:D
ذم الدنيا
عن مالك بن مغول قال : قال ابن مسعود :الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له .
و عن جعفر ، أخبرنا مالك بن دينار ، قال :قالوا : لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا أبا الحسن ، صف لنا الدنيا ؟
قال: أطيل أم أقصر ؟ قالوا : بل أقصر ، قال: حلالها حساب ، وحرامها عقاب .
و عن شيخ من بني عدي ، قال :
قال رجل لعلي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين ، صف لنا الدنيا ؟ قال : وما
أصف لك من دار من صح فيها أمن ، ومن سقم فيها ندم ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن
استغنى فيها فتن ، من حلالها حساب ومن حرامها عقاب .
و عن ابن الميمون اللخمي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على مزبلة ، فقال : هلموا إلى الدنيا ، وأخذ خرقاً وقد بليت على تلك المزبلة
وعظاماً قد نخرت ، فقال : هذه الدنيا .
و روي إبراهيم بن عيينة ، قال : قيل لبعض الحكماء : أي شيء أشبه بالدنيا ؟ قال : أحلام النائم .
و روى عبد الرحمن المحاربي ، عن ليثأن عيسى ابن مريم رأى الدنيا في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة ، فقال لها
كم تزوجت ؟ قالت : لا أحصيهم ، قال : كلهم مات عنك أو كلهم طلقك ؟ قالت :
بل كلهم قتلت قال : فقال عيسى عليه السلام : بؤساً لأزواجك الباقين ، ألا
يعتبرون بأزواجك الماضين ، كيف تهلكينهم واحداً واحداً ولا يكونون منك على
حذر .
و عن أبي العلاء ، قال : رأيت في النوم عجوزاً كبيرة متغضنة الجلد ينظرون إليها ،
فجئت فنظرت فعجبت من نظرهم إليها وإقبالهم عليها ، فقلت لها : ويلك من أنت ؟
قالت : أو ما تعرفني؟ قلت : لا ما أدري من أنت ؟ قالت : فإني أنا الدنيا .
قال : قلت : أعوذ بالله من شرك ، قالت : فإن أحببت أن تعاذ من شري فابغض الدرهم .
و عن شهر بن حوشب ، قال : قال عيسى بن مريم :لا تتخذوا الدنيا رباً فتتخذكم الدنيا عبيداً ، أكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه
، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة ، وإن صاحب كنز الله لا يخاف عليه
الآفة .
و كان الفضيل بن عياض ، و ابن عيينة يقولان :قال عيسى بن مريم عليه السلام بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها فلا ينازعكم
فيها إلا الملوك والنساء ، فأما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لن يعرضوا
لكم ما تركتموهم ودنياهم ، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة .
و عن وهيب المكي ، قال :بلغني أن عيسى عليه السلام قال قبل أن يرفع :
يا معشر الحواريين : إني قد كببت لكم الدنيا فلا تنعشوها بعدي ، فإنه لا خير
في دار قد عصي الله عز وجل فيها ، ولا تعمروها ، واعلموا أن أصل كل خطيئة حب
الدنيا ، ورب شهوة أورثت أهلها حزناً طويلاً .
وعن شعيب بن صالح ، قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام .ما سكنت الدنيا في قلب عبد إلا وأليط قلبه منها بثلاث : شغل لا ينفك عناؤه ،
وفقر لا يدرك غناه ، وأمل لا يدرك منتهاه . الدنيا طالبة ومطلوبة ، فطالب
الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه ، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى
يجيء الموت فيأخذه بعنقه .
و روي جعفر بن سليمان أنه قال : سمعت مالك بن دينار يحدث ، عن الحسن قال :أربع من أعلام الشقاء : قسوة القلب ، وجمود العين ، وطول الأمل ، والحرص على الدنيا .
و عن عبد الوهاب بن عطاء ، عن موسى بن يسار قال ،أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :
إن الله عز وجل لم يخلق خلقاً هو أبغض إليه من الدنيا ، وإنه منذ خلقها لم
ينظر إليها .
و عن سفيان قال :بلغنا أن لقمان قال لابنه : يا بني إن الدنيا بحر عميق يغرق فيه ناس كثير ،
فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان بالله ، وشراعها التوكل على
الله ، لعلك تنجو ، وما أراك بناج .