بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الدس في كتب الصوفية
إن كتب الصوفية قد أصيبت بالدس الكثير الكبير الخطير ،في حياة مؤلفيها
وبعد وفاتهم ، كما قد أصيبت بذلك كل أو جل كتب الدين بفعل إجراء النساخين وغيرهم
ثم بفعل الغيرة التي كانت ولا تزال بين علماء المذهب الواحد أو المذاهب المتنافسة
وقد قرر ذلك رجال التصوف جميعاً سلفاً وخلفاً ، فما كان في كتبهم مما وافق الكتاب والسنة فذاك ،
وما لم يكن كذلك فهو إما مؤول عند حسن الظن بنسبته إليهم ، وإلا فهو مدسوس عليهم بلا أدنى ريبة ،
ولو سلمنا جدلاً بثبوت نسبة شيء منه إلى بعضهم فشأنهم شأن المجتهد مثاب حتى على خطئه ،
وعلينا نحن أن نميز بين الصواب فنتبعه ، وبين الخطأ فنحذر منه ،
ثم حتى لو نزلنا إلى أدنى الرتب وقلنا جدلاً إن كثيراً من كلامهم ثابت غير منحول أو هو مقصود الخطأ كذلك ،
فإن الدين
يقول {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي} [الشعراء: 113]
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]
ورجل ( أو أكثر ) في طائفة من ملايين ، إن خطأ ، فليس من العدل أن تؤخذ كل الطائفة بخطأ رجل أو مائة منها .
أقول: هذا عن عقيدة ، وقد رددته من قبل قولاً وكتابة ، وأقوله اليوم تقريباً بين طوائف المسلمين ،
وما أحد منهم بمختلف مع الآخر ، لو أخذت الأمور بسماحة العلم وفضل الإسلام
ولو لم يفتتن الناس بعرض الدنيا وزينتها ، فيعبدوا الدنيا باسم الدين .
وسأعف أن أشير إلى ما عدا هذا فإني راغب أن نلتقي دائماً على العدل الوسط القويم لوجه الله والله خير وأبقى .
نقلا من مجلة المسلم.