صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: دور أربع مدارس صوفية في إصلاح الفرد والمجتمع 02.06.10 19:02 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
شارك فضيلة الشيخ عبد الهادي محمد الخرسة في ملتقى التصوف الثاني الذي أقامته كلية الدعوة للدراسات الإسلامية في بيروت، وألقى شيخنا محاضرة حول دور أربع مدارس صوفية في إصلاح الفرد والمجتمع وهذا نصها:
بين يدي البحث:
سئل شيخ الأزهر شيخنا الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله تعالى متى ظهر التصوف؟ فقال: عندما نفخت الروح في أبينا آدم عليه الصلاة والسلام.
تعريف الطريقة للعارف بالله الشيخ محمد بهاء الدين الرواس رحمه الله:
هي إفراغ الأخلاق المحمدية في النفس والخليقة.
مشارب الصوفية وطرقهم في التزكية: هي الأساليب التربوية التي يتبعها المرشد في تزكية نفوس أتباعه عن طريق الهمة والحال ، ومنهم الصالحون ومنهم المتشبهون على جهة التبرك ومنهم المنتسبون للأرزاق ، وأولياء الله كؤوس وأوان الحضرة المحمدية ويتلون الماء بتلون الإناء ويظهر اللون في الأتباع.
من لم ينتصر على نفسه لا ينتصر على عدوه، لن تطلع على شيء من الغيب إلا بالتخلص من العيب.
وفي الحكم: تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب.
المدرسة المولوية:
الإمام جلال الدين محمد بن محمد البلخي القُونوي الرُّومي الصِّديقي ، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع الفقه ، تصوف وترك الدنيا والتصنيف، وهو صاحب ((المثنوي)) المشهور، وهو منظومة صوفية فلسفية في (1000) ألف بيت بالفارسية، وهو صاحب الطريقة المولوية المنسوبة إلى مولانا جلال الدين.
ولد في بلْخ بفارس سنة (604ﻫ)، وانتقل مع أبيه إلى بغداد في الرابعة من عمره، ثم رحل مع أبيه رحلة واسعة إلى أن استقر في قونية سنة (623ﻫ)، وتولى التدريس في أربع مدارس بقونية، ثم تصوف سنة (642ﻫ)، وترك التدريس والتصنيف والدنيا واشتغل بالرياضات وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها، توفي بقُونية (672ﻫ) وقبره فيها معروف إلى اليوم في تكية تضم بعض آثاره وكتبه.
رماه أعداء التصوف بأنه من غلاة الباطنية القائلين بالحلول والاتحاد.
وهو غير محمد بن إسحاق الرومي الشهير بصدر الدين القُونوي من تلاميذ الشيخ الأكبر ووفاته سنة (672ﻫ) أيضاً، سنة وفاة جلال الدين فليتنبه (الأعلام للزركلي).
خصائص طريقته:
1ـ الإشراق الرُّوحي بواسطة السَّماع للإنشاد الديني المقرون بالآلات الموسيقية، وإباحتها مذهب الظاهرية، وقال به الشيخ عبد الغني النابلسي من الحنفية، وألف رسالة سماها «إيضاح الدلالات في حكم سماع الآلات» خلافاً للجمهور القائلين بالتحريم.
ولقد سئل الجنيد رحمه الله: ما بال الإنسان يكون هادئاً فإذا سمع السماع اضطرب؟ فقال: إن الله تعالى لما خاطب الذّر في الميثاق الأول بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف:172] استغرقت عذوبة سماع كلامه الأرواح فلما سمعوا السماع حركهم ذكر ذلك.
وفي هذا يقول العارف الشيخ عبد الغني النابلسي في «تائيته»:وأعشق صوت الناي والدّف والغنا |
| لتذكـيـر معـنـاه خـطـاب الأحبة |
ولحجة الإسلام في «إحيائه» بحث مفصَّل حول السماع ذكر فيه أدلة الأحكام وإشارات الصوفية.
يقول حجة الإسلام في (ج2 ص279): وحصول الأحوال للقلب عند السماع سببه سر الله تعالى في مناسبة النغمات الموزونة للأرواح وتسخير الأرواح لها وتأثرها بها شوقاً وفرحاً وحزناً وانبساطاً .
أقول: والمولوي يربط ذلك بحركات الأفلاك العلوية فيجعل لكل حركة علوية نغماً في وقتٍ يناسبه فيكون خلق الله الشيء عنده متحققاً بإذن الله.
ثم قال حجة الإسلام الغزالي: ومعرفة السبب في تأثير الأرواح بالأصوات من دقائق علوم المكاشفات، والبليد الجامد القاسي القلب المحروم عن لذة السماع يتعجب من التذاذ المستمع ووجده واضطراب حاله وبكائه وتغير لونه تعجب العنين من لذة المباشرة وتعجب الصبي من الرئاسة واتساع أسباب الجاه، فالسماع عند القائلين به رياضة عملية سلوكية تستخدم لترقيق القلب وتهيأته بإشارة الوجد وتزكية نار الحب والشوق والخوف والخشية في قلوب عشاق الآخرة.
أقول: (ولا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق) كما قال ابن عطاء في حكمه، وقد قيل: من لم يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج، وكيف يكون ذلك لفهم المعنى وتأثيرُه مشاهد في الصبي في مهده فإنه يُسكنه الصوت الطيب عن بكائه، والجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحُداء تأثراً يستخف منه الأحمال الثقيلة ولذلك كانت الطيور تقف على رأس داوود عليه السلام لاستماع صوته.
2ـ الحركة الدائرية في الذكر كحركة الحجاج حول بيت الله الحرام لتكون حركة المريد إيجابية مع إيجابيات الكون من حوله فلا تصدر عنه حركة سلبية يعطل بها وظيفته الكونية أو وظيفة ما حوله ، فهو يعمر وجوده بها ويعمر وجود الأشياء من حوله به لأنه لبنة من البناء الكوني قال تعالى: {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ}[المُلك:3] .
3ـ ذكر الأسماء في الذكر الخاص والعام.
4ـ الزهد والتقشف والابتعاد عن أسباب الشُّهرة والظهور .
المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن:
الإمام أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي شيخ الشاذلية وإمامهم، ولد في بلاد غمارة بريف المغرب سنة (591ﻫ) وتفقه وتصوف بتونس وسكن شاذلة قرب تونس فنسب إليها، ورحل إلى بلاد المشرق فحجَّ ودخل العراق ثم زار مصر وسكن الاسكندرية وتوفي بحميثرا في صحراء عيذاب على طريق الصعيد في طريقه إلى الحج سنة (656ﻫ) «الأعلام للزركلي».
خصائص طريقته:
1ـ الابتعاد عن التنطع في العبادات والمجاهدات وترك ما لا يطاق من المشاق مما فيه تعذيب الجسد ومنعُه حقوقه.
2ـ التنعم بالمباحات وقرنها بالنيات الصالحات لتنقلب إلى قربات وشكر الله عليها.
ومن أقواله: (يا بني برِّد الماء فإنك إذا شربت الماء السَّاخن فقلت الحمد لله قلتها بكزازة، وإذا شربت الماء البارد وقلت الحمد لله استجاب كل عضوٍ فيك بالحمد لله).
ومن أصوله: الذكر الكلي والذكر الكوني باسم (الله)، قال تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق:1] .
3ـ القيام بالأسباب العادية والشرعية واعتقاد عدم تأثيرها في المسبَّبات بذاتها، وعدم التفات القلب إليها حال القيام بها، وفي هذا يقول: (أثبت الثواب والعقاب وأفعال العباد بإثبات الله تعالى لها ولا يضرك ذلك وإنما يضرك الإثبات بهم ومنهم).
ويقول غيره: (السبب واجب ونفي التأثير عنه واجب)، (ومن نفى الأسباب فقد عطَّل الحكمة ومن أثبت لها التأثير فقد أشرك بالله).
4ـ الفرق النوراني الظاهر المقرون بالجمع القلبي الباطن، قال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله}[النور:37].
وقالوا: خلوة العارف في جلوته.
وفي الحكم: لا تمدَّنَّ يدك إلى الأخذ من الخلائق ما لم تشهد أن المعطي فيهم مولاك فإذا شهدته فخذ ما وافق العلم، ويعبَّر عنه بالبقاء بعد الفناء والصَّحو بعد المحو، وهو من نتائج السلوك بالمقامات دون الأحوال.
ومن أقواله: إذا أردت الوصول إلى الطريق التي لا لوم فيها فليكن الفرق على لسانك موجوداً والجمع في سرك مشهوداً .
وقالوا: اليد تقيم الحد والقلب يراعي الودّ.
وقال: اهرب من خير الناس أكثر مما تهرب من شرهم فإن خيرهم يصيبك في قلبك وشرَّهم يصيبك في بدنك.
إياك والوقوع في المعصية المرة بعد المرة فإن من تعدى حدود الله فهو الظالم والظالم لا يكون إماماً، قال الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124]، ومن ترك المعاصي وصبر على ما ابتلاه الله تعالى وأيقن بوعد الله ووعيده وصدق الله في نفسه فهو إمام قلّت روايته أو كثرت ، ومن كان إماماً فلا يضره أن يكون أمة وحده وإن قلّت أتباعه.
5ـ التخلق بالأسماء الإلهية المأذون بها في معاملة الخلق، (فالوصف الذي تعامل به الخلق يعاملك به الحق).
6ـ شهود الله تعالى فيما يجريه من المقادير بأسمائه الأول والآخر والظاهر والباطن، وفي الحكم: من شهد الأكوان ولم يشهد الله عندها أو قبلها أو بعدها فقد أعوزه وجود الأنوار وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار.
7ـ الإنصاف من النفس وترك الانتصاف لها أو الدفاع عنها.
ومن أقواله: إذا انتصر الفقير لنفسه وأجاب عنها فهو والتراب سواء ، إذا قال أحد فيك ما ليس فيك فقل الله يعلم مني ما يعلم وإلى الله عاقبة الأمور.
8ـ الإعراض عن الصوفية الجاهلين والأغنياء الغافلين والقُرَّاء والفقهاء المداهنين، قال له رجل بم صرت إماماً؟ قال: بواحدة، قيل له: ما هي؟ قال: الإعراض عنكم وعن دنياكم، قال تعالى: { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [النجم:29].
وخير كتاب يرجع إليه في التعرف على الطريقة الشاذلية وسيرة إمامها كتاب «المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن» لشيخ الأزهر الأسبق د.عبد الحليم محمود رحمه الله تعالى. مدرسة الإمام عبد الوهَّاب الشعراني رحمه الله تعالى:
الإمام عبد الوهاب بن أحمد الحنفي نسبة إلى محمد بن الحنفية أبو محمد من كبار علماء الصوفية، ولد في قَلْقَشَنْدة بمصر (898ﻫ) ونشأ بساقية أبي شعرة من قرى المنوفية وإليها نسبته الشعراني والشعراوي، وتوفي في القاهرة (973ﻫ) «الأعلام للزركلي».
له تصانيف كثيرة منها: «اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر» جمع فيه بين عقائد المدرستين مدرسة أهل الدليل والبرهان ومدرسة أهل الشهود والعِيان، ومنها كتاب: «كشف الران عن أسئلة الجان».
مدرسته سلوكية أخلاقية ممزوجة ببعض أحوال أهل الشهود.
خصائص طريقته:
1ـ التخلق بأخلاق المريدين ، ذكر في كتابه «لطائف المنن والأخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق» مئاتٍ من الأخلاق، ثم قال: هذه أخلاق المريدين فمن لم يجدها في نفسه فإنه لا يصلح أن يكون مريداً فضلاً عن أن يكون شيخاً وأخلاق المشايخ فوق ذلك بكثير.
2ـ وجوب صحبة شيخ عارف: ذكر في مقدمة كتابه «لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية» والذي شرح فيه أحاديث كتاب «الترغيب والترهيب» للحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري رحمه الله تعالى شرحاً فقهياً وصوفياً:
ثم اعلم يا أخي أن طريق العمل بالكتاب والسنة قد توعرت في هذا الزمان وعزَّ سالكها لأمور عرضت في الطريق حتى صار الإنسان يرى الأخلاق المحمدية فلا يقدر على الوصول إلى التخلق بشيء منها فلذلك كنت أقول في غالب عهود الكتاب: وهذا العهد يحتاج من يعمل به إلى شيخ يسلك به الطريق ويزيل من طريقه الموانع التي تمنعه عن الوصول إلى التخلق به إشارة إلى أنه لا يلزم من معرفة الفقيه بالأحكام الوصول إلى العمل بها بل يحتاج مع ذلك إلى شيخ يريه معالم الطريق كما وقع للإمام الغزالي والشيخ عز الدين عبد السلام وغيرهما.
3ـ اتباع السنة المحمدية واستئذان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سُنَّ من بعده:
ثم قال في كتابه: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبع السنة المحمدية في جميع أقوالنا وأفعالنا وعقائدنا فإن لم نعرف لذلك الأمر دليلاً من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس توقفنا عن العمل به ثم ننظر فإن كان ذلك الأمر قد استحسنه بعض العلماء استأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ثم فعلناه أدباً مع ذلك العالم وذلك كله خوف الابتداع في الشريعة المطهرة فنكون من جملة الأئمة المضلين.
4ـ التأدب مع العلماء ومجالستهم: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نُخلِّي نفوسنا من مجالسة العلماء ولو كنا علماء فربما أعطاهم الله من العلم ما لم يُعطنا، وهذا العهد يخل بالعمل به كثير من الفقهاء والصوفية فيدَّعون أن عندهم من العلم ما عند جميع الناس ، وفي قصة موسى مع الخضر عليهما السلام كفاية لكل معتبر.
5ـ التواضع: والإمدادات الإلهية من علم أو غيره حكمها حكم الماء والماء لا يجري إلا في السفليات فمن رأى نفسه أعلى من أقرانه لم يصعد له منهم مدد ، ومن رأى نفسه مساوياً لهم فمددهم واقف عنه كالحوضين المتساويين فما بقي الخير كله إلا في شهود العبد أنه دون كل جليس من المسلمين لينحدر له المدد منهم.
6ـ محبة الأولياء ونصرتهم والتأويل لكلامهم: وكل كتبه قائمة على هذا الأصل وأفرد بعض كتبه في ذلك ، وهذا من نصرة الحق وأهله في الغيب وهو واجب على القادر عليه ، وكان أبو عبد الله القرشي يقول: من غضَّ من ولي لله تعالى ضُرب في قلبه بسهم مسموم ولم يمت حتى تفسد عقيدته ويخاف عليه من سوء الخاتمة.
وقال أبو تراب النخشبي: إذا ألِف القلب الإعراض عن الله صحبته الوقيعة في أوليائه.
المدرسة القادرية:
الإمام الشيخ عبد القادر بن موسى الجيلاني أو الكيلاني أو الجِيلي الحسني ونسبه من أمه ينتهي إلى سيدنا الحسين، أبو محمد محيي الدين مؤسس الطريقة القادرية، من كبار الزهاد والعُبَّاد والعارفين ، ولد في جيلان وراء طبرستان سنة (471ﻫ) وانتقل إلى بغداد سنة (488ﻫ) فاتصل بشيوخ العلم والتصوف وبرع في أساليب الوعظ وتفقه وسمع الحديث وقرأ الأدب واشتُهر ، وكان يأكل من عمل يده ، وتصدّر للتدريس والإفتاء في المذهبين الشافعي والحنبلي ، توفي ببغداد سنة (561ﻫ) وله تصانيف «الأعلام للزركلي».
وكان مجلسه يضم سبعين ألفاً وتاب على يديه الخلق الكثير.
خصائص مدرسته:
1ـ المجاهدات الشاقّة لتزكية النفس واكتساب الأحوال الكاملة ومنه السياحة في الأرض.
2ـ السلوك بمراتب النفس السبعة والاشتغال بذكر الأسماء المتعلقة بكل مرتبة في الخلوات.
3ـ التخلق الجلالي والانتقام بالحال والهمّة ممن يجاهر بالكفر أو بالمعاصي ويعلم منه الإصرار عليها من باب مقابلة الأقدار بالأقدار.
ومن أقواله: ليس الرجل الذي إذا ذكر القَدَر أمسك إنما الرجل الذي يقابل أقدار الحق بالحق للحق.
فمن أساء الأدب يؤدب بما يكون رادعاً له ولأمثاله وهذا من السياسة الشرعية المسمّاة بالتعزير وهي لأهل الحِسبة وأولياء الأمر .
يقول الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في كتابه: «هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس» في الفصل الحادي عشر: مدارس الإصلاح والتجديد.
المدرسة المركزية: المدرسة القادرية تأسست في بغداد وتسلمت زمام القيادة لحركة الإصلاح والتجديد ولقد ركزت نشاطاتها في عدة ميادين:
1ـ تخريج القيادات (العلمية والروحية والفكرية) اللازمة للعمل الإسلامي ونشر رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (علماً وحالاً).
2ـ تنسيق العمل الإسلامي بين مدارسه المختلفة (توحيد جهود الدعاة).
3ـ وضع مناهج العمل التربوي والدّعوي ورسم خططه وبرامجه.
قاد الشيخ عبد القادر نشاطات هذه المدرسة مدة نصف قرن من الزمان حتى صار لها امتداداتها وصِلاتها في العالم الإسلامي كله وحينما قامت الدولة الزنكية تلاحم خريجوا هذه المدرسة مع الدولة الجديدة وشاركوا في تحمل مسؤولياتها الجهادية في مجابهة التحديات القائمة.
قال معلقاً على كلام شيخه ابن عقيل: الثقة بفقهاء زماننا المداهنين خيبة والغِنى بهم إفلاس ولا ينبغي أن يعوَّل على غير الله تعالى.
إن نفاق الفقهاء وتكسبهم بدينهم هو نتيجة لازمة إذا لم يسلكوا الطريق الذي يعمر قلوبهم بالتقوى ويوصلهم إلى مقام المعرفة ووصفهم في كتابه «الفتح الرباني»: بأنهم قطاع طرق يمنعون الناس عن الله.
حرص على ربط المريدين بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح ، والابتعاد عن الفلسفة وعلم الكلام والتفسيرات الصوفية الخيالية التي تعتمد على مجرد الخواطر والإلهامات. اعتمد على مناهج التعليم الشرعي المنظّم والتربية الروحية المنظّمة ، وعلى الوعظ والدعوة بين الجماهير على اختلاف طبقاتهم ، استقبل في مدرسته أبناء النازحين الذين فرّوا من وجه الاحتلال الصليبي للبلاد الشامية ثم قام بإعدادهم ثم بإعادتهم إلى مناطق المواجهة الدائرة تحت القيادة الزنكية واشتهر من هؤلاء ابن نجا الواعظ الذي أصبح فيما بعد مستشار السلطان صلاح الدين الأيوبي السياسي والعسكري ، والحافظ الرَّهاوي ، وموسى ابن الشيخ عبد القادر ، وموفق الدين ابن قدامة صاحب كتاب المغني وأحد مستشاري صلاح الدين وقريبه الحافظ عبد الغني المقدسي رحمهم الله أجمعين. http://abdalhadialkharsa.com/index.php?act=viewArt&id=400 | |
|
أبو بهاء الدين عضو مميز
تاريخ التسجيل : 30/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي/شريعة العمل : مدرس العمر : 50 عدد المساهمات : 283 المزاج : مرح
| موضوع: رد: دور أربع مدارس صوفية في إصلاح الفرد والمجتمع 02.06.10 19:21 | |
| :) إذا انتصر الفقير لنفسه وأجاب عنها فهو والتراب سواء ، إذا قال أحد فيك ما ليس فيك فقل الله يعلم مني ما يعلم وإلى الله عاقبة الأمور. | |
|
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| |