فمن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم :شدة خوفهم من سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى ولو كان أحدهم على عبادة الثقلين ، وذلك لأن الله تعالى يفعل ما يشاء ،وليس مع أحد من الخلق علمٌ بخاتمته على وجه الجزم ، إنما غاية أمر أحدهم حسن الظن بربه عز وجل في الحالة الراهنة فقط وليس معه علم بدوام الشهادتين معه حتى تطلع روحه عليها
وقد ورد في الحديث : إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ الجَنَّةِ حَتَى مَا يَكُون بَينَهُ وَبَينَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيه الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ النَّارِ فَيَدْخُلَهَا
وكان حبيب العجمي رحمه الله تعالى يقول : إن من خُتم له بقول لا إله إلا الله دخل الجنَّة ، ثم يبكي ويقول : من لي بأن يختم لي بقول لا إله إلا الله !!.
وكان الربيع بن خيثم رحمه الله تعالى يقول : دخلنا على رجل بالأهواز وهو في النزع ؛ فكنا نقول له :قل لا إله إلا الله . فيقول : ده يازده مشترىً طيب ، قطعة مليحة أي : لأن ذلك كان الغالب عليه في حال الصحة
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول : بلغنا أن رجلا يخرج من النار بعد ألف سنة ، ثم يقول : ليتني كنت ذلك الرجل لأنه مقطوع له بالخروج من النار
فإياك يا أخي من أن تسامح نفسك في الاشتغال بأمور الدنيا إلاَّ بقدر الضرورة الشرعية ، فربما أتاك الموت على غفلة فتخسر الدارين والعياذ بالله تعالى . فاعلم ذلك يا أخي ؟ وتأمله والله يتولى هداك والحمد لله رب العالمين
منقول من كتاب تنبيه المغترين للشعراني