رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم :
التودّدُ والسكينة والوقار وقلَّة الكلام ، وذلك لكمال عقولهم وكثرة تجارتهم لأهل عصورهم
ومن كلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قوله : ينتهي طول العبد في اثنتين
وعشر ين
سنة ، وينتهي عقله في ثمان و عشرين سنة ، وما بعد ذلك إلى آخر عمره هو تجارب
فعلم أن كل من كان قليل العقل لا يصلح أن يكون داعيا إلى الله تعالى
لأن الذي يفسده أكثر من الذي يصلحه ، وفي الحديث
(( كَرَمُ الرَّجُلِ دِيْنُهُ ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلَهُ وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ ))
وكان قتادة رحمه الله تعالى يقول : الرجال ثلاثة :
رجل ، ونصف رجل ، لا شيء ،
فالرجل هو : من كان له عقل ورأي ينتفع به
ونصف الرجل هو : الذي يشاور العقلاء ويفعل برأيهم ،
والذي لا شيء هو : الذي لا عقل ولا رأي له ، ولا يشاور أحدا
وكان سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى يقول : أفره الدواب لا غنى
له عن الصوت ، وأعقل النساء لا غنى لها عن الزوج ،
وأعقل الرجال لا غنى له عن مشورة ذوي الألباب
وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول : من صار يتدبر ما يقول قبل النطق فهو أعقل الناس
وكان مطرف بن عبد الله رحمه الله تعالى يقول : عقولُ الناس على قدر عصورهم وقد سأل أمير
المؤمنين علي كرم الله وجهه عن العقل : أين مسكنه ؟ قال : في القلب ،
قيل له : فأين مسكن الرحمة ؟ قال : في الكبد ، قيل له :
فأين مسكن الرأفة ؟ قال : في الطحال ، قيل له :
فأين مسكن النفس ؟ قال : في الرئة
وكان وهب بن منبه رحمه الله تعالى يقول : مَن ادّعى العقل ولم تكن
همته الآخرة ؛ فهو كاذب
وكان محمد بن زياد رحمه الله تعالى يقول : لا يكمل عقل الرجل
حتى يحذر من صديقه
كان هشام الدستوائي رحمه الله تعالى يقول : من أراد أن ينظر إلى قوم بلا
عقول فلينظر إلينا
وكان زياد رحمه الله تعالى يقول : ليس بعاقل من يحتال للأمر
بعد الوقوع فيه ، وإنما العاقل من يحتال للأمر قبل الوقوع
فيه ، فإن خير الرأي خير من فطيره .
فاعلم ذلك يا أخي ، واتبع سلفك الطاهر تسترح ،
والحمد لله رب العالمين
منقول من كتاب
تنبيه المغترين
للشعراني