:D
حوار رائع بين الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الله سراج الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدّنا محمد وآله وصحبه أجمعين،
وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مقتطفات من زيارة الشيخ عبد الرحمن الشاغوري للشيخ عبد الله سراج الدين
في منزله في حلب رحمهما الله وذلك في أواخر الثمانينيات ( أي منذ 15 سنة تقريباً )
وكانت الزيارة بحضور ( د.محمود أبو الهدى الحسيني ، وبعض الإخوة )
الشيخ عبد الله : أكرمتمونا بزيارتكم ، أكرمكم الله.
الشيخ عبد الرحمن: هذه تجارة سيدي زيارتكم تجارة , إن المرء مع من أحب , الله يشهد أننا نحبكم في الله وبرسول الله .
الشيخ عبد الله : وأنا أحبكم في الله وبرسوله .
الشيخ عبد الرحمن : لقد قمتم ببيان الكتاب والسنة , جزاكم الله عنا خير الجزاء ..
الشيخ عبد الله : أنا أحب الصالحين , وأرجو أن أكون منهم , هذا رجائي من الله .
الشيخ عبد الرحمن : وأنت منهم بدون شك , من أحب شيئاً أكثر من ذكره , أكثرتَ من ذكر الله ورسوله وأوليائه .
الشيخ عبد الله : .. هل كتبي تصلك ؟
الشيخ عبد الرحمن : وضعتها مع بعضها أتصبّح بها وأتمسّى في الظهر والعصر , وهي موجودة أمامي .
الشيخ عبد الله : بارك الله فيك , هذا يكون شرفا لي ومدداً .
عندما كتبت كتاب الشمائل – وفّقني الله لذلك – وهو أول كتبي ( سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) سبحان الله ، أنا أكتب وكأن الروحانية المحمدية محيطة بي , وأحياناً أبكي , وقد وفقني الله وألهمني أن أرد مسألة قول بعض الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يخطئ ورددتها في كتاب الشمائل ..
يذكر بعض علماء الأصول أنه صلى الله عليه وسلم أخطأ يوم بدر وأخطأ يوم كذا , فأجبت عليها ورددت جميعها رداً محكماً قوياً جداً , والحمد لله , وعلى أثرها بعد ما انتهينا من الكتاب رأيت في الرؤيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وظفني أن أحضّر له ماء الوضوء وماء الغسل , هذه وظيفتي - خادم عنده ملازم - ورجل آخر من الصحابة كان معي أنا وهو فقط ..
ثم قدّمنا الماء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يغتسل من غبار كان عليه من الحرب , وعندما استيقظت قلت : سبحان الله , هذه الرؤيا ما معناها ؟ فجاءني خاطر : غسلتَ الغبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , كان قادماً من الحرب وعليه غبار غسلته , وهذه وظيفتك , والحمد لله .
وعندما ذهبت للمدينة المنورة - وأسأل الله العودة على أكمل الأحوال - طلبوا مني كتاب الشمائل , وقال لي بعضهم : يوجد شخص عنده مكتبة في الرياض يطبع الكتاب ويرخّصه .. وفيه نفحات وبركات محمدية وفيه أشياء وأشياء , وفيه ما فيه عن المولد , وكانوا يحاربون المولد , فقلت لهم : إذا كان سيطبع الكتاب ويرخّصه فهذا هو المطلوب , وندفع له ما يطلب من المال , ودفعت له مبلغاً جيداً من المال لكي يطبعه على حسابي ويبيعه لنا , ويدخل قسماً إلى المدينة وقسماً خارجها .
وبعدها طبع الكتاب , وأرسل 500 نسخة للمدينة , أوقفوها في الإعلام , ثم اتصلنا بهذا الرجل من أجل أن يخلّصها , فقال : أنا لست متكفّلاً بترخيصها .
يا سبحان الله , ألم تقل أنك متكفل بطبعها وترخيصها , قال : لا هذا عملكم .
عندها عظم الأمر عليّ , لأنه كان فيه بحث المولد .. ثم إنني رجل معي إقامة , وهؤلاء متى رأووا هذه الأمور من شخص يأخذون منه الإقامة , وكانت الأزمة شديدة وعنيفة , عندها قلت : يا سيدي يا رسول الله ! إذا كان هذا الكتاب مقبولاً عندك فيدخل بترخيص , وإذا كان غير مقبول ولم يرخصوه فلن أقول إلا : حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم قام هؤلاء وبحثوا فيه وقرؤوه , والذي قرأه واطلع عليه هو تلميذ ( الشيخ )ابن باز , وفجأة - لا نعرف كيف - نزل هذا الشخص إلى مديره - وعيناه تدمعان - وقال له : هذا الكتاب يجب أن يقرأه كل مسلم .
الشيخ عبد الرحمن : تحركت الفطرة .
الشيخ عبد الله : قال له : لكن يوجد فيه بحث المولد , فأجابه : على الشيخ أن يرفع بحث المولد فقط , فحول هذا الموضوع يوجد نقاط عديدة .
فاتصلوا بي وقالوا : ارفع بحث المولد لنرخصه لك , فقلت لهم : بل بكماله , بكماله .
قالوا : مع ذلك سوف نرفعه للرياض للمديرية العامة , ربما لهم ملاحظات أخرى عليه .
عندها قلت : أعوذ بالله , إلى أين يذهب ؟ إلى الرياض ؟ واشتد الأمر .
رأيت في إحدى الليالي رؤيا وهي أنني واقف حول الكعبة المعظمة , ويوجد اثنين أو ثلاثة واقفون ينتظرون , قدّموا موافقة على شهادة ( محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) , ومن تُقبَل شهادتُه تُرسَم على جدار الكعبة , وبينما نحن ننتظر على باب الكعبة وإذ ( بها) تُرسَم شهادةُ : ( محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من عبد الله سراج الدين مقبولة .
هنا استيقظت مسروراً , وقلت : الحمد لله .
وذهب الكتاب إلى الرياض , فجاءهم ترخيص عام بدون سحب بحث المولد .
الشيخ عبد الرحمن : جاءت البشرى .
الشيخ عبد الله : فقال هؤلاء ( أي الذين في المدينة ) : ربما في الرياض لم يقرؤوا الكتاب , وسوف يرسلون لنا تعنيفاً لأننا لم ننبههم أن هذا الكتاب فيه بحث المولد , فقالوا : يجب علينا تأكيد الطلب , ثم قاموا بتأكيد الطلب , فجاءهم تعنيف : نحن رخّصنا الكتاب بما فيه فلماذا تراجعوننا ؟
عندها قلت : اللهم لك الحمد .
الشيخ عبد الرحمن :
ومن تكن برسول الله نصرته
إن تلقه الأسد في آجامها تجم
الشيخ عبد الله : قلت : الحمد لله أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم راضِ به , وهذه أكبر فرحة عندي , وكلما تذكرت هذه المسألة يطمئن قلبي وينشرح .
الشيخ عبد الرحمن : ما كتبته إلا محبة .
الشيخ عبد الله : الحمد لله .
الشيخ عبد الرحمن : والمرء مع من أحب , ولن يتخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن محبيه .
الشيخ عبد الله : وأكثر ما يُطلب من كتبي كتاب ( سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) , لكن العجيب يا مولانا أن بعض أساتذة الشريعة في هذا الزمان عندما أردت أن أطبع الكتاب , كتبت ( سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) , قال لي البعض : لو رفعت كلمة سيدنا وكتبت ( محمد رسول الله ) , فقلت لهم : هذه أمام الكل وفوق الكل , والذي يريد أن يقبله فليقبله , والذي لا يريد (عليه أن) لا يقرأه , وإن شاؤوا فليقولوا : هذا رجل متخلف , ماذا يريدون أن يقولوا فليقولوا لا يوجد مشكلة , وكتبت ( سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
الشيخ عبد الرحمن : سبحان الله , كم يحاربون السيادة ، الحقّ يسيّد الأنبياء قبل أن نسيّد سيّدنا محمداً صلى الله عليه وسلم .
الشيخ عبد الله : قال لي البعض : لقد بالغتَ , قلت : لماذا بالغت ؟ قال : أنت نفيتَ الخطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وجئت بأدلة أنه لا يخطئ , وهذه مبالغة , قلت له : لماذا هذه مبالغة ؟ إذا كان عندك حجة ردّ ما كتبت ، الأدلة التي قد أتيتُ بها على أنه لايخطئ أدلة محكمة علمية , وإذا كان عندك مقدرة على ردّها رُدّها , لكن لا تستطيع لأنها قوية .
ثم لماذا تتعجب ؟ هل إذا عصم اللهُ الرسولَ صلى الله عليه وسلم فإن هذا شيء عظيم ؟
اللهُ عصم جبريل , واللهُ عصم ميكائيل , واللهُ عصم إسرافيل , فإذا عصم سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ما المانع ؟ فسكت , فتعجبت منه .
أنا الفقير في صغري منذ أن كنت في الصف الثاني في الخسروية ( الكلية الشرعية ) على عهدها الأول , الله جلّ وعلا حبّبني بحفظ الحديث النبوي , فأتيت بكتاب جامع للأحاديث واشتغلت به .
استغرقت سنوات وأنا أعمل به في حفظ الحديث , وأرى روحي وريحاني حفظ الحديث .
لم يكن لي غاية , لم أكن أفكر في مستقبل ولا وظيفة ولا واعظ ولا أن يقال عالِم ... لم يكن عندي هذه الفكرة أبداً , أحفظ الحديث فقط لأنه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً فيه , والله تعالى أكرمني بحفظ كتاب الله , ثم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , نحمد الله على ذلك ونسأل الله أن نموت على ذلك .
الشيخ عبد الرحمن : ليس بعد الكتاب والسنة أمر محبوب أكثر منهما .
الشيخ عبد الله : كانوا يقولون زلّة العالِم زلةُ العالَم - هذا أمر أكيد - وهي كلمة كبيرة خصوصاً إذا كان مرموقاً وأعطى فكرة ( خاطئة ) أو تكلم بشيء غير صحيح تزل (بسببه) أمة .
الشيخ عبد الرحمن : الحاصل أنهم كانوا سابقاً يأخذون العلم مباشرة من صاحب العلم , وكان هناك " مكتب عنبر " قبل بناء الجامعات في دمشق فكانوا يأخذون الشهادات منه , لكن أهل العلم من أين كانوا يأخذون العلم ؟ من المساجد .
والآن يأخذونه من الجامعة وأنت تعرف !!.
الشيخ عبد الله : أنّثوا الجامع وسمّوه جامعة .
الشيخ عبد الرحمن : أنّثوها فبقيت مسألة تأنيث .
الشيخ عبد الله : هناك حديث رواه الإمام الخطيب في كفاية الراوي قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر : " يا ابن عمر دينك دينك إنما هو لحمك ودمك .... خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا "
الشيخ عبد الرحمن : وكأن هذا الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم .
الشيخ عبد الله : " خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا "
الأفكار العقلية والفلسفات الكونية وكذا وكذا .
نحن علينا : قال الله وقال رسول الله , نبين الحقيقة فقط .
الشيخ عبد الرحمن : كأنني فهمت منهم : خالف تُعرف .
الشيخ عبد الله : من أجل أن يجمعوا الناس حولهم .
في الأثر : " قال موسى عليه الصلاة والسلام : يا رب , أين أجدك ؟ قال : يا موسى , أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي " , هنا تجد الله , هذه (هي ) المواجيد القلبية ...
وقال : " أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " , المريض المسنّ منكسر إلى الله.
نبقى على مذهب السلف , نبقي ما ورد على ما ورد .
الشيخ عبد الرحمن : وكلُّ خيرٍ في اتّباع من سلف .
الشيخ عبد الله : نبقي ما ورد على ما ورد , لا نسيّر العقل للأهواء , هذا أسلم وأكمل
وأصح .
الشيخ عبد الرحمن : لا شك في ذلك ، هو الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون والأئمة رضي الله عنهم .
الشيخ عبد الله : لم يكن يستشكل عند أحد منهم شيء , كل شيء واضح عندهم .
الشيخ عبد الرحمن : ما بلغنا أنه حصل إشكال عند أحد منهم .
الشيخ عبد الله : نعم , لا يوجد : " هذا اعترض " و " هذا اشتبه عليه " ...
هذا غير موجود , معناه مفهوم عندهم , واضح : إثبات مع التنزيه .
الشيخ عبد الرحمن : { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } وهم ضليعون بهذا اللسان العربي , فما بقي عندهم إشكال .
الشيخ عبد الله : رضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفعنا الله بهم أجمعين .
الشيخ عبد الرحمن : آمين , آمين .
الشيخ عبد الله : كل واحد منهم له الوجه الذي يعبّر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , كل واحد له نسخة .. مرآة .. يتراءى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أوصافه , وذلك عند الكل , رضي الله عنهم .
هم خلفاء عن الحق والحقيقة .
الشيخ عبد الرحمن : ولذلك سمّاهم " النجوم " رضي الله عنهم .
الشيخ عبد الله : معلوم عند جنابكم أنهم استشكلوا ما ورد في الحديث : " لا تسبوا أصحابي ؛ والذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه "
استشكل على بعض العلماء هذا الحديث : كيف يقول : لا تسبوا أصحابي ( والذين يخاطبهم أيضاً صحابة )
فأجاب المحققون – كما هو في معلومكم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لا تسبوا أصحابي , قال : كشف الله له عن أمته إلى يوم القيامة , وتمثلوا له في عالم المثال , ورآهم وناداهم كلهم : لا تسبوا أصحابي , فمن جملة من ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن , نادانا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورآنا في عالم المثال (أي ) " تمثلنا له " , وهذا العالم - عالم المثال - كثيراً ما تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ عبد الرحمن : هذه من العلوم الغيبية التي اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ عبد الله : وصّى بأصحابه .
الشيخ عبد الرحمن : نعم .
الشيخ عبد الله : وإذا كنا حقيقةً نحبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلينا أن نحب أصحابه , فمثلاً إذا كنا نحبّ الشيخ فعلينا أن نحب أصحاب الشيخ , أما أن نحب الشيخ ولا نحب أصحابه فهذا كذب .
المحبة لها شواهد .
الشيخ عبد الرحمن : لا يمكن أن أجرحَ من أُحبُّه , ومن جرحه بصحابته , فهذا ليس بحبّ , إنّما ( هي ) دعوى كاذبة .
فبحبّهم أَحَبَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ عبد الله : " أحبّوا الله لما يغدوكم به من نعمه وأحبّوني لحبّ الله إياي , وأحبّوا أهل بيتي لحبّي " ... صلى الله عليه وسلم .
قالوا : الحبّ باءين , أصله الحُبُب , لكن دخلت الباء الأولى في الثانية , فني المحب في المحبوب , لذلك لم يبقَ للأولى ظهور , ذهبت , فنيت , هذا هو الحب , فناء .
الشيخ عبد الرحمن :
وتلافي إن كان فيه ائتلافـي
بـك عجل به جُعِـلـتُ فـداكا
الشيخ عبد الله : صحيح .
فلم تهوني ما لم تكن فيَّ فانياً
ولم تفنَ ما لم تُجتَلى فيكَ صورتي
هذا كلام سيدي ابن الفارض رضي الله عنه , هذا كلام محبّين , نفعنا الله ببركتهم .
الشيخ عبد الله : ( نسأل ) الله ( أن ) يرزقنا الحبّ الصادق .
الشيخ عبد الرحمن : آمـيـن .
الشيخ عبد الله : لأنّ كبار الأولياء كانوا يقولون : نحن لا ندّعي الحبّ , ولكن نشتهي الحب , فإذا كان هؤلاء لا يدّعون الحبّ , ( نسأل ) الله ( أن ) يسترنا نحنُ .
نقول : إن شاء الله نكون من المحبين .
الشيخ عبد الرحمن : نرجو من الله .
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهلُ
فما اختاره مضنى به وله عقلُ
خرجوا عن العقول في النقول , هدفهم النقل لا العقل .
وعش خالياً فالحب راحته عنا
ولكن لديّ الموتُ فيه صبابة
وأولـه سقم و آخره قـتـلُ
حياةٌ لمن أهوى عليّ بها الفضلُ
نصحتك علماً بالهوى والذي أرى مخالفتي ( أي ) : خالفني واغطس .
الشيخ عبد الله : هذه تحتاج للشجاعة .
الشيخ عبد الرحمن : نعم هذه تحتاج للشجاعة .
نصحتك علماً بالهوى والذي أرى
أحبة قلبي والمحبة شافعي
عسى عطفة منكم عليّ بنظرة
أخذتم فؤادي وهو بعضي فما الذي
مخالفتي فـاخـتـر لـنفسـك مـا يـحـلو
لديكم إذا شئتم بها اتـصل الحـبلُ
فقد تعبت بيني وبينكمُ الرسلُ
يضركمُ لو كان عندكمُ الكلُ
الله يرضى عنهم .
الشيخ عبد الله : كلام المحب الصادق يحيي القلب .
الشيخ عبد الرحمن : تتعشقه الروح .
الشيخ عبد الله : وإذا لم يكن الكلام عن المحبة ليس له تأثير , فكلام القوم رضي الله عنهم كله فيه روح .
الشيخ عبد الرحمن :
أحبّاي أنتم أحسن الدهر أم أسا
فكونوا كما شئتم أنا ذلك الخلُّ
الحمد لله أن شاهدناك بخير , الله يبارك لنا في حياتكم ويحفظكم .
الشيخ عبد الله : حلّت البركات , تشرفنا .
الشيخ عبد الرحمن : الله يزيدكم شرف , وربي يحفظكم .
الشيخ عبد الله : دائماً نحن محتاجون للدعاء .
الشيخ عبد الرحمن : تكرموا علينا بالدعاء .
الشيخ عبد الله : وأنتم ً تدعون لنا أيضاً .
الشيخ عبد الرحمن : أنت سيدي .
الشيخ عبد الله : تبدأ أنت ثم أنا بعدك .
الشيخ عبد الرحمن : امتثالاً :
{ بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات , الحمد لله على سابغ نِعمِ الله , ربّنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك , سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك , اللهم صلّ على سيدنا محمد صلاة تنجّينا بها من جميع الأهوال والآفات , وتقضي لنا بها جميع الحاجات , وتطهّرنا بها من جميع السيئات , وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات , وتبلّغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات , وعلى آله وصحبه وسلّم , اللهم امنن علينا بصفاء المعرفة , وهب لنا تصحيح المعاملة فيما بيننا وبينك على الكتاب والسنة , وارزقنا صدق التوكّل عليك , وحسن الظنّ بك , وامنن علينا بكل ما يقرّبنا إليك , مقروناً بعوافي الدارين برحمتك يا أرحم الراحمين , اللهم اجعلنا من المتحابّين فيك , المتجالسين فيك , المتزاورين فيك , كما كان ذلك في أصحاب رسولك , اللهمّ وفقنا لذلك , إنّك على كل شيء قدير }.
تكرّم علينا سيدي .
الشيخ عبد الله : جزاك الله خيراً ..
{اللهم صلّ على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً , اللهم ارض عنا به رضاً لا سخط بعده , اللهم أسعدنا به في الدنيا والآخرة , اللهم عطّف علينا قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم , اللهم اجزه عنا ما هو أهله , اللهم اجمع بيننا وبينه كما جمعت بين الروح والنفس , ظاهراً وباطناً , يقظةً ومناماً , واجعله يا ربّنا روحاً لذاتنا من جميع الوجوه في الدنيا قبل الآخرة يا عظيم يا عظيم يا عظيم , اغفر اللهمّ لنا وارحمنا , ولوالدينا , ولمشايخنا , ولمن له حق علينا , ولجميع المسلمين والمسلمات , الأحياء منهم والأموات , اللهم اجزِ عنا شيخنا ومن صحبه خيراً , وأكرمهم كما أكرمونا بزيارتهم , وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً }
الخاتمة الحسنى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الفاتحة.
الشيخ عبد الرحمن : نسأل الله تعالى أن يكرمنا بصحبتكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدرجات العلى .
الشيخ عبد الله : آمين .