمود غنيم يصف فيها حال الأمة
1) مَالِـي وللنجـمِ يرعانـي وأرعــاهُ ... أمسى كِلانا يَعَافُ الغَمْضَ جَفْنَـاهُ
2) لي فيكَ يا ليلُ آهـاتٌ أُردِّدُهـا ... أواهُ لـو أَجْـدَتِ المحـزونَ أواهُ
3) لا تَحْسَبَنِّـي مُحِبـاً أشتكـي وَصَبـاً ... أهْوِنْ بما في سبيـل الحُـبِّ ألقـاهُ
4) إني تذكرتُ والذكـرى مؤَرِّقـةٌ ... مجـداً تلِيـداً بأيدينـا أضَعنَـاه
5) ويحَ العروبةِ كان الكونُ مسرحهـا ... فأصبحـتْ تتـوارى فـي زوايـاه
6) أنّى اتجهتَ إلى الإسلام في بلـدٍ ... تَجِدْهُ كالطير مقصُوصـاً جَنَاحَـاه
7) كـمْ صرَّفتنـا يـدٌ كنـا نُصرِّفهـا ... وبـات يحكُمُنـا شعـبٌ ملكنـاه
8) هل تطلبون مـن المختـار معجـزةً ... يكفيه شعبٌ من الأجـداثِ أحيـاهُ
9) من وَحَّدَ العُرْبَ حتى صارَ واتِرُهُمْ ... إذا رأى وَلَـدَ الموتُـورِ آخـاهُ
10) وكيف ساسَ رُعاةُ الشـاةِ مملكـةً ... ما ساسها قيصرٌ مـن قبـلُ أو شـاهُ
11) ورحب الناسَ بالإسـلامِ حيـن رأوا ... أن الإخـاءَ وأن العـدلَ مـغـزاهُ
12) يا من رأى عمرًا تكسُوهُ بُردَتُـهُ ... والزيتُ أَدْمٌ لَـهُ والكُـوخُ مَـأْوَاهُ
13) يهتزُّ كِسرى على كرسيـهِ فرقـاً ... من بأسِـهِ ومُلُـوكُ الـروم تخشَـاهُ
14) هـي الحنيفيـةُ عيـنُ الله تكلَؤُهـا ... فكُلَّمـا حاولـوا تشوِيههـا شَاهـوا
15) سـل المعالِـي عَنَّـا إننـا عــربٌ ... شِعارُنـا المجـدُ يهوانـا ونهـواه
16) هي العروبةُ لفـظٌ إن نطقـتَ بـهِ ... فالشرقُ والضـادُ والإسـلامُ معنـاهُ
17) استرشد الغربُ بالماضي فأرشَدَهُ ... ونحـنُ كـان لنـا مـاضٍ نسِينـاه
18) إنّا مشينا وراءَ الغربِ نقبـسُ مـن ... ضِيـائِـهِ فأصَابـتـنـا شـظـايـاهُ
19) بالله سَلْ خَلْفَ بحرِ الرومِ عن عَرَبٍ ... بالأمس كانوا هنا ما بالُهُمْ تاهـوا
20) فإن تراءت لك الحمراءُ عن كثـبٍ ... فسائل الصرحَ أين المجـدُ والجـاهُ
21) وانزِلْ دمشقَ وخاطِبْ صخرَ مسجِدِها ... عَمَّـنْ بَنَـاهُ لعـل الصخـرَ يَنْـعَـاهُ
22) وطُفْ ببَغدادَ وابحثْ في مقابِرِهـا ... عَلَّ امرءًا من بني العبـاسِ تلقـاهُ
23) أين الرشيدُ وقد طافَ الغمـامُ بـهِ ... فحيـن جـــاوزَ بغـدادًا تـحـداه
24) هذي معالـمُ خُـرْسٌ كُـلُّ واحـدةٍ ... منهُنَّ قامـت خطِيبـاً فاغـراً فـاهُ
25) الله يشهـد مـا قلـبـتُ سيرتـهـم ... يوماً وأخطأَ دمعُ العيـنِ مجـرَاه
26) ماضٍ نعيـشُ علـى أنقاضِـهِ أُممـاً ... ونستمدُ القُوَى من وحيِ ذِكراه
27) لا دَرَّ دَرُّ امـرِئٍ يُطـري أوائلـه فخراً ... ويطرِقُ إن ساءَلتَـهُ مـا هُـو؟
28) إنِّي لأعتبرُ الإسلام جامعةً ... للكونِ لا محضَ دينٍ سنّهُ اللهُ
29) أرواحنـا تتلاقـى فـيـه خافِـقـةً ... كالنحلِ إذ يتلاقـى فـي خلايـاه
30) دستوُرُهُ الوحيُ والمختـارُ عاهِلُـهُ ... والمسلمـون وإن شَتُّـوا رعـايـاه
31) لا هُمَّ قد أصبحـت أهواؤُنـا شِيعـاً ... فامنن علينا براعٍ أنـت ترضـاه
32) راعٍ يعيـد إلـى الإسـلامِ سِيرَتَـهُ ... يرعـى بنيـهِ وعيـنُ اللهِ ترعـاهُ
***
