:)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة كتاب اليوم الآخر للشيح عبد القادر الرحباوي رحمه الله
الحمد لله الذي هدانا للإيمان ، ووفقنا لخدمة دينه بالقلم و اللسان ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي إلى سبيله بالحجة والبرهان ،
وعلى آله وأصحابه و التابعين لهم بالإحسان . وبعد :
فإن الإيمان باليوم الآخر شرط لصحة الإيمان ،
فمن أنكره أو شك فيه فهو كافر مرتد عن الإسلام بلا خلاف .
ولقد حذر القرآن الكريم في كثير من آياته من هول ذلك اليوم وشدته فقال تعالى :
( واتقوا يوماً ترجعونَ فيه إلى اللهِ ثمَّ توفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبتْ وهمْ لا يظلمونَ )
( البقرة - 281 )
وقال تعالى يا أيها الناسُ اتقوا ربَّكم إنَّ زلزلةَ الساعةِ شيٌ عظيمٌ *
يومَ ترونَهَا تَذهَلُ كلُّ مرضِعَةٍ عَمَّا أرضعتْ وتضعُ كلُّ ذاتِ حملٍ حملَهَا
وترى الناسَ سُكَارى وما هُم بسُكارَى ولكنَّ عذابَ اللهِ شديدٌ ) ( الحج : 1 ، 2 )
وقال تعالى يا أيُّها الناسُ اتَّقوا ربَّكمْ و اخشَوا يوماً لا يَجزي والدٌ عنْ وَلَدِهِ
ولا مولودُ هو جازٍ عنْ والدهِ شيئاً إنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ فلا تَغُرَّنَّكم الحياة الدُّنيا
ولا يَغُرَّنَّكم باللهِ الغرور ) (لقمان : 33 )
وقال تعالى يا أيها الَّذينَ آمنوا اتقوا الله ولتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قدَّمَتْ لغدٍ
واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) ( الحشر : 18 )
ولما كان أكثر الناس مؤمنين باليوم الآخر إلا أنهم لايعرفون عنه إلا القليل .
لذا فإني أقدم كتابي هذا - اليوم الآخر - هدية إلى كل مسلم مؤمن باليوم الاخر
ليكون له حافزاً على الأعمال الصالحة ، ورادعاً له عن الأعمال السيئة والمعاصي .
حيث إن العبد على قدر معرفته بربه و بالذي يرجوه أو يخافه يكون عمله ،
ولذا يقول تبارك وتعالى :( إنما يخشى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العلماءُ ) ( فاطر : 28 )
وقال تعالى : ( قلْ هلء يَستَوي الَّذينَ يعلمونَ والَّذينَ لا يعلمونَ إنَّما يَتَذَكَّرُ أولوا الألباب ) (الزمر : 9 )
وقال تعالى مخبراً عن الرسل : ( ويَدعونَنَا رَغَباً ورَهباً وكانوا لَنَا خاشِعينَ )
هذا ولما كان الإيمان باليوم الآخر هو إيمان بالغيب ،
والإيمان بالغيب إنما يثبت بالدليل السمعي حيث إنه فوق مستوى العقل البشري .
والدليل السمعي إنما هو الكتاب والسنة الصحيحة ، فإني أذكر لك ما جاء في القرآن الكريم ،
وما ثبت من السنة لتكون على معرفة بما تؤمن به ،
ولتعرف ما هو اليوم الآخر الذي تعمل من أجله لتكون فيه من المفلحين .
وإنه لليوم الذي يجعل الولدان شيباً . كما أنه اليوم الذي يجازي الله فيه العباد بأعمالهم إن خيراً فخير ،و إن شرا فشر ،
وستعلم ذلك في هذا الكتاب ونسأل الله أن يجعلنا من المخلصين فيما نعمل ،
أو نقول ، أو نكتب ، و أن يعاملنا بما هو أهله ، ولا يعاملنا بما نحن أهله ،
إنه أهل التقوى و أهل المغفرة .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
فهرس كتاب اليوم الآخر للشيح عبد القادر الرحباوي رحمه الله