:)
قال الإمام أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي النحوي اللغوي329-359-هـ:
بلغنا أن رجلا من حملة الحجة، ذا رأى سديد، وهمة بعيدة، وضرس تقاطع، قد أعد للأمور أقرانها،
بلسان فصيح، ونهج مليح،
وكان إذا رأى ذا مودة قد حال عما عهده، أنشده:
ليس الخليلُ على ما كنتَ تَعهدُه ...... قد بَدَّل الله ذاكَ الخِلَّ ألوانا
و
إذا رأى محدَّثَا عابساً أنشد:يا عابساً كلَّما طالعتُ مجلسَه ....... كأنّ عَبستُه من ذَرق حَمَّاءِ
وإذا رأى واحداً يحسن عند الإحسان عليه، ويسئ القولَ إذا شُغل عن الإحسان إليه أنشد:
هو كالكلب إذا ما أشبعتَه ....... طاب نفساً وإذا ما جاع هَرّْ
وإذا ر
أى رجلاً راضياً بقليلٍ يصونُ وجهه عن السؤال أنشد:
وإنَّ قليلاً يستر الوجه أن يُرَى ...... إلى الناس مبذولاً لغَيْرُ قليلِ
وإذا
حُجِب عن باب دار قد أحسن إليه صاحبُهَا أنشد:إني رأيت ببات دارك جفوةً ..... فيها لُحِسن فَعالكم تكديرُ
وإذا
رأى بشاشةً في وجه مُضِيف أنشد:
يُسَرُّ بالضَّيف إذا رآه ..... سُرور صادٍ وَرَدَ الماءَ
وإذا رأى رجلاً مقِلاً سخيّا أنشد:وليس الفتى المعطى على اليُسرِ وحدَه ..... ولكنّه المعطِى على اليسر والعسر
وأبلغ منه قوله:
ليس العطاءُ من الكريم سماحةً ....... حتى يجودَ وما لديه قليلُ
وإذ
ا شم رائحةً كَرَيهة من جليسه أنشد:
لَقوسُ سليمٍ حين يرُسِل سهمَه ........ أشدُّ على الآناف من قوس حاجبِ
وإذا رأى أناساً لا خير فيهم أنشد:
لا تَلُمِ الأبناءَ في فِعلهمُ ..... لو سادَ آباؤهُمُ سادوا
وإذا عارضه في كلامه أحدٌ أنشد:ويعترض الكَلاَمَ وليس يدري ...... اسَعدُ اللهِ أكثرُ أم جُذامُ
وإذا
جالس قوماً ليَلهَ مجالسةَ أهلِ الأدب ثم جاء الفجر أنشد:جِتناَ بأنعم ليلة وأَلذَّها ...... لو لم تَنغَّصْ بالفراق من الغدِ
وإذا وعده رفيقٌ له بالسفر في غد أنشد
لا مرحباً بغدٍ ولا أهلا به ..... إن كاَن ترحالُ الأحِبةَّ في غدِ
وإذا تألم من عشيرِهِ وصديقه أنشد:
ولي صاحبٌ مرُّ المذاق كأنّما ...... أضمُّ إلى نحري به حدَّ منُصُلِ