منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بنشر الثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري .

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صالح العلي
المشرف العام
المشرف العام
صالح العلي


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي
العمل : التعليم
العمر : 65
ذكر
عدد المساهمات : 5657
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
دعاء العقرب

المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty
مُساهمةموضوع: المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري .   المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty08.10.09 13:45

:)


■ هل طلبت العودة إلى مصر أم كانت هناك تدخلات؟
- قلبي في كل حين يحنُّ إلى الرجوع إلى مصر، ولمّا لم أتبين لماذا أُخرجت؛ لم يكن من المروءة أن أطالب بالرجوع، إلا أن سيدى الوالد حفظه الله قدم استفساراً هنا، وسأل الجهات المعنية: لماذا مُنع ابني من الدخول؟ فتوجهوا بالسؤال إلى الجهات التي قد تكون اتخذت قرار المنع، فربما وجدوا أن أسباب المنع فيما مضى لم تكن بكافية أو مقنعة، أو ربما تغيرت الظروف التي تم على أساسها المنع سابقاً، فرُحب بي فى العودة.

■ يرى البعض أن سبب السماح في هذه الفترة بالذات بعودتك إلى مصر هو انتشار التيار السلفى مرة أخرى في مصر وظهور فلول لجماعات إرهابية تتستر بالإسلام، وأن مصر تحتاج مثل هذا الصوت العاقل المتزن الوسطى، فهل وصل شىء مثل ذلك إلى مسامعك؟
- أما إخواننا من «الوهابية» الذين يسميهم البعض السلفية فليسوا بمعركتي، وأما المتطرفون أو من يسمون بالإرهابيين فمعركتنا الحقيقية مع الأسباب التي أدت إلى إفرازهم، وأما مصر فهى أكبر من أن تحتاج إلى علي الجفري.. وفي صرح الأزهر، وفي العلماء الصادقين من رجاله مَنْ يمكن أن يتصدوا للأمر.

■ ألا ترى أن بعض الأفكار السلفية تغذي التيارات المتطرفة بشكل عام؟
- لا شك أن نقطة الخلاف الحقيقية مع إخواننا من الوهابيين (وأقولها بصدق إخواننا) ليست في اختلافهم مع باقى أهل السنة في الاجتهادات الفقهية أو الشرعية، وإنما الإشكال الحقيقي يتلخص في نقطتين أساسيتين، النقطة الأولى: اللغة الإقصائية التي يدّعي البعض منهم أو البعض من مراجعهم أو رؤوسهم فيها الحق المطلق في فهم الكتاب والسنة حتى اختلط عندهم فهم النص مع النص، فأعطوا لاجتهاداتهم في فهم النص عصمة النص، والنص معصوم لكن الاجتهادات حول النص ليست بمعصومة.

الإقصاء في الاختلاف وعدم قبول التنوع في الاجتهاد
وبالتالي فإن الإشكال الأول معهم هنا هو الإقصاء في الاختلاف، وعدم قبول التنوع في الاجتهاد بشكل جلي، أما النقطة الثانية فهي في توصيف الاختلاف، وذلك برفع البعض منهم سقف الاختلاف في أمور فقهية أقصى ما يمكن أن يقال عن أكبرها أنها من فروع العقيدة وليست من أصول العقيدة، والصحابة اختلفوا في فروع العقيدة كما حدث بين ابن عباس والسيدة عائشة رضى الله عنهم في مسألة رؤية الله عز وجل في الآخرة،

رفع سقف توصيف الاختلاف إلى أصول العقيدة
فالإشكال في رفع سقف توصيف الاختلاف من اختلاف فقهي أو فرعي في العقيدة إلى خلاف في أصول العقيدة، فأودى بهم اجتهادهم أو فهمهم النصوص إلى مخالفة الأكثر ممن سبقهم، وإلى جعل مخالفيهم خارجين عن الإسلام، وتسمية بعض السلوكيات والأقوال والأفعال بالشرك الأكبر أو بالكفر والعياذ بالله، وهي إشكالية كبيرة لأنه يترتب عليها إخراج المؤمن عن دائرة الإسلام، وفكرة إخراج مؤمن عن دائرة الإسلام- مع رفض فكرة التنوع أصلاً- لا شك أنها ستؤدي مباشرة إلى الصدام بين المسلمين، وبين المسلمين ومن يجاورهم من مواطنيهم، وبين المسلمين والعالم الذي يحيط بهم، فهاتان إشكاليتان.

غير أن الجديد- فيما أظن- أن هناك صوتاً بدأ يبرز من داخل البيت الوهابي فيه نوع من المراجعات، ولا أقصد هنا المراجعات السياسية التي تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية مع الحكومات، وإنما الأمر أكبر وأعمق وهي مراجعات منهجية سمعتُها من بعض إخواننا من علماء ودعاة الوهابية المعاصرين، وأعجبني وجود هذه النبرة، وتم التواصل مع بعضهم، ومع بعض المسؤولين الكبار عن الخطاب الإسلامى في المملكة العربية السعودية.

هناك مراجعات منهجية داخل البيت الوهابي
واقترحتُ عليهم- وهذه هي المرة الأولى التي أُصرح فيها بهذا الخبر لوسائل الإعلام- أن يكون بيننا لقاء لثلاثة أو خمسة من إخواننا الوهابية مع ثلاثة أو خمسة من بقية مذاهب أهل السنة، يجلسون على مائدة ليس المقصود منها المناظرات الصدامية التى تحدث في بعض قنوات التلفاز اليوم، وهى أقرب إلى التهريج أو المأساة، وإنما يكون فيها نوع من المراجعات لتوصيف الاختلاف، أي هل القضايا التي يُكفرون من يخالفهم على أساسها، ويرمونهم بالشرك الأكبر، أو الخروج عن الملة، هي بالفعل من قبيل القضايا القطعية التي لا تقبل الاختلاف، أم أنها من الظنيات التي يجوز الاجتهاد فيها والاختلاف..

فإن توصلنا من خلال ذلك الحوار المقترح أنها مسائل قطعية فلابد أن نخرج برأي موحد ولا نقبل الاختلاف فيها، وإن خرجنا على أنها من قبيل المسائل الظنية القابلة للاجتهاد؛ فرجِّح أنت أن هذا الفعل حرام وقُل إن الراجح عندى أنه حرام ورجَّح غيرى خلاف ذلك، ولا تُدرس لطلابك أو تنشر بين الناس فى الشارع أن مخالفك قد خرج عن الملة أو كفر أو حتى ارتكب الحرام المطبق على تحريمه، ثم تستنصر بآيات من القرآن، خالفك أئمة المفسرين وأئمة الفقهاء في فهمها.

■ وماذا كان ردهم على ذلك؟
- الرد كان في الوعد، استمهلوني أياماً ليتدارسوا المسألة مع بعض انشغالات عندهم وأنتظر الرد إن شاء الله منهم عن قريب، وأتوقع الخير إن شاء الله من حصول مثل هذا الأمر. وإن كان قد سبق إلى ذلك شيخنا الكبير الإمام العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله منذ أكثر من 20 سنة حين طلب من سماحة الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الآن، أن يكون بينهما لقاء مع وجود عدد من ممثلي الطرفين ليضعوا الإشكالات على مائدة الحوار، فوعده فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي على العمل على ذلك، ولكن يبدو أنه لم يتيسر له هذا الأمر، ولعل الظروف قد اختلفت اليوم ، وأن هناك فرصة أكبر.

■ سبق أن عرضت الحوار مع بعض ممثلي أصحاب الفكر الوهابي، وذكرت بعض القنوات التابعة لأصحاب هذا الفكر أنها عرضت عليك إجراء مثل هذا الحوار ولكنك رفضت فما تعقيبك على ذلك؟
لا تعامل مع من تعتبرهم الوهابية متاريس أو وسائل صدام مع الآخرين
- الحقيقة عُرض علىَّ ذلك منذ حوالي ٦ سنوات، ووافقتُ بالرغم من أني غير مقتنع بأن الحوار الإعلامي هو البداية الصحيحة، وإنما أعتقد أن البداية الصحيحة هي في الحوار المغلق الذي يعرف بعضنا البعض فيه عن قرب، وليس من خلال التلاميذ الذين يشوّه كل منهم صورة مراجع الطرف الآخر عند مرجعه، ولكني مع ذلك وافقتُ على هذا العرض وطلبتُ أن يكون الذي أمامي ممثلاً للمدرسة، وليس ممن تتعامل معهم المدرسة كمتاريس أو وسائل للصدام مع الآخرين.

■ أعطنا مثالاً من ممثلي المدرسة الذين طلبت حوارهم؟
- طلبتُ مثلاً فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية، أولاً هو مسؤول عن الخطاب الإسلامي في المملكة، وثانياً هو ابن المدرسة فهو سليل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله تعالى عليه، وطلبت- إن تيسر معه- سماحة الشيخ الفقيه صالح بن حميد الذي هو الآن رئيس هيئة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية، وكان في ذلك الوقت رئيساً لمجلس الشورى وإماماً للحرم ولا يزال، أما الآن فأضيف أسماءً أخرى مثل فضيلة الشيخ سلمان العودة، فهذا الرجل عندما جلست معه وجدت عنده العقلانية والفهم، والقدرة على احترام النصوص المروية عن العلماء، وأشعر أن عنده صدقاً مع النفس يشجعني على الجلوس معه.

سلمان العودة شيخ فاضل عنده العقلانية والفهم واحترام العلماء
وفى ذلك الحين أخبرتني القناة التي طلبت اللقاء بأن من ذكرت لكم سابقاً من الشيوخ قد اعتذروا فرشحت إدارة القناة غيرهم، فقلت إذاً يسعني ما وسعهم هم من العذر، وأن مَنْ رشحوهم لي، مع احترامي الكامل للكل، لا يمثلون المدرسة من ناحية، ومن ناحية ثانية- وهو الأهم- أن رؤيتهم تصادمية وليست رؤية تفاهم، بل يحسنون تهييج الجماهير والاستعراض أمام العامة دون الخوض في فحوى العلم، وقد بلغنى أنهم من وقت لآخر ما زالوا ينشرون عنا أننا تهربنا من الحوار واللقاء، وهذا الأمر لا يستحق حتى مجرد الرد عليه، ولم أعد أرغب في الاستمرار في التعامل مع محاولة تصوير أن قضية علي الجفري هي الوهابية، لأن قضايانا أكبر من ذلك بكثير.

وأمام الأمة اليوم تحديات كبيرة في بنيانها الداخلي، و في علاقاتها ببعضها البعض، وفي نهضتها، فنحن اليوم لا نأكل ما نزرع، ولا نغزل ما نلبس، ولا نصنع ما نستخدم ونركب، ولا نملك حتى آلية تعليم أبنائنا، و مستوى التعليم عندنا اليوم منحط، وأصبحنا مضطرين لاستدعاء تجارب غيرنا بدون مصفاة، وليس من الخطأ أن نستفيد من تجارب غيرنا، لكن بسبب عدم وجود البنيان المطلوب عندنا صرنا نأخذ ما عند غيرنا على علاته، فهذه كلها تحديات تقوم الآن أمامنا، ويشهد عالم اليوم وتيرة شديدة التسارع في الحراك الفكري، وتفريعه وتشعبه، والتطورات فى الأحداث المتقلبة، وتغيير المبادئ والقيم، وكل ذلك لا دور لنا فيه للأسف.

مللنا من تصوير الأمر على أن الصدام هو قضيتنا مع الوهابية
فكل ما سبق من تحديات ونحن مشغولون بقضية وهابية وصوفية، وسنة وشيعة، وإخوان وحكومات، ورضينا أن نقبع في هذا الركن الضيق، وجعلنا ذلك مبرراً للهروب من واجب الانتهاض الذى نحتاج إليه اليوم لخدمة أمتنا وخدمة العالم، ذلك العالم الذي يحتاج اليوم أن يستمع منا إلى لغة تعينه على أن يفيق من التخبط الذى يعيش فيه الآن.

. هل لذلك علاقة بمشاركتك فى رسالة "كلمة سواء" إلى العالم المسيحي والغربي مع ما يقرب من 140 رجل دين مسلم في أعقاب أزمة بابا الفاتيكان؟


■ معنى كلامك أن استخدام الدين في الصراع السياسى يضر بالدين أم بالسياسة؟

- يضر بالجميع، بالمتدينين وبالساسة والسياسة، والأهم من ذلك يضر بشعوب العالم، أما الدين الذي هو دين الله فلا يضره شىء، ولا يرقى شىء للإضرار به، وانظر اليوم كم من الدماء تسيل تحت لافتة الدين، أو باسم الدين، وقد كان هناك تقرير أعدته مؤسسة غربية عن القتل باسم الدين، فوجدت أن أكبر نسبة قتل تمت فى التاريخ كانت على أيدي المسيحيين، يليهم البوذيون، ثم المسلمون، فالهندوس، وكانت الأعداد مهولة!

■ إذا التقت جماعة تحت مظلة إسلامية أو دعوية أو تحت شعار إسلامى فهل من حقها ممارسة العمل السياسى تحت هذا الشعار؟
- المطلوب من جميع المسلمين أن تكون حياتهم كلها من خلال هَدْى وأخلاق ومخاطبة الإسلام، ومعظم دساتيرنا تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى، وبعضها ينص على أنه الوحيد للتشريع، فقضية دخول البعض إلى السياسة باسم الإسلام قد يترتب عليها فهم أن غيرها من التيارات ليس له علاقة بالإسلام وهذا خطير، وفى نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يحجر على الإسلام ويقول ليس من حق أحد أن يتكلم باسم الإسلام.

وبالنسبة لشخص الفقير إلى الله لا أرى أبداً أن خدمته للإسلام تكون من خلال السياسة، وغير مقتنع أصلاً بأن يكون لعلماء ودعاة الإسلام ممارسة للسياسة، بمعنى العمل على الوصول إلى الحكم، أو تولي المناصب السياسية وتصحيح الوضع من خلالها، فلست مقتنعاً بأن هذا يفيد، ولعل التجربة المعاصرة قد أثبتت صحة هذا الكلام، ولكن أن يكون لعلماء الدين والدعاة دور في السياسة من خلال الترشيد والتوضيح، وتعليم السياسى ما يفيده من الدين في سياسته فنعم، وهو دورنا كذلك مع الاقتصاديين والاجتماعيين والأكاديميين ومختلف شرائح المجتمع.

لمتابعة كامل الحوار ادخل إلى

http://www.alhabibali.com/ar/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح العلي
المشرف العام
المشرف العام
صالح العلي


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي
العمل : التعليم
العمر : 65
ذكر
عدد المساهمات : 5657
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
دعاء العقرب

المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري .   المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty08.10.09 14:28

فقرات أخرى من الحوار

مدرسة الصوفية في مصر هل هي الأقرب إلى قلبك؟- دعنا أولاً نتفق على مصطلح الصوفية قبل الإجابة، لأن من مشكلات عصرنا اليوم أن المصطلحات غير محددة، فعندما أقول صوفية قد يختلف المفهوم عما تقصده أنت من الصوفية، فإذا اتفقنا على أن التصوف هو العلم الذى يعنى بصلاح القلوب وأن مرجعيته إلى الكتاب والسنة وأقوال المجتهدين من أهل العلم فلا أعتقد أن مسلماً على وجه الأرض لا يكون التصوف قريباً إلى قلبه.

ثانياً: التصوف هو المؤهل عالمياً لأن يكون سفير السلام الحقيقي إلى العالم.

التصوف سفير السلام الحقيقي إلى العالم
ثالثاً: أجدنى مضطراً إلى أن أعيد إلى الذاكرة شيئاً يدفع بعض الأوهام التى يروج لها من جعل حرب الصوفية قضيته في زماننا، وهى أن التصوف الذى ذكرناه لم يخلُ عن دور في جميع مناحي الحياة، لا في السياسة ولا في الاقتصاد، ولا حتى في الناحية العسكرية، فالذين قادوا الجهاد في سبيل الله في مصر ضد الفرنجة في الحروب التى سُميت بالصليبية، هم العز بن عبدالسلام، وأبو الحسن الشاذلى، وأحمد البدوى، رضوان الله عليهم أجمعين.

وأيضاً في الحرب مع التتار، الذين اقتنع بسببهم المغول بالإسلام وبهم تحولت الكفة، كانوا من أهل التصوف، وفي الجزائر قاد الجهاد الأمير عبدالقادر الجزائري، وهو من الصوفية، وفي ليبيا عمر المختار، وهو من الصوفية، وفي إندونيسيا الذين قادوا الجهاد ضد المحتلين البرتغال ثم الهولنديين هم الصوفية.

لم ترتفع راية جهاد حقيقية إلا بقيادة صوفية
في حضرموت عندنا توجد قبور يسمونها «السبعة الشُهداء» في مدينة الشحر، هى لعلماء أهل السنة والجماعة من الشافعية كانوا على مشرب أهل التصوف، وهم الذين قادوا أهالى الشحر للمقاومة الشعبية وصدوا الأسطول البرتغالى، القوة العظمى في ذلك الوقت. فلا أستطيع أن أرى راية جهاد حقيقية، وهنا أقول حقيقية وليست إجرامية باسم الجهاد، لم يكن الصوفية في قيادتها، ولذلك استطاعوا أن يتخذوا القرارات الصائبة.

لماذا قاتل الإمام شامل الذي كان من مشايخ الطريقة النقشبندية روسيا القيصرية عندما اعتدت على القوقاز؟ ولماذا أوقف الحرب بعد قتال شجاع مضن؟ ولماذا قاتل الأمير عبدالقادر الجزائري وخاطر بنفسه؟ ولماذا أوقف القتال؟ فقرار الإقدام أو الإحجام بحاجة إلى التصوف الذي يجعل الإنسان يقرر بناءً على الصدق مع الله عز وجل، وليس بناءً على انفعال يتعلق بسمعته وشهرته.

وأذكر هنا أن الإمام شامل أرسل رسالة إلى الأمير عبدالقادر الجزائري وهو في منفاه في سوريا، يهنئه فيها على موقف حدث منه، ويقول له «إنّك أحييت سنة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»، فما هو هذا الموقف؟

حدثت فتنة في الشام في ذلك الوقت بسبب الاحتلال الفرنسي، إذ حدث تأليب بين المسلمين على المسيحيين الشاميين، وكادت أن تشتعل نارٌ طائفية إبان الاحتلال الفرنسى فقام الأمير عبدالقادر الجزائري مع عسكره وأسلحتهم، وباتوا الليل يحرسون الأحياء المسيحية هناك، حتى لا يأتي الغاضبون المسلمون ويقتلونهم، وكان الأمير عبدالقادر الجزائري عندما يشحذ همم جنوده في حراسة المسيحيين السوريين من أن يعتدى عليهم أحد الغاضبين المسلمين، يقول: «الذي نرجوه من الله من الأجر في جهادكم هذا لا يقل عما كنا نرجوه من الأجر في جهادكم ضد المحتل الفرنسى في الجزائر»، ولكم أن تراجعوه فى كتاب «تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر والجزائر»، هذا الكلام فيه عمق كبير في فهم ما نحتاجه اليوم فلا شك أن كل مسلم بحاجة لمثل هذا المسلك.

ولكن بعض الطرق الصوفية لديها ممارسات ربما تكون مضرة بالمنهج
الصوفي نفسه خصوصاً في مصر.. ألا ترى أن ذلك يحتاج إلى تصحيح مفاهيم وممارسات وسلوكيات؟
- هذا يحتاج إلى جهاد فكرى سلوكى دعوى، فالتصوف شىء وما يدعيه البعض أنه تصوف، شىء آخر، ويشبه ذلك، مع الفارق، ما يحدث اليوم من نظرة العالم إلى الإسلام، فهناك من المسلمين من ارتكب أعمالاً إجرامية باسم الجهاد والإسلام، فاستغل البعض هذه الممارسات الخاطئة لتشويه الإسلام وصار العالم ينظر إلى الإسلام نظرة اتهام.

وفي داخل المجتمعات المسلمة كذلك مارس البعض ممن ادعوا التصوف من «المتمصوفة» بعض الممارسات الخاطئة والمخالفة، والبعض منها شنيع، فاستغل ذلك وللأسف بعض التيارات الإسلامية، بما تملك من إمبراطورية مؤسسات إعلامية واقتصادية وتعليمية، لوصم التصوف بهذه الأعمال، تماماً كما يقول اليمين المتطرف في الغرب واللوبى الصهيونى بأن الإسلام إرهابي قاتل، بسبب أن بعض المسلمين قتلوا.

لكل علم ومجال أدعياء لكن لا يحسبون على الأصل ولا التيار العام
تقول هذه التيارات إن التصوف مبتدع شركي ضلالي بسبب ممارسات أشخاص، ودعني هنا أقل شيئاً وهو أنه لا يوجد علم من علوم الشريعة إلا وانتمى إليه أناس من غير أهله من المدعين، علم التوحيد ادّعى الانتماء إليه وحاول استغلاله المعطلة والمجسمة، وعلم الفقه دخله فقهاء السلطان والخوارج، وعلم الحديث دخل فيه الوضاعون والكذابون على رسول الله، وكذلك علم التصوف دخل فيه المرتزقة والجهلة والمدعون وغيرهم.

وفي الوقت نفسه ينبغي أن نؤكد أنّ كل علم من هذه العلوم يملك داخلياً مقومات التقويم إذا أفسح له المجال، فكما أن علماء العقيدة حرروا الردود على شبهات المعطلة والمجسمة، وكما أن علماء الحديث حرروا آليات تمييز الحديث الصحيح من غيره، كذلك فعل علماء التصوف؛

فالذي يرجع إلى كلام حجة الإسلام الإمام الغزالي المتوفى سنة 505 للهجرة يرى ذلك جلياً، بل قبله الإمام القشيري المتوفى سنة 465 في الرسالة القشيرية، إذ ذكر في مقدمة الرسالة أن سبب كتابته للرسالة ظهور أدعياء على التصوف من غير أهله، فكان فيه نقد للذات.

للصوفية محتسبون يراجعون ممارسات أتباع عصرهم باسم التصوف
ومن المتأخرين جاء الإمام أحمد زروق رحمه الله، من ليبيا، ولُقب بـ"محتسب الصوفية" لشدة ما أنكر على متصوفة عصره من الذين خالفوا الشريعة فيما يفعلون باسم التصوف. وكان من أعظم الناس الذين قاموا بذلك في عصرنا - لكن للأسف لم يُهتم به إعلاميا ولم يُفعّل مؤسسياً - شيخنا محدث مصر الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية، وشيخ الطريقة الشاذلية، عضو هيئة كبار العلماء في مصر، رحمه الله. ولو رجعت إلى كتاباته وإلى أشرطته المسجلة ستجد نقداً لاذعاً لمتصوفة العصر، ولكنه نقد بناء وليس بهدام، إذاً هناك تصحيح داخلي.

لنمتلك شجاعة نقد الذات بدلاً من الانفعالات

دعني أقول أيضا كلمة إلى أحبابنا من أهل الانتماء إلى مشرب التصوف، لنكن صادقين ولنكن صوفية حقيقيين، نمتلك الشجاعة في نقد ذاتنا، بدلاً من الغضب من الذين يهاجموننا والاشتغال بالرد عليهم واعتبار أن كل ما نقوله وما نفعله صواب لا يحتمل الخطأ، والعكس عند غيرنا.


وكلمة أخرى إلى ساداتنا العلماء الذين أحجموا عن أداء دورهم في تفعيل التصوف الحق، إما خجلاً مما رأوه انحطاطاً في مجتمع التصوف أو مراعاة لنفوذ المؤسسات الدينية أو السياسية المضادة للتصوف من باب المداراة أو المداهنة، أقول لهم تذكروا العهد الذي أخذه الله عليكم في تبيين الحق.

لمتابعة كامل الحوار ادخل إلى
http://www.alhabibali.com/ar
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفاروق
مشرف
مشرف
الفاروق


تاريخ التسجيل : 05/05/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : كلية الشريعة
العمل : مدرس
العمر : 47
ذكر
عدد المساهمات : 4805
المزاج : أسأل الله العفو والعافية
دعاء الجدي

المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري .   المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty08.10.09 14:32

:)

لم ترتفع راية جهاد حقيقية إلا بقيادة صوفية

Laughing
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alshlash.yoo7.com/
عيد
عضو مميز
عضو مميز
عيد


تاريخ التسجيل : 13/09/2009
مكان الإقامة : الجزائر
التحصيل التعليمي : متعلم
العمل : شركة
العمر : 47
ذكر
عدد المساهمات : 194
المزاج : لا اله الا الله محمد رسول الله
دعاء الدلو

المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري .   المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري . Empty13.10.09 0:15

:)
Laughing

Crying or Very sad

Suspect
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المصري اليوم تحاور الداعية الحبيب علي الجفري .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحبيب الجفري حفظه الله وقضية حمزة كشغري
» برنامج الشجرة الطيبة للحبيب الجفري
» والد الحبيب
» اجمل ما قرأت في مدح الحبيب
» ماذا يحب الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منازل السائرين :: ¤ ¤ ¤ قد أفلح من تزكى ¤ ¤ ¤ :: .:: التعريف بمناهج السالكين ::.-
انتقل الى: