بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين حمداً كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه وجزيل إنعامه وإمداده - حمدا يوافى نعمه ويكافئ مزيده فى كل وقت وحين إلى أبد الآبدين ، فلك الحمد ربنا أن اخترتنا أهلاً لحمدك واجريت على السنتنا ذكرك وشكرك .....
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك اللهم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد ،،، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله قدر كمال الله وكما يليق بكماله - صلاة ترضيك يا ربنا وترضيه وترضى بها عنا يارب العالمين وتدخلنا بها فى عياذك وأمانك وحرزك وحصنك المنيع ..
-( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ +)
أمــــــــــا بــــــــعد
سادتى الفقراء المرابطين فى سبيل الله تعالى حياكم الله جميعاً وبياكم ورضى عنكم وأرضاكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
واسمحوا لى سادتى أن اقدم بين يدى حضراتكم اليوم هذا الموضوع نقلاً عن كتاب :- سلوك الصوفية فى ميزان الإسلام جاء ما نصه
فتوى لفضيلة الشيخ محمد زكى إبراهيم من كبار علماء الأزهر الشريف ورائد العشيرة المحمدية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – رحمه الله . نشرت فى مجلة التصوف الإسلامى عدد جمادى الآخرة 1405هـ - مارس 1985م.
السؤال
ما حكم الإستخدام الشائع لعبارة ( مدد ) والمدد لله وحده ؟
الجواب
أما قولهم " مدد " : فإن نعمة الإيجاد والإمداد كلتاهما لا تكونان إلا لله ، ومن الله عز وجل ، فالحياة الأولى والآخرة جميعا ، ومحتوى الملك ، والملكوت كله ، إنما هو من إيجاده ، وإمداده تعالى ، وهو يقول : ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ) وهى آية كاملة شاملة ، ومؤداها فى معنى : [ قل كل من عند الله ] والعبد سبيل أو سبب ، ولكل شئ سبيل وسبب .
فطالب المدد إن كان يطلبه من شيخ حى ، فهو إنما يريد بالمدد : طلب العلم أو الإرشاد أو الدعاء ( قلبيا كان ، أو نفسيا ) أو تلقى السيالات ، والتيارات الروحية من طاقات الشيخ المشحون بأسرار الإيمان ، وقوى التعبد ، والعلاقة بالله . ولكل مخلوق سيالات وتيارات كهربية ومغناطيسية مؤثرة أثبتها العلم القديم والجديد ، واستدل بما فى الإنسان من الشجاعة والمرؤة والهمة ونحوها ، فكلها قوى خفية سميناها بالأسماء ، ووصفناها بالأخلاق ، ثم قررها علم النفس الحديث ، واتخذ من ( الحسد ) دليلا على القوى الشريرة فى الإنسان ، وهذا يثبت أن للإنسان بالمقابلة قوى خيرة تؤثر فى الغير بمثل ما قد تؤثر قوى الشر من الحسد فى المحسود ، فكل شئ له مقابل هو ضده ، ثم إن التنويم المغناطيسى فى أسلوبه العلمى المعترف به فى كل جامعات العالم وكل المحاكم العالمية هو دليل فى هذا الجانب غير مدفوع وقد قرر الشيخ ابن القيم فى كتاب ( الروح ) كثيرا من القوى والطاقات الإنسانية فى الأحياء والموتى ، فارجع إليه .
هذا ، وإن كان يطلب المدد من شيخ متوفى فهو يطلب من روحه ( التى يعتقد أنها تحيا برزخيا فى مقام القرب من الحق ) أن تتوجه شفاعة إلى الله فى شأنه بما يهمه ، فالأرواح فى عالمها تحيا حياة غير مقيدة بحدود زمان أو مكان فالقيود والحدود نتيجة الحياة البشرية ، وأما الأرواح فهى من عالم الانطلاق ولا شك أن هذا الجانب كله مزلق من أخطر المزالق ، ولا يقوى على فهمه وضبطه إلا أولوا الألباب ، ومن ثم وجب تبصير الناس ، أو سد الذرائع .
وليس معنى هذا أننى أجيز الحالات الهيستيرية التى نشاهدها فى كثير من التجمعات المنسوبة إلى التصوف ، وإنما أردت أن أبين علة الموضوع وسناده عند أهل العلم ، ولكل حق باطل يشبهه ( وما يستوى الأعمى والبصير ، ولا الظلمات ولا النور ) . انتهى ^تم^
--------------------------------
سبحانك اللهم وبحمدك -- نشهد أن لا إله إلا أنت --- نستغفرك ونتوب إليك
صورة منقول عن منتديات الفقراء الى الله