السماح بالتوسع بزراعة القمح المروي في سوريا

أصدرت وزارة الزراعة تعليمات إلى مديرياتها تقضي بالسماح بالتوسع بزراعة القمح المروي على حساب المحاصيل الأخرى, وذلك نظرا للظروف الجوية الاستثنائية وبهدف الحصول على أعلى إنتاج من محصول القمح.

وطلبت الوزارة من مديرياتها ومن هيئة تطوير الغاب تنفيذ عدد من التعليمات التنفيذية فيما يتعلق بالمساحات المروية الشتوية المخططة الحاصلة على تنظيم زراعي أو كشف حسي وللموسم الحالي فقط, وتتضمن التعليمات السماح بالتوسع بزراعة القمح المروي على حساب المحاصيل الأخرى وإلزام كل الفلاحين بزراعة المساحات المخططة لمحصول القمح المروي الواردة بالتنظيم أو الكشف الحسي كحد أدنى وتقسيم القرى التابعة لكل وحدة إرشادية على لجان محددة تقوم بمهمة المتابعة والتنفيذ.

وتشهد سورية خلال موسم الشتاء الحالي, الذي لم يدخل فعلياً إلى الآن, انحباسا للأمطار لم تشهده منذ عام 1958 رغم دخول شهر كانون الأول, في وقت يرى خبراء أن تأخر الأمطار سيتسبب في آثار سلبية على الصحة العامة وعلى المحاصيل الزراعية التي في مقدمتها زراعة القمح.

وتضمنت تعليمات الوزارة تشكيل لجان فنية ميدانية على مستوى الوحدة الإرشادية والدوائر الزراعية بمشاركة ممثلي اتحاد الفلاحين مهمتها تتبع الخطة المقررة لمحصول القمح المروي وتعديلاتها وتنفيذ جولات ميدانية للتحقق من تنفيذ كامل المساحات المخططة وتوزيع نسخ من البرنامج الإرشادي لمحصول القمح لكل فلاح من أجل التقيد بزراعة وخدمة المحصول وفق المعايير المحددة لذلك والحصول على إنتاجية أعلى بوحدة المساحة, إضافة إلى تنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين وفقا للمرسوم 59 للعام 2005 ومعرفة الصعوبات التي تواجه التنفيذ ووضع مقترحات الحل.

وطلبت وزارة الزراعة تشكيل لجنة مركزية برئاسة مدير الزراعة وعضوية معاونيه والمكتب التنفيذي لقطاع الزراعة ومدير المصرف الزراعي ورئيس اتحاد الفلاحين بالمحافظة ومدير فرع إكثار البذار بالمحافظة مهمتها تتبع تنفيذ الخطة وعمل اللجان الفنية الميدانية ومعالجة الصعوبات التي تواجه التنفيذ من أجل رفعها للمحافظ رئيس اللجنة الزراعية الفرعية.

كما طلبت تشكيل لجان خاصة للكشف عن الآفات التي تصيب محصول القمح وإبلاغ مديرية وقاية المزروعات بأي بؤر للإصابة فور ضبطها.

ويعد القمح محصولا استراتيجيا ومصدرا للقطع الأجنبي بالنسبة لسورية التي حققت الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول في ثمانينيات القرن الماضي وأضحت مصدرة للقمح منذ العام 1994, إذ تشتهر سورية بإنتاج الأقماح القاسية ذات الجودة العالية إذ توفر لها الشروط المناخية الملائمة من أمطار ودرجات حرارة مناسبة.

إلا أن سورية عادت في عام 2008 إلى استيراد القمح خاصة من منطقة البحر الأسود لأنه القمح الأرخص, بعد أن كانت مصدرا مهما للقمح للشرق الأوسط قبل أن يبدأ الجفاف في 2007, كما استنفدت المياه الجوفية بسبب آلاف الآبار غير القانونية التي جرى حفرها لري القمح المدعم.