:)
فضل رجبقال خادم الحق الشيخ طارق بن محمد السَّعْدِي / الحسني حفظه الله:"
بسم الله الرحمن الرحيم، ذي الحمد المجيد والصّراط المُستقيم،
نشر الخير للُراد والمُريد، وقدَّر على فِعْله العبيد،
فله الحمد الطيّب المُبارك فيه،
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد وآله وأتباعه إلى يوم نلتقيه.
عباد اللهقال الله تعالى: { إن عِدّة الشهور عند الله: اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض،
منها أربعة حُرُم }: واحد فردٌ: وهورجب، وثلاثة سَرْد: وهي ذو القعدة، وذو الحِجَّة، والمُحرَّم،
{ ذلك الدّين القيِّمُ، فلا تظلموا فيهنّ أنفسَكم }[ التوبة: 36 ].
وفي الخبر: { إن أردتم الرّاحة وقت الموت من العَطَش، والخروج مع الإيمان،
والنجاة من الشيطان: فاحترموا هذه الشّهور كلها: بكثرة الصيام، والنّدم على ما سلف من الآثام،
واذكروا خالق الأنام، تدخلوا جنَّة ربّكم بسلام }.
وفي خبر آخر: { مَن صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ، كُتب له ثواب عبادة تسعمائة سنة }.
جاء في كتاب ( المُكاشفة )، المنسوب للإمام أبي حامد الغزالي رضي الله عنه:"
( رجب ): مشتق من التّرجيب، وهو: التعظيم. ويُقال له: ( الأصَبُّ )؛
لأن الرَّحمة تُصَبّ فيه على التائبين، وتفيض أنوار القَبُول على العامِلين.
ويُقال له: ( الأصَمُّ )؛ لأنه لم يُسْمَع فيه حِسُّ قِتال.
وقيل: ( رجب ): اسم نهر في الجَنَّة، ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العَسَل،
وأبرد من الثلج، لا يشرب منه إلا مَن صام شهر رجب. "اهـ
في الخبر: { في الجنّة نهر يُقال له: ( رجب ): أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العَسَل،
من صام يوماً من رجب، سقاه الله تعالى من ذلك النهر }.
وقال أهل الإشارة:" رجب ثلاثة أحرف:
راء، وجيم، وباء،
فالـ( الراء ): رحمة،
والـ( جيم ): جُرم العبد وجنايته،
والـ( الباء ): بِرُّ الله.
كأن الله تعالى يقول: أجعل جُرمَ عبدي بين رحمتي وبِرِّي. "اهـوفي الخبر: { مَن صام يوما من رجب، يبتغي به وجهَ الله: دخل الجَنَّة }.
وفي خبر آخر: { ألا إن رجبا: شهر الله الأصم، فمن صام من رجب
يوماً إيمانا واحتساباً، استوجب رضوان الله الأكبر }.
وفي خبر آخر: { إذا كان ثلث الليل من أوّل جمعة مِن رجب،
لا يبقى مَلَكٌ إلا ويستغفرُ لِصُوّام رجب }.
وفي الخبر: { يَسُحُّ اللهُ الخيرَ في أربع ليالٍ سَحّاً: ليلة الأضحى،
وليلة الفِطر، وليلة النّصف من شعبان، وأوّل ليلة من رجب }.
وفي خبر آخر: { خمسُ ليال لا تُرَدّ فيها دعوة: أول ليلة من رجب،
وليلة النّصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلتا العيدين }.
وفي خبر آخر: { مَن أحيا أوّل ليلةٍ من رجب: لم يَمُت قلبُه إذا ماتت القُلوب،
وصَبَّ الله الخير من فوق رأسه صبّاً، وخرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمّه، ويشْفع لسبعين ألفاً من أهل الخطايا }.
عباد اللهاستقبلوا هذا الخير، وأتموا العمل فيه دون التفات إلى الغير.
اعبدوا الله تعالى، وتقّرّبوا إليه بطاعاته،
واتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله،
ثم توفى كل نفس ما كَسَبت،
وهم لا يُظلمون.
المصدر
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?s=&threadid=7548