منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بنشر الثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمام الرفاعي والوقت

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صالح العلي
المشرف العام
المشرف العام
صالح العلي


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي
العمل : التعليم
العمر : 65
ذكر
عدد المساهمات : 5657
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
دعاء العقرب

الإمام الرفاعي والوقت Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الرفاعي والوقت   الإمام الرفاعي والوقت Empty01.05.13 12:16

الإمام الرفاعي والوقت
بقلم: عبد الحكيم الأنيس


مِن مواهب الله تعالى لعباده الموفَّقين معرفتُهم بشرفِ الوقت، ونفاستِه وقيمته.
ولهذا تكون أعمارُهم حافلةً بجلائل الأعمال وإنْ لم تطلْ، وهذه نافذةٌ نُطِلُّ منها على تعامل إمامٍ ربانيٍ كبيرٍ مع الزمن، نرجو منها قدحَ عزائمنا، ونهوضَ هممنا، ذلك هو الإمامُ الفقيهُ العارفُ العابدُ المربِّي زاهدُ العراق السيِّد أحمد بن علي الرفاعي (ت: 578 هـ):
كان السيِّد أحمد الرفاعي قمة عالية في تعامله مع الزمن، وحفاظِه عليه، ومعرفتِه بقيمته، وتقديرِه لفاضله وأفضله..
والأمثلةُ على ذلك كثيرة، ذكرها المترجمون له في كتبهم المفردة، أو في الطبقات والتواريخ .
يقول الإمامُ عبد الرحمن بن عبد المحسن الواسطي محدِّث واسط (ت: 744هـ) في كتابه: « ترياق المحبين في سيرة سلطان العارفين» - وهو من أوثق الكتب في هذا الباب-:
« وكان يشقُّ عليه تضييع نَفَسٍ من الأنفاس في غير طاعة الله، ولا يفرِّط في شيء من وقته، ويقول: مَنْ اشتغل بما لا يَعنيه فاته ما يُغنيه.
وكان يُنشد: يا أيها المعدودُ أنفاسُه يوشك يوماً أنْ يتمَّ العدد
وكان في كثيرٍ من أوقاته يتأسَّف ويقول: قد بقي القليل ».
ومِن أقواله:الفقيرُ ابن ساعته لا ابن يومه
الفقيرُ يرى كلَّ نَفَس من أنفاسه أعزَّ من الكبريت الأحمر، ويودِع كلَّ ساعة ما يصلح لها، ولا يضييع مِن وقته لحظة.
ويقول: الوقتُ سيف إن قطعته وإلا قطعك، والسعيدُ لا يهمل وقته.
وفي «سير أعلام النبلاء» أنَّه كان لا يأكل إلا بعد يومين أو ثلاثة أكلة.
وفي «الترياق» أنَّه كان يُحبُّ تعجيل الأكل، ويقول: هي حاجة أقضيها، وأرجع إلى حاجة أخرى.
وكان يأمرُ الفقراءَ بقراءة المسبعات بكرةً وعشية، ويقول: أنتم بلا شغل، وهذه بضاعةٌ سنية.
وكان يحذِّرهم الوسواس في الوضوء والطهارة. لما في ذلك من ضياع الوقت.
وكان يصرِفُ وقته دائماً للأمور الفاضلة النافعة، ومن كلامه في ذلك:
«لو تكلَّم الرجلُ في الذات والصفات لكان سكوتُه أفضل
ولو خطا مِن قاف إلى قاف لكان جلوسُه أفضل
ولو أكل ملءَ بيتٍ طعاماً ثم تنفَّس نَفَساً فأحرقه لكان جوعُه أفضل» كما في « بهجة الأسرار ».
ولَعَنَ فقيرٌ إبليس - وهو يَسْمَعُ - فقال: أيْ مبارك،، يكون عوض هذه: سبحان الله.
وقد سُئل خادمه يعقوب بن كراز عن أوراد السيِّد، فقال: كان يصلي أربع ركعات بألف (قل هو الله أحد).
ويستغفر كلَّ يوم ألف مرة، واستغفاره أن يقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، عملتُ سوءاً وظلمتُ نفسي وأسرفتُ في أمري، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فاغفر لي وتُبْ عليَّ إنك أنت التواب الرحيم، يا حيُّ يا قيوم، لا إله إلا أنت. كما في « تاريخ الإسلام » و«طبقات الشافعية الكبرى».
وذكر خادمُه غيرَ ذلك، ولا بد أنَّ هذا من عبادته لا كلها.
وكان مِن حفظه لوقته تركُهُ الخصومةَ والمنازعةَ، والإقرارُ لِمن طالبه بشيءٍ، وقد جاء عنه في ذلك حكايا مدهشة.
وكان يُحافظ على واجب الوقت، قال الواسطي: «وكان لا يرى الاشتغالَ بشيء من الدنيا عند دخول وقت الصلاة: طَلَبَ مرة ماء ليشربه، فسمع الأذانَ فقال: حضرَ الحق وبطلَ حقُّ النَّفْس.
وهو كذلك يعرف فضلَ الأوقات: فكان إذا صلَّى صلاة الصبح جلس مكانه حتَّى تطلع الشمس.
ويقول: ما مِنْ ليلة إلا وينزل فيها نثار مِنَ السماء إلى الأرض، لا يَحصلُ له منه حصةٌ إلا مَنْ كان مستيقظاً. كما في «الترياق» و«الكواكب الدرية».
وقال لزوجته رابعة: أيْ بنت الشيخ: إنْ يسرك اللحوق بالقوم، فأقلِّي الطعام، واهجري المنام، وصلي بالليل والنَّاسُ نيام.
وكان يُوقظها بالليل ويقول لها: أيْ بنت الشيخ، قومي إلى وِرْدك، فإنَّ العبد إذا سلك طريق القوم كان قريباً منهم.
وكان يُوصي الفقراء بقراءة الفاتحة وآية الكرسي في كلِّ يومٍ اثنتي عشرة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ويقول: هي الحافظات من الآفات.
ومِنْ وصاياه في حفظ الوقت قولُه للفقراء: «لا تضيعوا أوقاتكم فيما ليس لكم فيه راحة، فما يمضي منكم نَفَسٌ إلا وهو عليكم معدود، وإياكم وما تعتذرون منه، واحفظوا وقتَكم وقلوبَكم، فإنَّ أعزَّ الأشياء: الوقتُ والقلبُ، فإذا أهملتم الوقت، وضيعتم القلب فقد ذهبتْ منكم الفوائد…».
ويقول مذكِّراً: «أفضلُ الطاعات مراقبة الحقِّ على دوام الأوقات».
ولهذا فإنَّه كان يُؤثر العزلة، ويقول: «ما لي مسرة إلا بالخلوة والوحدة، فيا ليتني لم أعرف أحداً، ولم يعرفني أحدٌ».
وقد انتفع كثيراً بكلمات قالها له الشيخُ عبد الملك الحربوني وهو صغير، ومنها قولُه: « يا أحمد، أول ما أقول: ملتفتٌ لا يصل، ومشكِّكٌ لا يفلح، ومَنْ لم يعرف مِنْ نفسه النقص فكُلُّ أوقاته نقص».
قال المناوي: ففارقه وجعل يكرِّرُها سنة.
وقد عاش وكُلُّ أوقاته أرباحٌ وغنائم حتَّى رحل إلى الله، وكان محافظاً على وقته حتَّى على فراش الموت، فهو يملأه بما يرضي الله تعالى عنه.
قال الواسطي: « لما مرض سيدي أحمد قدَّس اللُه سره مرض الموت، وكان المرض دام عليه أكثر من شهر، وما قال في مرضه: آه، وكان يعاوده الإسهالُ في كلِّ يوم وليلة نحو ثلاثين مرة، وكان عقيب كل مرة يسبغ الوضوءِ، ويصلي ركعتين، وأخبر أنَّ الله تعالى وعده أنْ لا يعبر وعليه شيء من لحم الدنيا، ففني لحمه بأجمعه قبل خروجه من الدنيا.
ودخل عليه الشيخُ عمر ابن التركي في ذلك المرض، فوضع يده عليه، وقال: أيْ سيدي، ما بقي شيء !
فقال: أيْ عمر، ما بقي.
فقال: هو المقصود؟
قال: بلى.
فلما دنت وفاته اجتمع أهلُ بيته حوله، وقد غشي عليه، فبكوا، فلما أفاق سكتهم. فقال له سيدي علي بن عثمان: أيْ سيدي، أوصنا، فقال: أيْ عليّ، مَنْ عمل خيراً قدم عليه، ومن عمل شراً ندم.
وأشرفُ الناس مَنْ شرَّفته طاعةُ الله، وأوضعهم مَنْ أهانته معصيتُه.
أيْ عليّ، أبعدُ البعيد مِنْ معرفة مولاه: مَنْ آثر سخطَ الله على رضاه.
ثم غشي عليه ساعة، فلمَّا أفاق قال:لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
ما أقرب رحمة الله ممن أحسن وأطاع ! ثُمَّ قرأ: {إنَّ رحمة الله قريبٌ من المحسنين}.
ثُمَّ قال بعد ساعة أخرى: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لكُلِّ أجلٍ كتاب، ولكُلِّ عملٍ حساب، وثواب الطاعة مشكور، وعاملها مأجور، ونكال المعصية مذموم، وعذابها محتوم.
وكان آخر شيء قاله: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، مَنْ تعنَّى تهنَّى، ومَنْ عمل الخيرَ قدمَ عليه، ومَنْ عمل الشرَّ ندمَ عليه ».
رحم اللهُ السيِّد الرفاعي ورضي عنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فراج يعقوب
عضو فعال
عضو فعال
فراج يعقوب


تاريخ التسجيل : 30/12/2010
مكان الإقامة : صعيد مصر
التحصيل التعليمي : ليسانس لغة عربية .الأزهر
العمل : شيخ جامع
العمر : 64
ذكر
عدد المساهمات : 43
دعاء الميزان

الإمام الرفاعي والوقت Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام الرفاعي والوقت   الإمام الرفاعي والوقت Empty01.05.13 18:48

جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمام الرفاعي والوقت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيد الشيخ احمد الرفاعي (رضي الله عنه)
» من دُرر الامام الكبير السيد أحمد الرفاعي ( قدس الله سره )
» حزب المستغاث لسيدي أحمد الرفاعي
» حزب الفرج للسيدأحمد الرفاعي رضي الله عنه
» حزب السيف القاطع للامام الرفاعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منازل السائرين :: ¤ ¤ ¤ قد أفلح من تزكى ¤ ¤ ¤ :: .:: المدارس السلوكية وأعلامها ::.-
انتقل الى: