:)
أعط القوس باريها
بقلم : محمد رشيد الرويلي(جريدة الفرات) بتصرف يسير
الاثنين /16/6/2008(اني احب العربية لاني عربي ولان القران عربي ولأن لسان أهل الجنة عربي)من هذا القول نقول لقد عني بها اجدادناالقدماء عناية عظيمةكعلمهم الاول حتى ما قبل الاسلام
وازداد الاهتمام بها بعد نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس
فعندما تتفاقم الأمور ويهرف الناس بما لا يعرفون وتعوجّ الألسنة ولا يستطيع القائم على مفصل
من مفاصل حياتنا أن يتكلم بلغة سليمة فتراه يقلب الضاد ذالاً والقاف همزة والذال زاياً ويرفع في موضع
النصب ، وينصب في موضع الجر ويتباهى باستخدام كلمات أجنبية في حديثه المفكك ،
فإن ناقوس الخطر يدق عالياً معلناً بدء حريق ينشب في لغة ديننا وشخصية أمتنا وعماد
وجودنا ليدمر كل الأحلام الجميلة والأماني السعيدة وصدق من قال :
ليت من لا يحسن العلم كفانا شرّ علمه
هذا الهجوم على اللغة العربية ليس وليد اليوم أو البارحة إنما عمره مئات السنين
وكل محاولات أعداء لغتنا باءت بالفشل الذريع أمام وعينا وإدراكنا للخطر المحدق . كان واصل بن عطاء إمام علم الكلام وشيخ المعتزلة يلثغ بحرف الراء بطريقة مضحكة
ومرة أراد الشعوبيون أن يضحكوا عليه وعلى لغته العربية العرجاء كما يدعون .
فحملوه في موقع احتفال ليلقي كلمته وتحدث الشيخ واصل بفصيح الكلم ساعة وما تطرق
إلى حرف الراء في كلمته فذهل الحاضرون واسودّت وجوه أعداء اللغة العربية،
وقديماً قالوا : (
من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم
ومن أحب الرسول العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية التي نزل بها أفضل الكتب
على أفضل العرب والعجم ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته إليها فالعربية
خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ثم هي لإحراز الفضائل
والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب .
لهذا لم يأت توجيه القائد بتمكين اللغة العر بية والحفاظ عليها والاهتمام بإتقانها
والارتقاء بها من فراغ رغم أن الله سبحانه وتعالى تكفّل بالحفاظ عليها عندما قال في محكم آياته :
( إنا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون ) . فهي أم اللغات وستبقى ناصعة مشرقة مبينة إلى يوم القيامة .
ولكن أمام شراسة الهجمات على لغتنا العربية للنيل منها وبلوغ المنزلق الخطير
الذي وصل حداً لا يمكن السكوت عليه ....
أمام المسيئين إلى لغتنا في مسميات شوارعنا ومحالنا التجارية ومدارسنا
ومواقع عملنا وطرق ووسائل معاملاتنا جاء هذا التوجيه السليم، وعدم التهاون في تطبيقه .
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( رحم الله امرأ أصلح من لسانه ) . وقال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( إن لحن القول كبثور الجدري في الوجه الجميل ) . وقال مسلمة بن عبد الملك
( إن الرجل ليسألني الحاجة فتستجيب نفسي له فإذا لحن انصرفت نفسي عنه ) . فالله الله بلغتنا ، لغة القرآن الكريم لغة الوحي ، لغة أهل الجنة كما نوّه
بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
لقد ارتاحت أنفسنا وهدأت سريرتنا واطمأنت نفوسنا .
عندما كلف الأديب الكبير فاضل سفان بمتابعة تنفيذ توجيه القائد ولسان حال كل واحد منا
يقول : إنه والله ابن بجدتها . وأبو عذرتها ومالك أزمّتها فهو ما زال سيد الكلمة
وإمام الحرف بوادي الفرات وصدق من قال :
( أعط القوس باريها) .
بالنسبة لهذا القول العربي القديم له قصة قديمة ان شاء ستاتي في وقت لاحق 
:idea:
