الخوف في الدنيا

ومن أخلاقهم رضي الله عنهم
قلة الضحك وعدم الفرح بشيءمن
الدنيا بل كانوا ينقبضون بكل شيءحصل
لهم من ملابسها ومراكبها ومناكحها ومناصبها
عكس ما عليه أبناء الدنيا كل ذلك خوفا أن يكون من
جملة ما عجل لهم من نعيم الآخرة وكيف يفرح بشيء
مَن هو في السجن محبوس عن لقاء الله عز وجل!فكما يحزن
المحبوس عن داره وعياله ويتكدر ،كذلك يحزن أولياء الله تعالى على
طول عمرهم وسجنهم في هذه الدار عن لقاء ربهم عز وجل في الحديث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: : : " لو تعلمون ما أنتم راءون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة ، ولا شربتم شرابا على شهوة ،
ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه ، ولخرجتم إلى الصعدات
تضربون صدوركم ، وتبكون على أنفسكم ،
ولوددتم أنكم شجرة تعضد ثم تؤكل"
وقد كان عبد الله ابن مسعود
رضي الله عنه يقول
عجبت من
ضاحك
ومن ورائه النار
ومن مسرور ومن ورائه الموت
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى
لا يراه أحد إلا ظن أنه قريب عهد بمصيبة لما
يراه به من شدة الحزن والخوف
وكان الفضيل بن عياض
رحمه الله تعالى يقول :رب ضاحك وأكفانه قد خرجت من عند القصار
وكان ابن مرزوق رحمه الله تعالى يقول :من ادعى أن الذنوب
غمته وأحزنته ،ثم جمع في إدامه بين عسل وسمن
فهو كاذب
وكان الأوزاعي رحمه الله
تعالى يقول في قوله تعالى
(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)
الصغيرة:هي التبسم في هذا الدار والكبيرة هي القهقهة
فيها
قلت:ولعل مراده_رحمه الله تعالى _
بالتبسم هنا الضحك بصوت يسمعه
من في مجلسه إذ التبسم
كان ضحكه صلى
الله عليه وسلم
وكان
ثابت
البناني رحمه
الله تعالى يقول :ما
ضحك مؤمن قط إلا وهو
في غفلة عن الموت
وكان عامر
بن قيس رحمه الله تعالى يقول : أكثر الناس
ضحكا في الدنيا أكثرهم بكاء في النار
ومكث سعيد بن
عبد العزيز رحمه الله تعالى لم يضحك منذ أربعين سنة حتى مات
وكذلك غزوان الرقاشي
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه
يقول :مع كل ضحاك في مجلس شيطان
وقد مرت معاذة
العدوية رحمها الله تعالى يوما على شبان يضحكون
وعليهم ثياب صوف ،فقالت:سبحان الله
لباس الصالحين وضحك
الغافلين !
وكان وهيب
بن الورد رحمه
الله تعالى
يقول
الضحك الذي
لا إسراف فيه هو:
الذي يظهر به السن ولا يسمع
له صوت واللباس الذي لا إسراف
فيه هوما وارى العروة ووقاك من الحروالبرد
والطعام
الذي لا إسراف فيه هو ما سد الجوع وكان دون الشبع
وكان عون بن أبي زيد رحمه الله تعالى يقول : صحبت عطاء السلمي
رحمه الله تعالى خمسين سنة فما رأيته ضاحكا قط
وقد كان عبد العزيز بن أبي داود رحمه الله تعالى يقول :لما ظهر المزاح في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله تعالى قوله:
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )
فتركوا المزاح
حينئذ وخشعوا رضي الله عنهم
والآثار في ذلك كثيرة في (كتاب الرقائق)وما تميز أهل الله عز وجل عن غيرهم إلا بالإقبال على الآخرة والتهيؤ لأحوالها فتأمل ياأخي في
نفسك وما أنت منطوٍ عليه من الغفلة والسهو عمّا يقربك إلى
الله تعالى وأكثر من الإستغفار
والحمد لله رب العالمين

:)

مرت معاذة العدوية رحمها الله تعالى يوما على شبان يضحكون
وعليهم ثياب صوف ،فقالت: سبحان الله لباس الصالحين وضحك الغافلين !

(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)


أخي عادل

:D

وقد كان عبد الله ابن مسعود
رضي الله عنه يقول
عجبت من
ضاحك
ومن ورائه النار
ومن مسرور ومن ورائه الموت

أبو أحمد

:D
موضوع جميل و موعظة حسنة اخي ابو احمد