:D
أيها الأخوة الكرام مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى
ورود اسم البارئ في القرآن الكريم فقط :قد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضعين اثنين ، الأول في قوله تعالى :
﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ .( سورة الحشر الآية : 24 ) .
وفي آية أخرى :﴿ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ ﴾ .( سورة البقرة الآية : 54 ) .
ولم يرد في السنة .
تعريف البارئ من حيث اللغة :أما "البارئ" بحسب الصياغة الصرفية هو اسم فاعل ، من فعل برأ ، يبرأ ، برءاً ، يعني خلق ، فهو
"البارئ" أي الخالق ، ولكن اختلاف الاسمين يعني أن الخالق يختص بمعاني معينة ، و "البارئ" يختص بمعاني معينة .
مبدئياً برأ ، يبرأ ، برءاً فهو
"البارئ" أي الخالق ، ولكن خالق على صفة معينة أما برأ ، يبرأ ، برءاً ، سلم من كل نقص ، وعيب ، ومرض ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( إنَّ لكلِّ دَاء دَوَاءً ، فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ بَرَأ بإذن الله )) .[ أخرجه مسلم عن جابر بن عبد الله ] .
هذا الحديث الشريف أيها الأخوة ، له أبعاد كثيرة إذا قرأه الطبيب ، ويعلم أن هناك أمراضاً لم تكتشف بعد أدويتها ،
يشعر بالتقصير ، لأن المعصوم يقول : (( لكلِّ دَاء دَوَاءً )) ، أما إذا سمع هذا المريض هذا الحديث يمتلأ قلبه أملاً ،
(( لكلِّ دَاء دَوَاءً )) الطبيب له معنى ، والمريض له معنى ، الآن : (( فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ )) ،
يعني كان التشخيص صحيحاً ، وكان وصف الدواء صحيحاً ، وسمح الله لهذا الدواء أن يبرئ المريض برأ ولكن بإذن الله .
لذلك أكمل موقف إذا مرض الإنسان أن يختار أفضل طبيب ، وأفضل دواء ،
وأن يطبق تعليمات الطبيب بدقة بالغة ، هذا من باب الأخذ بالأسباب ،
أما (( بَرَأ بإذن الله )) يحتاج إلى صدقة ، لذلك :(( داووا مرضاكم بالصدقة )) .[ أخرجه الطبراني عبد الله بن مسعود ] .
﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً ﴾ .( سورة النساء الآية : 112 ) .
فبرأ ، يبرأ ، برءاً ، خلق على صفة معينة ، أما برأ ، يبرأ ، برءاً سلم من كل نقص وعيب ومرض .
الله عز وجل خلق كل شيء على صفة تناسب علة وجوده :أيها الأخوة ، البرء خلق الشيء على صفة تناسب علة وجوده ، الله عز وجل أمرنا بالتجمل ، فلم يخلق في الشعر عصب حس ، لو خلق في الشعرة عصب حس لكنا كالوحوش ، لأن الحلاقة تعني عملية جراحية مع تخدير تام ، فالله عز وجل خلق كل شيء على صفة تناسب علة وجوده .
لذلك ما كل مخلوق مبروء ، لكن كل مبروء مخلوق ، الخلق : خلق اليد ، لولا هذا المفصل كيف نستخدمه ؟
ينبغي أن نأكل كالقطط ، نبطح ونأكل عن طريق الفم مباشرة ما في طريقة ، خلق اليد ، وخلق المفصل على صفة نستعين بها على طعامنا وشرابنا ، خلق الرسغ يدور دورة كاملة ، خلق الأصابع ، ما كل مخلوق يأخذ معنى "البارئ" خلق الشيء على نحو يحقق الهدف من وجوده .الفرق بين البارئ و الخالق :أيها الأخوة ، ليس كل مخلوق مبروء ، بل كل مبروء مخلوق ، أحياناً إنسان يحمل ابنه من يده ، لو لم تكن هذه الأربطة تتحمل وزن الجسم لخلعت يده ، خلق اليد ، لكن على نحو لو حملت ابنك من يده الأربطة تتحمل الوزن بأكمله ، وقد تحمله بعنف في ساعة غصب إذاً يجب أن تحمل ضعف الوزن ، بالتعبير المألوف مدروسة دراسة دقيقة جداً ، هذا معنى "البارئ" .
أحياناً في فرق بين الخالق و "البارئ" الإنسان أحياناً أعطي صفة الخلق في قوله تعالى :
﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ .( سورة المؤمنون ) .
إلا أن الإنسان خلق شيئاً من كل شيء ، على مثال سابق ،
لكن الله "البارئ" خلق كل شيء من لا شيء على غير مثال سابق ،
هذا الفرق الثاني بين "البارئ" والخالق .
الله عز وجل خلق الأشياء صالحة ومناسبة للغاية التي أرادها :أيها الأخوة ،
"البارئ" اسم ذات ، نحن تعلمنا أن هناك اسم ذات ، وهناك اسم صفة ، وهناك اسم فعل ، وهناك اسم تنزيه ، وهناك اسم تعظيم ،
"البارئ" اسم ذات من الفعل اللازم برأ من كل نقص وعيب ، فهو "البارئ" هذا من أسماء التنزيه ، أما اسم فعل من فعل أبرأ أي وهب الحياة للأحياء ، بل خلق الأشياء صالحة ومناسبة للغاية التي أرادها ، أي أظهر المقدور وفق سابق التقدير ،
"البارئ" هو الخالق على صفة تناسب علة وجود المخلوق .
طريق الإيمان بالله التفكر في خلق السماوات والأرض :﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ .
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ الْأَلْبَابِ *
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا
مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .( سورة آل عمران ) .
ربي لك الحمد الـعظيم لذاتك *** حمداً وليس لــــــواحد إلاك
الحمد لله يا مـدرك الأبصار *** والأبصار لا تدري له ولكونه إدراك
إن لـم تكن عيني تراك فإنني *** فــــي كل شيء أستبين علاك * * *
هذا اسم
"البارئ" يعني برأ الشيء على نحو يحقق الغاية من وجوده .
التفكر أقصر طريق إلى الله عز وجل :اسم "البارئ" يعني خلق المخلوقات على نحو يحقق سلامة وجودها ، والغاية من خلقها ، في خصائص ، خلق يد بلا مفصل ، خلق يد بأربطة ضعيفة ، فإذا حمل الأب ابنه خلع يد ابنه .
﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ .( سورة النمل الآية : 88 ) .
أيها الأخوة ، كلما ازددت فكراً ازددت تعظيماً لله عز وجل ، بل إن طريق الإيمان بالله
التفكر في خلق السماوات والأرض ، وهذا التفكر هو أقصر طريق إلى الله وأوسع باب
ندخل منه على الله ، لأنه يضعنا وجهاً لوجه أمام عظمة الله .والحمدلله رب العالمين