منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بنشر الثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية

اذهب الى الأسفل 
+2
صالح العلي
محب السيد الرواس
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محب السيد الرواس
عضو نشط
عضو نشط
محب السيد الرواس


تاريخ التسجيل : 13/01/2010
مكان الإقامة : سوريا * دمشق
التحصيل التعليمي : ثانوية تجارية
العمل : خدمه أهل الله تعالى على قدر الطاقة
العمر : 37
ذكر
عدد المساهمات : 112
المزاج : جيد
دعاء الجدي

العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty
مُساهمةموضوع: العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية   العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty14.05.10 9:34

:)
(( فمن وظائفهم ونفعنا بهم )) إفراد القِدّم عن الحدث وتنزيه الله تعالى في ذاته وصفاته وحراسة جانب التوحيد وصحة العقيدة والتبرؤ من الزيغ والبدعة قال رسول الله وقد أخذ إعرابي بخطام ناقته ثم قال يا رسول الله أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار أن تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ,دع الناقة وقال بني الإسلام على خمس على أن يعُبد الله ويُكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وفي ما ذكرناه من كلام النبي هدم لقواعد الشرك وسلطان لإعزاز جانب التوحيد كيف لا وقد قال الله سبحانه في كلامه القديم {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}(النساء48) الآية ،

(( حدثني )) أخي السعيد الشهيد المفتي الفقيه السيد شمس الدين محمد عن والدنا ومولانا السيد ممهد الدولة عبد الرحيم رضوان الله عليه أنه قال له كنت في مجلس جدك سيد الجماعة شيخنا ومفزعنا السيد أحمد الرفاعي فقال أقرب الناس للزندقة المتصوفة المشغولون عن العبادات بالخوض في الكلام على الذات والصفات اللهم إيماناً كإيمان العجائز وقال : قل لمدعي الوحدة المطلقة أنت محوز عن غيرك بجهتك ومكانك وهو منزه عن الجهة والمكان وأنت محاط بثوبك وهو بكل شيء محيط وأنت مبتور بالعجز في كل شيء وهو على كل شيء قدير فكذب وهمك كما كذبك وجودك لتدخل في أعداد المؤمنين الصادقين فكل ما يطرأ عليه الحدث من جانب فهو حادث فاتق الله ونزه ربك فإن التوحيد إفراد القِدم عن الحدث
وقال في كتابه البرهان المؤيد الذي جمعه عنه رواية ودراية خليفته شيخ الإسلام شرف الدين بن عبد السميع بن أبي تمام عبد الله بن عبد السميع العباسي الهاشمي الواسطي تعالى
ما نصه أن نتائج العمل تحسّن وتُقبّح بالنيّة فعاملوا الله بحسن النيات واتقوه في الحركات والسكنات وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسُنّة لأن ذلك من أصول الكفر قال الله تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}(آل عمران7) والواجب عليكم وعلى كل مكلف في المتشابه الإيمان بأنه من عند الله أنزله على عبده سيدنا رسول الله وما كلفنا سبحانه وتعالى تفصيل علم تأويله قال جلت عظمته {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهرة وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين.

(( سُئل بعض العارفين )) عن الخالق تقدست أسماؤه فقال للسائل إن سألت عن ذاته فليس كمثله شيء وإن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإن سألت عن اسمه فهو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم وإن سألت عن فعله فكل يوم هو في شأن وقد جمع إمامنا الشافعي جميع ما قيل في التوحيد بقوله من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى العدم الصرف فهو معطل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد ( أي سادة ) نزهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤد المقصود فما بقي إلا ما قاله صلحاء السلف وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلى الله ورسوله مع تنزيه البارئ تعالى عن الكيف وسمات الحدوث وعلى ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره وقراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم
*سأل رجل الإمام مالك بن أنس عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا وأمر به أن يخرج
* وقال إمامنا الشافعي لما سُئل عن ذلك آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك وقال الإمام أبو حنيفة من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه
* وسئل الإمام أحمد عن الاستواء فقال استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر
وقال الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك إذ لو كان على شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا .

" أي سادة " اطلبوا الله بقلوبكم هو أقرب إليكم من حبل الوريد أحاط بكل شيء علما الدين النصيحة إذا قلتم لا إله إلا الله فقولوها بالإخلاص من الغيرية ومن خطورات التشبيه الكيفية والتحتية والفوقية والبعدية والقربية وخذوا نتائج الأعمال بخالص النية فقد قال سيد البرية عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) .
(( وحدثني )) أخي وبركتي السيد عبد المحسن أبو الحسن ابن عبد الرحيم
أن الإمام جمال الدين الخطيب الحدادي الشافعي قال :
قال شيخنا وسيدنا ومفزعنا السيد أحمد الرفاعي على كرسيه في أم عبيدة يوم جمعة بعد صلاة الجمعة سنة سبعين وخمسمائة وقد أحدق به أصحابه وأئمة العصر رضوان الله عليهم أجمعين
(( طريقي عقيدة طاهرة وسريرة عامرة والإقبال على الله لوجه الله بترك مطامع الدنيا والآخرة )) فلما أتم مجلسه المبارك قال له الشيخ يعقوب بن كراز سيدي لو كتبت لنا كتابا في العقيدة نعوّل عليه ومثلنا أيضا يعوّل عليه مريدوك بعدك فأجابه وأمر بالدواة والقرطاس وقال اكتبوا

(( بسم الله الرحمن الرحيم )) الحمد لله المبدئ المعيد ,الفعال لما يريد ,ذي العرش المجيد, والبطش الشديد, الهادي صفوة العبيد إلى المنهج الرشيد, والملك السديد, المنعم عليهم بعد شهادة التوحيد, بحراسة عقائدهم عن ظلمات التشكيك والترديد, السائق لهم إلى إتباع رسوله المصطفى واقتفاء صحبه الأكرمين بالتأييد والتسديد, المتجلي لهم في ذاته وأفعاله بمحاسن أوصافه التي لا يدركها إلا من ألقى السمع وهو شهيد, المعرف إياهم في ذاته أنه واحد لا شريك له فرد لا مثل له صمد لا ضدّ له متفرد لا ندّ له وأنه قديم لا أول له أزلي لا بداية له مستمر الوجود لا آخر له أبدي لا نهاية له قيّوم لانقطاع له دائم لا انصرام له لم يزل ولا يزال موصوفا بنعوت الجلال لا يقضي عليه بالانقضاء وتصرم الآماد وانقراض الآجال بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وأنه ليس بجسم مصوّر ولا جوهر محدود مقدر وأنه لا يماثل الأجسام لا في التقدير ولا في قبول الانقسام وأنه ليس بجوهر ولا تحله الجواهر ولا بعرض ولا تحله الأعراض بل لا يماثل موجودا ولا يماثله موجود وليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء وأنه لا يحده المقدار ولا تحويه الأقطار ولا تحيط به الجهات ولا تكنفه السموات وأنه مستو على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبيد من حبل الوريد فهو على كل شيء شهيد إذ لا يماثل قربه قرب الأجسام كما لا تماثل ذاته ذات الأجسام وأنه لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدّس عن أن يحده زمان بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن ما عليه كان وأنه بائن بصفاته عن خلقه ليس في ذاته سواه ولا في سواه ذاته وأنه مقدس عن التغيير والانتقال لا تحله الحوادث ولا تعتريه العوارض بل لا يزال في نعوت جلاله منزها عن الزوال وفي صفات كماله مستغنيا عن زيادة الاستكمال وأنه في ذاته معلوم الوجود بالعقول مرئي الذات بالأبصار نعمة منه ولطفا بالأبرار في دار القرار وإتماما للنعيم بالنظر إلى وجهه الكريم وأنه حي قادر جبار قاهر لا يعتريه قصور ولا عجز ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا يعارضه فناء ولا موت وأنه ذو الملك والملكوت والعزة والجبروت له السلطان والقهر والخلق والأمر والسموات مطويات بيمينه والخلائق مقهورون في قبضته وأنه المتفرد بالخلق والاختراع المتوحد بالإيجاد والإبداع خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم لا يشذ عن مقدور ولا يعزب عن علمه تصاريف الأمور لا تحصى مقدوراته ولا تتناهى معلوماته وأنه عالم بجميع المعلومات محيط بما يجري من تخوم الارضين إلى أعلى السموات لا يعزب عن عمله مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء بل يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويدرك حركة الذرة في جوّ الهواء ويعلم السرّ وأخفى ويطلع على هواجس الضمائر وخفيات السرائر بعلم قديم أزلي لم يزل موصوفا به في أزل الآزال لا بعلم متجدد حاصل في ذاته بالحلول والانتقال وأنه مريد للكائنات مدبر للحادثات فلا يجري في الملك والملكوت قليل ولا كثير صغير أو كبير خير أو شر نفع أو ضر إيمان أو كفر عرفان أو نكر فوز أو خسر زيادة أو نقصان طاعة أو عصيان إلا بقضائه وقدره وحكمه ومشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا يخرج عن مشيئته لفتة ناظر ولا فلتة خاطر بل هو المبدئ المعيد الفعال لما يريد لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته ولا قوة له على طاعته إلا بمحبته وإرادته لو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته ومشيئته لعجزوا عن ذلك وإن إرادته قائمة بذاته في جملة صفاته لم يزل كذلك موصوفا بها مريدا في أزله لوجود الأشياء في أوقاتها التي قدرها فوجدت في أوقاتها كما أراده في أزله من غير تقدم ولا تأخر بل وقعت على وفق عمله وإرادته من غير تبدل ولا تغير دبر الأمور لا بترتيب أفكار وتربص زمان فلذلك لم يشغله شأن عن شأن وأنه سميع بصير يسمع ويرى لا يعزب عن سمعه مسموع وان خفي ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دق لا يحجب سمعه بعد ولا يدفع رؤيته ظلام يرى من غير حدقة واجفان ويسمع من غير أصمخة وآذان كما يعلم بغير قلب ويبطش بغير جارحة ويخلق بغير آلة إذ لا تشبه صفاته صفات الخلق كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق وأنه متكلم آمر ناه واعد متوعد بكلام أزلي قديم قائم بذاته لا يشبه كلام الخلق فليس بصوت يحدث من انسلال هواء واصطكاك أجرام ولا بحرف يتقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كتبه المنزلة على رسله وأن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب في المصاحف محفوظا في القلوب وأنه مع ذلك قديم قائم بذات الله لا يقبل الانفصال والفراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق وأن موسى سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف كما يرى الأبرار ذات الله من غير جوهر ولا عرض وإذا كانت له هذه الصفات كان حيا عالما قادرا مريدا سميعا بصيرا متكلما بالحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات وأنه لا موجود سواه إلا هو حادث بفعله وفائض من عدله على أحسن الوجوه وأكملها وأتمها وأعدلها وأنه حكيم في أفعاله عادل في أقضيته ولا يقاس عدله بعدل العباد إذ العبد يتصور منه الظلم بتصرفه في ملك غيره ولا يتصور الظلم من الله فإنه لا يصادف لغيره ملكا حتى يكون تصرفه فيه ظلما فكل ما سواه من إنس وجن وشيطان وملك وسماء وأرض وحيوان ونبات وجوهر وعرض ومدرك ومحسوس حادث اخترعه بقدرته بعد العدم اختراعا وأنشأه إنشاء بعد أن لم يكن شيأ إذ كان في الأزل موجودا وحده ولم يكن معه غيره فأحدث الخلق بعده إظهارا لقدرته ,وتحقيقا لما سبق من إرادته ولما حق في الأزل من كلمته لا لافتقاره إليه وحاجته وأنه متفضل بالخلق والاختراع والتكليف لا عن وجوب ومتطول بالإنعام والإصلاح لاعن لزوم فله الفضل والإحسان والنعمة والامتنان, إذ كان قادرا على أن يصب على عباده أنواع العذاب ويبتليهم بضروب الآلام والاوصاب ولو فعل ذلك لكان منه عدلا ولم يكن قبحا ولا ظلما وأنه يثيب عباده على الطاعات بحكم الكرم والوعد لا بحكم الاستحقاق واللزوم ,إذ لا يجب عليه فعل ولا يتصور منه ظلم ولا يجب لأحد عليه حق, وأن حقه في الطاعات وجب على الخلق بإيجابه على لسان أنبيائه لا بمجرد العقل ولكنه بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة فبلّغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده فوجب على الخلق تصديقهم فيما جاؤوا به وأنه بعث النبي الأمي القرشي سيدنا محمد برسالته إلى كافة العرب والعجم والجن والإنس فنسخ بشرعه الشرائع إلا ما قرره وفضله على سائر الأنبياء وجعله سيد البشر ومنع كمال الإيمان بشهادة التوحيد وهي قول ((لا إله إلا الله)) ما لم تقترن بها شهادة الرسول وهي قول محمد رسول الله وألزم الخلق بتصديقه في جميع ما أخبر عنه من أمر الدنيا والآخرة وأنه لا يقبل إيمان عبد حتى يؤمن بما أخبر عنه بعد الموت وأوله سؤال منكر ونكير وهما شخصان مهيبان يقعدان العبد في قبره سويا ذا روح وجسد فيسألانه عن التوحيد والرسالة ويقولان من ربك وما دينك ومن نبيك وهما فتانا القبر وسؤالهما أول فتنة بعد الموت وان يؤمن بعذاب القبر وأنه حق وحكمة وعدل على الجسم والروح كما يشاء, وان يؤمن بالميزان ذي الكفتين واللسان وصفته في العِظم أنه مثل طباق السموات والأرض توزن فيه الأعمال بقدرة الله وتتضح يومئذ مثاقيل الذر والخردل تحقيقا لتمام العدل وتطرح صحائف الحسنات في صورة حسنة في كفة النور فيثقل بها الميزان على قدر درجاتها عنده بفضل الله وتطرح صحائف السيئات في كفة الظلمة فيخف بها الميزان بعدل الله وان يؤمن بان الصراط حق وهو جسر ممدود على متن جهنم أحدّ من السيف وأدق من الشعرة تزل عنه أقدام الكافرين بحكم الله فيهوي بهم إلى النار ويثبت عليه أقدام المؤمنين فيساقون إلى دار القرار وان يؤمن بالحوض المورود حوض سيدنا محمد يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة وبعد جواز الصراط من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا عرضه مسيرة شهر أشد بياضا من اللبن ,وأحلى من العسل حوله أباريق عددها عدد نجوم السماء فيه ميزابان يصبان من الكوثر, ويؤمن بالحساب وتفاوت الخلق فيه إلى متناقش في الحساب وإلى مسامح فيه وإلى من يدخل الجنة بغير حساب وهم المقربون فيسأل من يشاء من الأنبياء عن تبليغ الرسالة ومن شاء من الكفار عن تكذيب المرسلين ويسأل المبتدعة عن السنة ويسأل المسلمين عن الأعمال, ويُؤمِن بإخراج الموحدين من النار بعد الانتقام حتى لا يبقى في جهنم موحد بفضل الله تعالى, ويؤمن بشفاعة الأنبياء ثم الأولياء ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين كل على حسب جاهه ومنزلته ومن بقي من المؤمنين ولم يكن له شفيع اخرج بفضل الله فلا يخلد في النار مؤمن بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان, وان يعتقد فضل الصحابة وترتيبهم وان أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم, وأن يحسن الظن بجميع الصحابة ويثني الله تعالى ورسوله عليهم أجمعين فكل ذلك مما وردت به الأخبار وشهدت به الآثار, فمن اعتقد جميع ذلك موقنا به كان من أهل الحق وعصابة السنة وفارق رهط الضلال وحزب البدعة فنسأل الله تعالى كمال اليقين والثبات في الدين لنا ولكافة المسلمين أنه أرحم الرحمين اهـ

((وسألت أخي )) السيد شمس الدين محمد رحمة الله عليه مسألة فقال سألت والدي سيدي السيد ممهد الدولة عبد الرحيم عن هذه المسألة فقال: سألت خالي وسيدي السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني قدس الله تعالى سره عن هذه المسألة وقلت له: الناس يسألوني عن عقيدتي فما أقول لهم فقال: قدس الله تعالى روحه :

أي عبد الرحيم اعلم أن كل ما عدا الخالق فهو مخلوق والليل والنهار والضوء والظلام والسموات السبع وما فيها من النجوم والشمس والقمر والأرض وما عليها من جبل وبحر وشجر وأنواع النبات وأصناف النبات والحيوانات والضار منها والنافع لم يكن شيء من ذلك إلا بتكوين الله, ولم يكن قبل تكوين الله للأشياء أصل ولا مادة وكذلك الجنة والنار والعرش والكرسي واللوح والقلم والملائكة والإنس والجن والشياطين لم يكن منها شيء إلا بتكوين الله تعالى وكذا صفات هذه الأشياء من الحركة والسكون والاجتماع والافتراق والإطعام والمشروب والروائح والجهل والعلم والعجز والقدرة والسمع والصمم والبصر والعمى والنطق والبكم والصحة والسقم والحياة والموت كل ذلك من مخلوقات الله تعالى, وكذلك أفعال العباد واكتسابهم والأمر والنهي والوعد والوعيد كل ذلك من مخلوقات الله تعالى ,خلق كل شيء وكل ما لم يكن مخلوقا وسيخلق فهو من مخلوقات الله تعالى لقوله تعالى {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم}(فاطر3)والله تعالى خلق كل شيء حكمة بالغة علم العباد أولم يعلموا لقوله تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}(الأنبياء23) يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد, الطاعات والمعاصي بقضاء الله تعالى وقدره وعبادته بإرادته ومشيئته فإن الطاعة مقدرة من الله تعالى بقضائه وقدره, وكذا المعصية والمعاصي مكونة مقدرة بقضاء الله تعالى وقدره ومشيئته, لكنها ليست برضائه ومحبته ولا بأمره, وما أراد الله أن يكون كان بلا محالة طاعة كان أو معصية وهذا معنى قولنا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن, وإن أمره لنا بالطاعة وإرادته موافقة لعلمه ولأمره ونهيه فمن هداه الله تعالى خلق الله فيه فعل الاهتداء ,ومن لم يهده لم يهتد وكل ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال((يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ))والله تعالى يعطي العبد كما يريد كان فيه صلاح العبد أو فساده, وغاية صلاح العبد ليست بواجبة على الله تعالى بل إن كان فيه صلاح كان منه إحسانا وتفضلاً, وإن لم يكن ذلك كان منه عدلا فله الفضل والحمد ومقدور الله تعالى لانهاية له, وله في قدرته لطف عام والطاعة والإيمان توفيق من الله بمعونته سبحانه وتعالى, وكذلك المعاصي والكفر فهي بقضائه وقدره والله تعالى قديم ليس لوجوده ابتداء وباق ليس له لبقائه انتهاء حي لا بروح عالم لا بقلب وفكرة قادر لا بآلة سميع لا بأذن بصير لا بحدقة متكلم لا بلسان إله في الأزل والحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والخلق هو في التكوين صفات وصفاته قائمة بذاته والله تعالى قديم بصفاته وليس شيء بصفاته محدث وكلامه ليس في جنس الحروف والأصوات بل الحروف والأصوات عبارة عن كلامه ودلالة عليه والقرآن كلام الله تكلم به الباري جلت عظمته قبل خلق المخلوقين جميعا وهو مقدس ومنزه عما يقول المبتدعون والظالمون والجاحدون كتاب بيّن الله فيه لعباده الحلال والحرام والوعد والوعيد والضر والنفع وهو الفرقان المبين ((لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ))

والله تعالى كان ولا مكان ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا على مكان ولا في مكان بل كان جلت عظمته ولا زمان ولا مكان ,ورفع الأيدي إليه في الدنيا إلى السماء تعبد لا إليه أنه في السماء بل كالتوجه إلى الكعبة في الصلاة فالكعبة قبلة الصلاة والسماء قبلة الدعاء والله تعالى ليس بصورة وكل ما تصور في فهمك ووهمك فالله تعالى خالقه ومكونه والله تعالى لا يشبه شيأً مما خلق ولا تشبه ذاته ذات المخلوقين ولا صفاته صفات المخلوقين كما قال تعالى
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(الشورى11) والله تعالى واحد أحد فرد صمد لا شريك له ولا وزير له ولا شبيه له ولا ضد له ولا ندّ له ولا نظير له ولا مثيل له ولا أول له ولا آخر له ولا ولد له ولا والدة له ولا والد له وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير عالم بأمور خلقه من مبتدأهم إلى منتهاهم وكل مخلوق بخلقته شاهد عادل على أنه لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وأن محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وأمينه وخيرته من خلقه أرسله ((بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) سيد المرسلين وإمام الثقلين وخاتم النبيين
وأن الله أرسل قبله رسله أولهم آدم وخاتمهم سيدنا محمد وكلهم جاؤوا بالحق وتكلموا بالصدق وبلغوا الرسالة وصدقوا فيما بلغوا عن ربهم عز وجل وكل ما أنزل عليهم من الكتب والصحف حق وأن سيدنا محمد خاتم الرسل ولا نبي بعده وأن الرسل كلهم على حق وأن عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان يكون على شريعة سيدنا محمد كواحد من أمته داعيا إلى دينه وسنته, وأن المعراج حق أُسري بالنبي بنفسه وشخصه في ليلة واحدة من مكة إلى البيت المقدس على ظهر البراق ثم عرج إلى السماء حيث شاء وأنه
وقف بين يدي ربه عز وجل وحياه بقوله التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله وأن الله تعالى رد عليه بأحسن رد وقال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, ثم دنا من ربه عز وجل دنو تكريم كما ذكره في الكتاب العزيز بقوله تعالى {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}(النجم8)وأن الصالحين مع علوّ منزلتهم وقربهم من ربهم لا يسقط عنهم شيء من الفرائض الواجبات من الصلاة والزكاة والحج والصيام وغير ذلك ومن زعم أنه صار وليا وسقط عنه الفرائض فقد كفر فإنه لم يسقط ذلك عن الأنبياء فكيف يسقط عن الأولياء وأن الولي كبقلة تحت شجرة النبوة ولقد قام رسول الله حتى تورمت قدماه فقيل له ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال ألا أكون عبداً شكورا وإيمان العبادة وهو تصديق بالقلب وهو على طريق الاختيار والخبر والتصديق لله في جميع ما أنزل على أنبيائه
وجميع ما بلغوا عن الله عز وجل ويدخل ذلك كله تحت هذه العبادة وهي الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبما أنزل الله على رسله ولا خلاف أن التصديق بالقلب مزكى لثبوت الإيمان وهي ركن الإيمان والركن هو تصديق القلب ويصير العبد مؤمنا بينه وبين الله تعالى بالتصديق المجرد والإقرار باللسان دلالة عليه ليجري عليه إيمانه وأن الإيمان يزيد وينقص والإيمان والإسلام واحد وكل مسلم مؤمن وأن عذاب القبر حق وأن منكراً ونكيراً حق وأن سؤلهما حق وأن البعث حق والعرض حق والحساب حق وأن الجنة ونعيمها حق والنار وعذابها حق وأهل الجنة يرون ربهم بعينهم من غير إدراك ولا إحاطة ولا كيفية ولا مقابلة ولا على مكان ولا في جهة من الجهات الست وأن قراءة الكتب حق يؤتى المؤمن كتابه بيمينه والكافر بشماله والميزان حق والصراط حق وحوض الكوثر حق والشفاعة للنبي حق وشفاعة المؤمنين حق ومحبة أصحاب رسول الله على العموم حق وكلهم على هدى فمن كان عنده محبة لله ورسوله وكان هذا الدين عزيزاً عنده لا يخطر في قلبه بغضهم ولا بغض أحد منهم ولا ينطق لسانه فيهم بسوء وأن أبا بكر صاحب رسول الله وخليفته حق وبعده خلافة عمر بن الخطاب حق وبعده خلافة عثمان بن عفان حق وبعده خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و حق وهؤلاء كلهم خلافتهم حق وأفضل الخلق بعد نبينا سيدنا محمد أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي أجمعين فهذا اعتقادانا ومذهبنا فمن خالفه وقال غير ذلك لا برهان له والله برئ منه, ثم قال

(( أي عبد الرحيم )) اجعل هذا اعتقادك واعتقاد من تعلق بكم فهذا اعتقاد الأتقياء من السلف رحمة الله عليهم أجمعين ((وقال))سيدنا ومولانا صاحب هذه الطريقة المرضية السيد أحمد الكبير في مقام حراسة جانب التوحيد كما نقله عنه الشيخ الحجة شرف الدين العباسي الواسطي في البرهان المؤيد ما هو بحروفه (( أي أخي)) أنت غير ونفسك غير وغيرك غير كلما أدركه بصرك واختلج بشكله وكيفيته سرك فهو غير ربنا لا تكيفه الأفكار ولا تدركه الأبصار(( أي أخي)) أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارها, والأولياء يستترون من الكرامة كاستتار المرآة من دم الحيض ((أي أخي)) الكرامة عزيزة بالنسبة إلى المكرم ليست بشيء بالنسبة لنا لأن هذا الإكرام لما ورد من باب الكريم عظم وعز وتلقته القلوب بالإجلال ولما تحول لفظ النسبة إلى العبد هان الأمر واستتر الكامل من هذه النسبة التي تحول أمرها من باب قديم إلى باب حادث خيفة من استحسان النسبة الثانية فإن قبولها سم قاتل كلنا عار إلا من كساه كلنا جائع إلا من أطعمه كلنا ضال إلا من هداه ليس للعاقل إلا قرع باب الكرم في الشدة والرخاء المخلوق ضعف عجز فقر حاجة عدم محض, أكرم الله أحبابه المتقين وأظهر على أيديهم الخوارق وأيدهم بروح من عنده ورفع منارهم فاشتغلوا به تعالى عن كل ذلك خافوا الله فأسكنهم جنة قربة وأكرمهم إذ نزلوا به بالنظر إلى وجهه الكريم {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}(النازعات40)
أشر الهوى رؤية الأغيار والاشتغال عن الخالق بالمخلوق ما الذي يراه العاقل من الاشتغال بغيره القول بتأثير غيره في كل أثر ما قليل أو كثير كلي أو جزئي شرك(( قال رسول الله )) لعبد الله بن عباس (( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )) .

(( أي سادة )) تفرقت الطوائف شيعا وحُميد بقي مع أهل الذل والانكسار والمسكنة والاضطرار إياكم والكذب على الله {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً}(الأنعام93) ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق يذكرون له شعراً يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلاً واصلاً أبداً ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال من ازداد قربا ولم يزدد خوفاً فهو ممكور إياكم والقول بهذه الأقاويل إن هي إلا أباطيل درج السلف على الحدود بلا تجاوز بالله عليكم هل يتجاوز الحد إلا الجاهل هل يدوس عنوة في الجب إلا الأعمى ما هذا التطاول وذلك المتطاول ساقط بالجوع ساقط بالعطش ساقط بالنوم ساقط بالوجع ساقط بالفاقة ساقط بالهرم ساقط بالعناء أين هذا التطاول من صدمة صوت {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}(غافر16) العبد متى تجاوز حده مع إخوانه بعد في الحضرة ناقصا التجاوز علم نقص ينشر على رأس صاحبه يشهد عليه بالدعوى يشهد عليه بالغفلة يشهد عليه بالزهو يشهد عليه بالحجاب يتحدث القوم بالنعم لكن مع ملاحظة الحدود الشرعية الحقوق الإلهية تطلبهم في كل قول وفعل الولاية ليست بفرعونية ولا بنمرودية قال فرعون أنا ربكم الأعلى وقال قائد الأولياء وسيد الأنبياء (( لست بملك )) نزع ثوب التعالي والآمرة والفوقية كيف يتجرأ على ذلك العارفون والله يقول {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ}(يس59) وصف الافتقار إلى الله وصف المؤمنين قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ}(فاطر15) هذا الذي أقوله علم القوم تعلموا هذا العلم فان جذبات الرحمن في هذا الزمان قلت اصرفوا الشكوى إلى الله في كل أمر العاقل لا يشكو لا إلى ملك ولا إلى سلطان العاقل كل أعماله لله
(( ومن مقام حراسة جانب التوحيد أيضا )) قوله في البرهان المؤيد

(( أي أخي)) قال لك أهل الحال ربك يوجدك ثم يفنيك ويبصرك ثم يغنيك فيجلسك بلا أنت على بساط الاصطفاء للتعليم ويقيمك مقام الإنس للتكليم ثم يفنيك عما أبدى بظهوره بسطوة الإجلال والتعظيم ثم يلبسك خلعة التوقير والتكريم ويحظيك بملاحظة التكليم فيثبت فيك شاهد التوفيق والتصميم ويقول لك خذ ما آتيتك بقوّة التثبيت بريئا من حولك البشري وقوتك الآدمية شاكرا للمنح الإلهية والمواهب الربانية داخلاً في كل أمورك تحت كنف الرضا والتسليم فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ذلك فضله لا كسبك وجوده لا اجتهادك واختصاصه لا حرصك وإلهامه لا علمك واصطناعه لا استحقاقك تساوت طينة البشر من حيث الصور وتباينت في التفضيل بما بدا عليها وظهر فكلما ظهر عليها فبقدر فإذا انبلج الصبح من غيمه وأسفر وأشرق النور عليها فبهر وامتد منها إلى سواها وانتشر سلطانه فقهر وتمكن شاهده واستقر وظهرت الإشارات والمعاني على الصور فقد نفخ في الصور ووضع الكتاب المسطور وكان الغائب المحتجب هو الظاهر المشهود المنظور حينئذ يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور ويزول الغرور ويحظى المتقون بالحبور وينال المحبوب غاية السرور إن وراء هذه الأسرار حقيقة إبصار أكثر الخلق عنها عُماه لا يدركها إلا من ظهرت له منه فيه وتجلت شواهدها منه عليه وبرزت آثارها من كونه عليه {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}(الكهف17)

والله يا هذا ما ثم اتصال ولا انفصال ولا حلول ولا انتقال ولا حركة ولا زوال ولا مماسة ولا مجاورة ولا محاذاة ولا مقابلة ولا مساواة ولا مماثلة ولا مجانسة ولا مشاكله ولا تجسد ولا تصور ولا انفعال ولا تكون ولا تغير كل هذه نعوت حدثك والحق سبحانه من وراء نعوتك وصفاتك إذ هي مبدعاته ومخترعاته فكيف يظهر بها أو فيها أو عنها أو منها, وبه ظهرت لا بها ظهر وهو وراء الأشكال والمعاني والصور وما بطن فيها ولا ظهر ولا أدرك بالفكر ولا حصر في النظر ونطاق النطق يضيق عن الإفصاح بحقيقة الخبر وإنما سومح في اللفظ لضرورة تفهيمهم البشر فكل صفة لا تعقلها إلا بالمقايسة إلى صفاتك فإنما سيقت لضرورة تفهيمك بمعنى ثبت عندك موجودا متحققا من حيث طاقتك لا من حيث حقيقة ما نعت لك نعت من نعوته تقدس عما دلت عليه ظواهر النعوت وهو المنزه عن دلالة النعت الظاهر من حيث دلت بنفسها على مقايسة وصف المحدث ولا تنفسك في دلالتها عن ذلك فله من النعوت والتعريف لإثبات ما يستحق والذي يستحقه وراء إحاطة العلم وحصر الفهم وإحصاء العقل {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}(طه110) لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

(( يا قوم )) ايش يقال ايش يتحدث كلّتْ والله الألسن وطاشت العقول وذهلت الألباب واحترقت القلوب ولم يبق إلا الدهشة والحيرة زدني فيك تحيرا يا هذا إنما أفردت على ظاهر توحيدك مهادنة لك ومسالمة لدخولك تحت قهر الدعوة وبالمسالمة والتسليم دون المنازعة قنع منك بالطاعة والدعوة لئلا ترجع على عقبك وترتد بعدا إسلامك ولهذا سميت مسلما ولم يطلب منك حقيقة هذا إذ لا طاقة لك به والله {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}(البقرة286) ولا يحملها فوق طاقتها فما أفردت به من شهادة التوحيد هو حظك من الإسلام الذي خرجت به عن جملة الجاحدين وإن لم تثبت به في زمرة المؤمنين فضلاً أن تصل به رتبة العارفين أو ترقى إلى ذروة المكاشفين {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا}(الحجرات14) الذي عندك من العلم بالإضافة إلى معرفة الأنبياء والصديقين كالذي عند الأنبياء من العلم بالإضافة إلى علم مبديه عليهم بل ربما كان علمك جزأ من علمهم وعلمهم ليس جزأ من علمه ولا تظن أن أحدا حصل من التوحيد على حقيقة مدركة إنما ذلك توحيد ذلك الشخص أعني حظه من الكشف متناه لا يحصر ما لا يتناهى محدث لا يدرك قديما إنما هي مواهب الكشف لو ثبتوا من ذلك على حقيقة لبلغوا إلى غاية الترقي من المطالب ولم يكن بعد الغاية ترق ولا بعد كمال المعرفة زيادة ولو صح ذلك لما قيل لأكملهم علما وأعظمهم كشفا وأرقاهم منزلة وأعلاهم حالاً{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}(طه114)

روي عنه أنه قال (( كل يوم لا ازداد فيه علما يقربن إلى خالقي فلا بارك الله في صحبه ذلك اليوم )) إذا كان مثل ذلك المحتشم يطلب الزيادة وهو في درج الترقي لا في منزل الوصول الغائي ولو كان ثَمّ غاية لكانت نهاية ولو تناهى لا نحصر ولو انحصر لتجزأ ولو تجزأ لفني ولو حصره سواه لكان أعم منه والحدث لا يكون أعم من القِدم وكل هذه التقديرات مسامحة لفظية وتقديرات كلامية وسوء عادات جدلية وإلا فمن عنده خبر من ذوق الحقائق يستغني عن هذه المسامحات اللفظية بما عنده من الشواهد البرهانية والبراهين القطعية ويعلم بحقيقة حاله أن بضاعته العجز وغايته القصور ومن يده في الماء إلى زنده يعرف حر الماء من برده فكلما ترجم عنه لسان أو كشف عنه بيان أو اشتمل عليه جنان فنهايته محصورة وغايته مدركة حتى تصل الأمور بأربابها إلى العجز والتقصير فيقول سيدهم لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ويقول الأخر العجز عن درك الإدراك إدراك وهذه إشعار بعدم حاصل متحقق من جنس الشاهد مع إثبات وجوده المنزه عما يقوم في الشاهد لأن فيه كاف الخطاب للمخاطب أي عرفت وجودك ولم أقدر على إحصاء صفاتك ولا إدراك ذاتك فمن ضرورة وجودي وجودك لاني معلومك وأنت القائم بي فلزمني الاعتراف بك من حيث لا يمكنني جحده فناقصني تجليك في بي من حيث ضرورة فقري إليك وفاقتي وشاهد نقصي ولزوم قصوري وعجزي فطلبت صفات كمالك التي لا تتناهى بصفات نقصي المتناهية فلم أطق لك قدرا و نادتني سبحات جلالك من وراء سرادقات عظمتك أيها المحدث المتناهي ارجع إلى محل حدثك قصري فلقد حاولت أمرا إمرا فَعجبٌ لي كيف أطلبك وأنت معي وكيف لا أشهدك وأنت عندي أعجب منه كيف أعرفك ولستَ بمجانس لمعروف ولا مشاكل لمألوف ولا منتاه فتحصر ولا بجسد فتتصور ولا بذي صورة فتبصر فمن أين تعرف أو تقدر فلست بغائب فتطلب ولا بحاضر فتدرك ولا ظاهر فتنال ولا باطن فتنكر وتحال ولا مقيس فتتصور بمثال

فيـا غائبـا حاضرا في الفـؤاد ... فديتـك من غائـب حاضـر

أنت قريب من حيث ضرورة وجود الأشياء بك فلا أقرب منك بعيد من حيث لا مناسبة بينك وبينها فلا أبعد منك
فقلت لأصحابي
هي الشمس ضوؤها ... قريب ولكـن في تناولها بعـد(انتهى)

فإذا تدبر العاقل ما ذكر في هذا المبحث المبارك
يعلم ما للسادة الأحمدية من الغيرة الكاملة
وصرف الهمة لحراسة جانب التوحيد
مع سلامة العقيدة وطهارتها من
وصمة الزيغ والانحراف
عن طريق السنة
نفعنا الله بهم .

من كتاب المعارف المحمدية للسيد الصياد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح العلي
المشرف العام
المشرف العام
صالح العلي


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي
العمل : التعليم
العمر : 66
ذكر
عدد المساهمات : 5661
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
دعاء العقرب

العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية   العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty14.05.10 10:19

:)

قال الله تعالى : الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً

العارفون بربهم هم أصحاب الخبرة في الطريق إلى الله

فمعرفة الله لاتكون إلا بصحبتهم

صلى الله عليك ياسيدي يا رسول الله

Rolling Eyes

أخي رائد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو بهاء الدين
عضو مميز
عضو مميز
أبو بهاء الدين


تاريخ التسجيل : 30/05/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي/شريعة
العمل : مدرس
العمر : 50
ذكر
عدد المساهمات : 283
المزاج : مرح
دعاء الحمل

العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية   العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty30.07.10 22:10

:)

أن نتائج العمل تحسّن وتُقبّح بالنيّة
فعاملوا الله بحسن النيات
واتقوه في الحركات والسكنات
وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسُنّة


Rolling Eyes
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن التين
مشرف
مشرف
ابن التين


تاريخ التسجيل : 17/03/2009
مكان الإقامة : ســـوريــــــــا
التحصيل التعليمي : طالب جامعة
العمل : موظف
العمر : 51
ذكر
عدد المساهمات : 1959
المزاج : الحمدلله رب العالمين
دعاء السمك

العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية   العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty30.07.10 23:59

العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية 933681
والله تعالى كان ولا مكان ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا على مكان ولا في مكان
بل كان جلت عظمته ولا زمان ولا مكان ,
ورفع الأيدي إليه في الدنيا إلى السماء تعبد لا إليه أنه في السماء
العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية 796658
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح
مجلس الإدارة
مجلس الإدارة
ممدوح


تاريخ التسجيل : 19/05/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : متعلم
العمل : أعمال حره
العمر : 45
ذكر
عدد المساهمات : 480
دعاء الدلو

العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية   العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty28.09.10 21:07

محمدالحياوي كتب:
:)

أن نتائج العمل تحسّن وتُقبّح بالنيّة
فعاملوا الله بحسن النيات
واتقوه في الحركات والسكنات
وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسُنّة


Rolling Eyes
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفاروق
مشرف
مشرف
الفاروق


تاريخ التسجيل : 05/05/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : كلية الشريعة
العمل : مدرس
العمر : 47
ذكر
عدد المساهمات : 4805
المزاج : أسأل الله العفو والعافية
دعاء الجدي

العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية   العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية Empty28.09.10 22:20

:D
سأل رجل الإمام مالك بن أنس عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى
فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا وأمر به أن يخرج

Laughing
أخي رائد بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alshlash.yoo7.com/
 
العقيدة الاسلامية عند السادة الرفاعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة المحبة عند السادة الرفاعية
» تعريف طريقة الصوفية عند السادة الرفاعية
» ما هي الطريقة الرفاعية ؟
» العقيدة الحقة
» ضرورة تعليم العقيدة للناشئة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منازل السائرين :: ¤ ¤ ¤ قد أفلح من تزكى ¤ ¤ ¤ :: .:: المدارس السلوكية وأعلامها ::.-
انتقل الى: