:)
الأزهر حارس الوسطية
شدّد شيخ الأزهر الجديد على أنه "لابد من العمل على أن يكون الأزهر المرجعية العليا للمسلمين
في مشارق الأرض ومغاربها، لأن وضع الأزهر وقيمته وتاريخه يؤهله لهذه المكانة التاريخية
بعد أكثر من 1000 عام على إنشائه، وهو الحارس لوسطية الإسلام والمسلمين".
وتابع حديثه: لو ألقينا نظرة سريعة على تاريخ الأمم والشعوب سنجد الاقتتال بين أبناء الدين الواحد على المذاهب والملل المختلفة، ويكاد يفني بعضها بعضاً، لكن في الإسلام باستثناء الاقتتال على الخلافة، لم يكن هناك اقتتال على مذاهب.
وأكد د. الطيب أن الأزهر كان بمثابة الجهة الواحدة التي ولى المسلمون وجهوهم شطرها في مسألة الثقافة والفكر والقرآن والتفسير، وهذه الوسطية التي اشتهر بها الأزهر يجب أن يمكّن منها الآن، ويطالب بها ويستردها، لأنه حق كاد أن يُسلب منه.
وحول تراجع دور الأزهر لوجود منابر إسلامية أصبحت تقوم بدور ينافس دوره، أكد د. الطيب أن تلك المنابر ممولة، وهناك فرق بين الدعوة التي تنتشر بالمال في المنابر الممولة وبين الدعوة التي تنتشر بكم الصدق واليقين التي تحمله، وفرق بين مؤسسة صنعها التاريخ ومؤسسة تصنعها الأموال الآن.
وقال الطيب إن الأزهر لم يتراجع، ولكن الصوت الآخر ذا الإمكانيات الكبيرة تجعله أعلى، ولو أعطينا الأزهر إمكانيات هذه الأصوات الأخرى لعلت مكانته وشأنه، ولو حصلت هذه المنابر على إمكانيات الأزهر الضعيفة لن تظهر ولن يكون لها أي صدى ولن تسمع على الإطلاق، وإذا كانت إمكانيات الأزهر ضعيفة إلا أنه ثري بعلمائه، وهو يحتاج في تنفيذ فكره إلى آليات وإمكانيات مادية وإعلامية للتوصيل أو الإسماع.
وسألته "العربية.نت": هل يطلب ميزانية إضافية لتنفيذ أفكاره؟ فقال الطيب: في حدود المتاح سوف أطالب بدعم الأزهر أدبياً ومادياً، فلاشك أنه قد تم التفريط في حق الأزهر كثيراً، ولا أقصد أن هذا التفريط في عهد الراحل الشيخ طنطاوي، ولكن منذ أن كانت مصر على المد الاشتراكي وتأثيره في التدين والدين والتراث والثقافة، لأننا ارتمينا في أحضان الاشتراكية ومن بعدها الرأسمالية، ولكي نغير ثقافتنا الآن لنعود بالفكر المصري قبل دخوله هذه المتاهات، فإن ذلك سيلقي بمسؤولية كبيرة على الأزهر، وأطالب بأن يكون الدعم أدبياً ومعنوياً، لأنه يستحق أن يعاد إلى مكانه المعهود أو يعود به أهله إلى مكانه، فقط هذا هو المطلب العاجل الذي سأبدأ به عملي، ثم تستقيم الأمور بعد ذلك ويصبح الأبيض أبيض والأسود أسود.
مقتطف من حوار العربية مع شيخ الأزهر الجديد