:)
وفد عبد القيس من البحرين
أتوا إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت الوفود إذا أتت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تضع في أذهانها،
أنها سوف تتكلم مع رسول الله ونبي الله وصفوة الناس من خلقه، فتهيأ ثمانية منهم، -والعجيب أنهم اختلفوا في عددهم
قالوا: أربعة عشر، أو ثمانية، أو أربعين، أورد ذلك ابن حجر - لبسوا، وتهيأوا، ومشوا من الأحساء حتى وصلوا إلى المدينة ،
ونزلوا حول المدينة، فقال لهم أشج بن عبدالقيس :انتظروا، والبسوا، وتطيبوا، واغتسلوا، ثم ادخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم.
قالوا له: ندخل عليه الآن. فأتى بقية الوفد، ومكث أشج عبد القيس وحده، فدخلوا بغبار السفر، وشعث السفر، وعدم ترتيب السفر.
وأما أشج عبد القيس ، فخرج إلى نخلة هناك، واغتسل، ثم لبس ثيابه، ثم تعمم، ثم تطيب، ثم أخذ عصاه بيده، ثم أتى، ودخل المسجد،
والرسول صلى الله عليه وسلم جاس مع الناس والوفد قد سبقه، فأخذ يلمحه صلى الله عليه وسلم خطوة خطوة، فتقدم الأشج فجلس.
فالتفت إليهم صلى الله عليه وسلم وقال: (من الوفد؟ )
الوفود كثيرة، والمدينة أصبحت في حالة انتظار للوفود فهو عام الوفود، وفد يستقبل وفد، ويودع وفد، يأتي وفد، ويذهب وفود.
قال: (من الوفد؟ قالوا: ربيعة -نحن من قبائل ربيعة-.
قال: مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى. ثم التفت إلى أشج عبد القيس ،
وقال: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) . علم ذلك لأنه أتى بهدوء لابساً متجملاً، ثم جلس، ثم سأل سؤال العاقل.
قال: (يا رسول الله، أخلقان جبلني الله عليهما أم تحليت بهما؟
قال: بل جبلك الله عليهما.
قال: الحمد لله الذي جبلني على خلق يحبه الله ورسوله.
ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع:
آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: شهادة ألا إله إلا الله وأن تقيموا الصلاة وتؤدوا خمس ما غنمتم.
وأنهاكم عن الدباء والنقير: (وفي لفظ المقيَّر) والمُزفَّت.
ثم قال: أخبروا بها من وراءكم).