إحضــار النيــة في الطــاعــات

قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... "
اعلم أنه ينبغي لمن أراد شيئاً من الطاعات ، وإن قلّ أن يحضر النية
وهـو: أن يقصد بعمـله رضـا الله عز وجل ، وتكون نيته حـال العمل.
ويدخل في هذا جميع العبادات من الصلاة والصوم .
والوضوء ، والتيمم ، والاعتكاف ، والحج .
والزكاة ، والصدقة ، وقضاء الحوائج ، وعيـادة المريـض .
واتباع الجنائز ، وابتداء السلام، ورده ، وتشميت العاطس .
وإنكار المنكر ، والأمر بالمعروف ، وإجابة الدعوة .
وحضور مجالس العلم والأذكار ، وزيارة الأخيــار .
والنفقة على الأهل ، والضيف وإكرام أهل الود ، وذوي الأرحام .
ومذاكرة العلم ، والمناظرة فيه ، وتكراره ، وتدريسه .
وتعليمه ، ومطالعته ، وكتاباته ، وتصنيفه ، والفتـاوى .
وكذلك ما أشبه هذه الأعمال .
حتى ينبغي له إذا أكل، أو شرب ، أو نام ، أن يقصد بذلك التقوّي على طاعة الله ، أو راحة البدن للتنشط للطاعة .
وكذلك إذا أراد جماع زوجته ، يقصد إيصالها حقّها ، وتحصّل ولد صالح ، يعبد الله تعالى ، وإعفاف نفسه ، وصيانتها من التطلع إلى حرام ، والفكر فيه .
فمن حرم النية في هذه الأعمال ، فقد حُرمَ خيراً عظيماً ، ومن وفّــق لها ، فقد أُعطي فضلاً جسيماً .
فنسأل الله الكريم التوفيق لذلك ؛ وسائر وجوه الخير ...
ودلائل هذه القاعدة ما قدمناه من قوله صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) .‏
أقوال العلماء في النية
قال العلماء من أهل اللغة والأصول والفقه :
" إنّما " للحصر تفيد تحصيل المذكور ونفيَ ما سواه ، وقد قدمنا
هذا في أول البـاب .
وقد قالـوا : " الأعمال البهيمية ما عُملت بغير نية ".
وروينا عن الأمام الجليل المتفق على إمامته وجلالته وعظم محله وسيادته أبي يحيى حبيب بن أبي ثابت التابعي المشهور مفتي أهل الكوفة في عصره ، والمعـوّل عندهم رحمه الله ؛
قيل له : حدثنا عن أشق شيء ؟
قال : حتى تجيء النيّة .
وعن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال :
" ما عالجت شيئاً أشدّ عليّ من نيتي "! .
وعن يزيد بن هارون رحمه الله تعالى قال :
" ما عزّت النية في الحديث إلا لشرفها " .
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال :
" إنما يُحفظ الرجلُ على قدر نيته ".
وعن غيره : " إنما يعطى الناس على قدر نياتهم ".
وعن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه بالإسناد الصحيح أنه قال :
" وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إليّ حرف منه " .
وقال الشافعي رضي الله عنه أيضاً :
" ما ناظرت أحداً قطّ على الغلبة ، وودت إذا ناظرت أحداً أن يظهر الحق على يديه " .
وقال أيضاً :
" ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يُـوفق ، ويسدد ويعان ، ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ " .
وقال الإمام أبو يوسف ، صاحب أبي حنيفة رحمهما الله تعالى :
" أريدوا بعلمكم الله تعالى ، فإني لم أجلس مجلساً قط ، أنوي فيه أن أتواضع ، إلا لم أقم حتى أعلوَهم ،
ولم أجلس مجلساً أنوي فيه أن أعلوهم ، إلا لم أقم حتى أفتضح ! " .‏
ونسأل الله العظيم أن يحققنا بحسن النيّة
إنه على كل شيء قدير

المصدر: كتاب بستان العارفين للإمام النووي رحمه الله ...

:D
إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ..

أهلا وسهلا بك أخ تيسير وبمشاركاتك الطيبة

وقال الإمام أبو يوسف ، صاحب أبي حنيفة رحمهما الله تعالى :
" أريدوا بعلمكم الله تعالى ، فإني لم أجلس مجلساً قط ، أنوي فيه أن أتواضع ، إلا لم أقم حتى أعلوَهم ،
ولم أجلس مجلساً أنوي فيه أن أعلوهم ، إلا لم أقم حتى أفتضح ! "
أهلا وسهلا بك أخ تيسير وبمشاركاتك الطيبة
جزاك الله خيرأ وبارك فيك وعليك

:D

موضوع هام جداً " فالنية الصالحة تقلب العادة إلى عبادة"
استحضار النية أيها الأحباب مطلوب حتى في دخول الانترنت
حتى تكون أوقاتك التي تقضيها في الانترنت لك لا عليك
فوجودنا هنا للتناصح وجني الفوائد

ومرحبا بالأخ الفاضل تيسير عضوا فاعلا في نسائم الإيمان
اختيار موفق
بارك الله فيكم ونفع بكم

Twisted Evil

بارك الله بكم على هذا المرور الطيب

إحضــار النيــة في الطــاعــات 108406

وعن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال :
" ما عالجت شيئاً أشدّ عليّ من نيتي "!

بارك الله فيك أخي أبو محمد
موضوع رائع