:D
أيها الأخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
ورود اسم الحكم في السنة النبوية الشريفة :
هذا الاسم ورد في السنة النبوية الصحيحة ، ورد مطلقاً معرفاً بأل :
(( لما وَفَدَ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع قومِهِ ،
سمِعَهُمْ يُكَنُّونَهُ بأبي الحكم ـ سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوم راوي
الحديث يكنونه بأبي الحكمـ فدعاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم . فقال :
' إنَّ الله هو الحكَمُ وإليه الحُكْمُ فلم تُكْنَى أبا الحَكَم ؟ ' فقال : إنَّ قومي إذا اختلفوا
في شيء أتوني فحكمتُ بينهم ، فرَضِيَ كلا الفريقَيْنِ بحكمي ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ' ما أحسَنَ هذا ؛ ـ يعني أن تكون وسيطاً ، وحكماً ،
وأن يأتي حكمك مقبولاً عند الطرفين شيء طيب ـ ما أحسَنَ هذا فما لكَ من الوُلْدِ ؟ '
قال : لي شُرَيح ، ومسلم وعبد الله ، قال : ' فمن أكبرُهم ؟ قال قلتُ :
شريح ، قال : ' فأنت أبو شريح )) .[ أبو داوود من حديث شريح عن أبيه هانئ]ٍ
الحكم في اللغة :
" الحكم " في اللغة ، من صيغ المبالغة ، اسم الفاعل حاكم ،
" الحكم " صيغة مبالغة ، وكما تعلمون حينما يأتي الاسم بصيغة المبالغة
فهذا يعني مبالغة كم أو نوع ، يعني مليار ، مليار ، مليار ،
مليار حكم من الله عز وجل عدل ، وفي أكبر قضية الحكم عادل كماً ، أو نوعاً .
الحاكم اسم فاعل ، صيغة المبالغة
الحكم ، هو الذي يحكم ، ويفصل ،
ويقضي في سائر الأمور ، الفعل حكم ، يحكم ، حكماً ،
والحكم العلم والفقه .﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ
حُكْماً وَعِلْماً ﴾ ( سورة القصص الآية : 14 ) .
الحُكم العلم والفقه ، الله عز وجل
أعطى الحكم لمن لا يحب ،
أعطاه لفرعون ، وأعطاه لمن يحب ،
سيدنا سليمان ، آتاه الله الملك ، أعطى المال لمن لا يحب ،
أعطاه لقارون ، أعطاه لمن يحب لسيدنا عثمان رضي الله عنه ،
لسيدنا عبد الرحمن بن عوف .
من أحبه الله أعطاه العلم و الحكمة معاً :
لكن الذي يحبه الله عز وجل العلم والحكمة ،
العلم والحُكم ، ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾ .
إذاً :﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾ .( سورة النساء ) .
﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ .( سورة مريم الآية : 12 ) .
كن قوياً في طاعة الله .﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ﴾ . ( سورة مريم ) .
استخدام الإنسان الحكم الموجودة في القرآن و السنة لئلا يغفل عن الحق ومن هذه الحكم:
1 ـ تذكير القاضي بأن يحكم بين الناس بالعدل :العلم ، والفقه ، والحُكم القضاء بالعدل ، قال تعالى :
﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾ .( سورة النساء الآية : 58 ) .
بمحكمة الجنايات في دمشق هناك قصر العدل مكتوب فوق : ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾
من يقرأها هذه ؟ القاضي ، القاضي يرأس قاعة كبيرة هكذا اتجاهه فوق رأس المذنبين
(الذين في قفص الاتهام) لوحة كبيرة يقرأها القاضي ، ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾ .
2 ـ عدم ظلم الناس و التأكد مما يقوله بعضهم :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ .
الحُكم و الحَكَم :
إذاً المؤمن إذا حُكم يحكم بالعدل ، وإذا احتكم لا يحتكم إلا لله ،
إذا حكم لا يحكم إلا بالعدل ، ولا يقبل أن ينحاز إلى ابنه أو إلى من يلوذ به .
قال تعالى :﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ .( سورة النساء الآية : 59 ) .
تنازعت مع جهة علوية ، من هو الحكم ؟ ﴿ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ في القرآن الكريم ﴿ وَالرَّسُولِ ﴾ في سنته ،
والآية فيها ملمح دقيق جداً ، أي ما من قضية يتنازع عليها إلى يوم القيامة إلا فيها حكم الله بالقرآن والسنة ،
أيعقل أن يحيلك الله إلى شيء غير صحيح ، قال لك : ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ .
الآن " الحكم " بفتحتين ، ﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ ﴾ ، و "
الحكم " اسم، " الحكم "
هو الحاكم وحكمه في المال تحكيماً إذا جعل الحكم إليه واحتكموا إلى الحاكم وتحاكموا المعنى واحد
أيها الأخوة ، والمحاكمة هي المخاصمة إلى الحاكم ، الآن دققوا في هذه الآيات الثلاث :
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ .﴿ فَلَا وَرَبِّكَ ﴾ هناك قسم :﴿ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ .( سورة النساء الآية : 65 )فيما نشأ بينهم من خلاف .
﴿ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ .
من لا يقبل حكم الله عز وجل و حكم نبيه فليس بمؤمن :
علامة إيمانك أن تخضع لحكم رسول الله ، علامة إيمانك أن تخضع لحكمه في حياته ،
وعلامة إيمانك أن تخضع لحكمه بعد مماته ، كيف ؟ القاضي اعتمد في إصدار
حكمه على حديث صحيح للنبي عليه الصلاة والسلام ، فالذي لا يقبل
حديث رسول الله ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ ؟ نعم ، امرأة مسلمة تدعي أنها مسلمة ينشب
خلاف بينها وبين زوجها في العالم الغربي ، لا تقبل أن ترفع
أمرها إلى المركز الإسلامي ، وهناك قاضٍ مسلم ليحكم
لها بالمهر ، ترفع أمرها إلى القضاء الغربي ليحكم لها
القاضي بنصف أملاك زوجها ، إذاً هي رفضت
حكم رسول الله ، حكم النبي المهر ، أما النظام
هناك تأخذ المرأة نصف أموال زوجها ،
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ لَا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً
مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾
آية خطيرة جداً ، ينفي الله الإيمان عن
المؤمن حينما لا يقبل حكم رسول الله في حياته
أو بعد مماته ، يعني أي إنسان حكم ، أو قاضي أصدر
حكماً اعتماداً على توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم إن لم تقبل ذلك فلست مؤمناً .
الحكم الكوني و الحكم التشريعي :
﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ﴾ .( سورة الرعد الآية : 41 ) .
أحياناً القاضي (قاضي الصلح) يحكم ، أصدر هذا الحكم ،
لكن في محكمة الاستئناف تنقض هذا الحكم ، تعقب
عليه وتلغيه ، وقد يحكم قاضي الاستئناف ،
يصدر هذا الحكم ، فتأتي محكمة النقض
فتنقض هذا الحكم ،
لكن الله عز وجل يقول :
﴿ وَاللَّهُ
يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ﴾ .
إذاً الله عز وجل يحكم في خلقه كما أراد حكماً لا يرد ،
ولا يعقب عليه ، حكماً كونياً ، يعني هذا الإنسان الله
عز وجل ساق له بعض الشدائد ، هذا حكم إلهي ، فلان ساق
له بعض الخير ، هذا حكم مبرم كوني ، وهناك حكم تكليفي ،
حكم للمرأة بالمهر ، وحكم في الإرث لهذه الأنصبة التي وردت في القرآن الكريم ،
الله عز وجل له حكم كوني ، جعل هذا الإنسان عقيماً ، وقد يكون ملكاً ، وبيده طب العالم كله ،
ومع جهود جبارة لم يستطع أن يُنجب من هذه الملكة ، هذا حكم ، العقم حكم .لذلك :
﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ﴾ ، هناك حكم كوني ، وهناك حكم تشريعي .
علاقة المؤمن باسم الحكم :
أولاً ينبغي ألا تتخذ حكماً من دون الله ، من هو صاحب القلب السليم ؟
الله عز وجل حينما قال :﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
من صاحب القلب السليم ؟ قال : الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ،
ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ، ولا يعبد إلا الله ،
ولا يقبل إلا حكم الله ، لذلك من صفات المؤمن أنه
لايتخذ من دون الله حكماً
﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
ثم يقول الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم :
﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً ﴾ .( سورة الأنعام الآية : 114 ) .
والحمد لله رب العالمين