:)
نقل الدكتور أحمد خضر هذه الدراسة , وهي ليست جديدة بالنسبة لنا ، لكنها أتت مكملة لغيرها من الدراسات الأخرى التي تحذر من الإختلاط بين الجنسين ، وهو مايحذر منه ديننا الحنيف.
وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
إليكم الخبر:
جامعتا كاليفورنيا بالولايات المتحدة وأوتاجو بنيوزيلندة (1)
يقول الكاتب الأمريكى "روبرت تايلور" فى مقالته المنشورة فى الثالث والعشرين من أبريل عام 2009 وعنوانها " البنات يتحصلن على درجات أعلى فى التعليم غير المختلط ويحققن إنجازا أكاديميا أفضل" :" أن هناك اهتماما ناميا يزداد أكثر فأكثر بقضية فصل الذكور عن الإناث فى التعليم كاستراتيجية لتحسين مستوى أداء الجنسين".
There is more and more interest developing in educating males and females separately as a strategy for improving the performance of both sexes.
أجرى مركز بحوث التعليم العالى بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة ومركز بحوث الصحة والتنمية التابع لجامعة "أوتاجو" بنيوزيلندة دراستين منفصلتين على طلاب وطالبات المدارس الثانوية العليا المختلطة وغير المختلطة. ركزت الأولى على تأثير الدراسة غير المختلطة على الإنجاز التعليمى للجنسين، وركزت الدراسة الثانية على دور الإختلاف فى النوع بين الجنسين على هذا الإنجاز . قارنت الدراسة الأولى استجابات 6552 خريجة من مجموع 225 مدرسة عليا خاصة غير مختلطة باستجابات 14684 خريجة من مجموع 1169 مدرسة عليا خاصة مختلطة ، ونشرت فى تقرير يضم مئة صفحة فى التاسع عشر من مارس من عام 2009. أما الدراسة الثانية فقد أجريت على 900 طالب وطالبة ينتمون إلى مدارس عليا مختلطة وغير مختلطة ونشرت هذه الدراسة فى الدورية الأسترالية للتربية.
كانت أهم نتائج هاتين الدراستين على النحو التالى:
1- أن طالبات المدارس غير المختلطة حققن انتظاما أكاديميا وتوجهات ونتائج أكاديمية ومستويات من الثقة بالنفس ، والميل إلى ممارسة سياق مهنى فى المستقبل أفضل من نظرائهن فى المدارس المختلطة .
2- أن العادات الدراسية التى تمارسها طالبات المدارس العليا غير المختلطة أفضل حالا من تلك التى تمارسها طالبات المدارس المختلطة فثلثى الطالبات فى المدارس الأولى يقضين أحد عشر ساعة أو أكثر كل أسبوع فى الدراسة أو أداء ما عليهن من واجبات دراسية مقارنة بأقل من نصف هذه النسبة بين طالبات المدارس المختلطة.
3- تقول " ليندا ساكس" الأستاذ المشارك فى التربية ورئيس طاقم البحث فى دراسة جامعة كاليفورنيا أن الأخلاقيات الملازمة للعمل فى المدارس غير المختلطة من شأنها أن تساعد الطلبة والطالبات على التعامل مع المتطلبات العديدة التي تستلزمها مرحلة ما بعد الدراسة في المدارس الثانوية العليا أى فى مرحلة الدراسة الجامعية.
4- أهم نتائج دراسة جامعة كاليفورنيا الملفتة للنظر هو أن طالبات المدارس غير المختلطة أبدين اهتماما كبيرا يزيد بنسبة 3 إلى واحد بدراسة الهندسة ، كما أظهرن مستويات عالية ومهارات فى الرياضيات ودراسات الكمبيوتر بالإضافة إلى إحساسهن بذواتهن الخاصة عند الحديث أمام العامة.
5- يؤكد " ليونارد ساكس" فى كتابه الصادر فى عام 2009 بعنوان : " أولاد يسيرون على غير هدى " على أن التركيبة الإجتماعية لنموذج الاختلاف النوعي بين الذكور والإناث تنهار فى فصول الدراسة غير المختلطة ، فالنكات والهرج بين النوع الواحد سيكون واحدا ومتشابها. ويقصد " ساكس" بذلك أن شعور الطلبة والطالبات بالإختلاف النوعى بينهما كذكور وإناث يضمحل كثيرا فى التعليم غير المختلط ، فيتفرغ الجميع للإهتمام بالدراسة ، ولا يشعر كل جنس منهما بتركيز ورقابة الطرف الآخر عليه حتى فى مزاحه وهرجه .
هذه النقطة الخامسة كانت محور اهتمام دراسة جامعة " أوتاجو" بنيوزيلندة التى ركزت على علاقة الاختلاف بين الجنسين فى النوع بالإنجاز التعليمى. أشرفت على هذه الدراسة الباحثة " شيرى جب" . انتهت الدراسة إلى نتيجة مؤداها :" أن التعليم غير المختلط يعمل على الحد من تأثير اختلاف النوع بين الجنسين على الإنجاز التعليمى لكل من الذكور والإناث . فالاختلاط فى التعليم بين الجنسين – مع آثاره الأخلاقية السلبية- يدفع كلا منهما إلى محاولة التفوق على الآخر تأكيدا لأفضلية جنسه. لكن هذه الدراسة أثبتت أن التعليم غير المختلط يفرغ هذه المحاولة من مضمونها ويدفع كلا الجنسين إلى التفرغ للإنجاز الأكاديمى. ولهذا وجدت الدراسة أن اتجاه طلاب المدارس العليا غير المختلطة للتفوق على الطالبات كان محدودا. وعلى النقيض من ذلك كان اتجاه الفتيات نحو التفوق على الذكور فى المدارس المختلطة مرتفعا. وكشفت الدراسة التتبعية لهؤلاء الطلبة والطالبات أن هذا النمط من التفكير يستمر معهم حتى سن الخامسة والعشرين. وتنتهى " شيرى جب " إلى القول بأن التعليم غير المختلط لا يخفف فقط من حدة تأثير الاختلاف فى النوع على الإنجاز الأكاديمى للجنسين ، بل أنه يستمر معهم حتى عند الالتحاق بالجامعة والحصول على الدرجة الجامعية.
الخلاصة التى يمكن التوصل إليها من هاتين الدراستين هى أن التعليم غير المختلط يدفع الطلاب والطالبات إلى التركيز على الهدف الرئيس الذى التحقوا من أجله بالمؤسسات التعليمية وهو الحصول على الدرجة الجامعية ، فلا يكون الهدف هو الاهتمام بالجنس الآخر وإثبات تفوق بنى جنسه على الجنس الآخر. كما تبين الدراستان كذلك أن الإنجاز الأكاديمى فى المدارس غير المختلطة أعلى من نظيره فى المدارس المختلطة ، إلى درجة أن اهتمام الطالبات بالدراسات غير النظرية مثل الهندسة والرياضيات والكمبيوتر بدا واضحا. هذا بالإضافة إلى أن التعليم غير المختلط يحفظ للفتيات خصوصيتهن حتى عند المزاح والهرج . والأهم من ذلك كله هو أن الجانب الأخلاقى المرتبط بالدراسة غير المختلطة فى مرحلة الدراسة الثانوية العليا يظل يمارس تأثيره الإيجابى على الجنسين ليس عند الالتحاق بالجامعة فقط أو عند الحصول على الدرجة الجامعية ، بل يمتد حتى سن الخامسة والعشرين.
المصادر:
1- Rupert Taylor : Girls Get Better Grades in Single-Sex Classes …..Graduates of All-Girls Schools Have Stronger Academic Performance, April 23, 2009.
2- University of Otago, Single-sex schooling reduces gender gap in educational achievement, August 20, 2009.
ــــــــــــــ
الدكتور أحمد خضر: الأستاذ المشارك بجامعات القاهرة ، والأزهر، وأم درمان الإسلامية ، والملك عبد العزيز سابقا.