:(
هو الإمام الصوفي شيخ الإسلام إبراهيم بن عبدالعزيز (أبي المجد) بن السيد على قريش بن السيد محمد الرضا بن السيد محمد أبي النجا الذي ينتهي نسبه للإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين و الملقب بالسجاد بن الإمام الحسين سبط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
اما والدته :
فيروى الجلال الكركى عن أنها هي السيدة فاطمة ابنت ولى الله أبي الفتح الواسطي . و كان السيد ابوالفتح من أجل أصحاب السيد احمد الرفاعي، كما انه من شيوخ السيد ابي الحسن الشاذلي .
مولده
ولقد ولد الإمام إبراهيم الدسوقي سنة 633 هجرية على أشهر الروايات حيث ذكر ذلك الإمام الشعراني و الإمام المناوي و العارف النبهاني .
و على كل فالجميع متفقون على أن الإمام الدسوقي قد عاش من العمر ثلاثا و اربعين سنة.
ويعتقد الصوفية أن أقطاب الولاية كانوا ينتظرون مولد الإمام الدسوقي و يبشرون به قبل ميلاده. ومن ذلك ما روى من أن العارف بالله محمد بن هارون كان يقوم لعبدالعزيز ابي المجد والد القطب الدسوقي إذا مر عليه و يقول: (( في ظهره ولى يبلغ صيته المشرق و المغرب)).
ويقال أن الإمام الدسوقي اقام بخلوته بدسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتًا متبتلا يسبح في بحار القرب.
علاقة القطب إبراهيم مع القطب أبو الحسن الشاذلي:
انه تلقى عن القطب الكبير الشاذلي تبركا حيث قال: ( أخذت الطريقة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و عهد البيعة عن القطب ابي الحسن الشاذلي) .
و ايضا، فلقد كان هناك اتصال للقطب الدسوقي بطريقة سيدي أحمد الرفاعي عن طريق والده الذي أخذ عن سدي ابي الفتح الواسطي الذي تلقى الطريقة عن القطب الرفاعي ..
بعض ما قاله ::
1) عن القطب البدوي:
و لقد أثر عن سيدي إبراهيم الدسوقي أنه كان يقول عن أخيه القطب البدوي: (( إن ابن العم السيد أحمد البدوي هو الأسد الكاظم )).
2) الشريعة و الحقيقة:
( الشريعة أصل و الحقيقة فرع. فالشريعة جامعة لكل علم مشروع و الحقيقة جامعة لكل علم خفى و جميع المقامات مندرجه فيهما).
3) عن ادعياء طريقته :
(( الله خصم كل من شهر نفسه بطريقتنا ولم يقم بحقها و استهزأ بنا)).
سنده في الطريقة
لبس الخرقة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني وهو من الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري وهو من الشيخ نجيب الدين علي الشيرازي وهو من الشيخ شهاب الدين السهروردي وهو من الشيخ أبي النجيب ضياء الدين عبد القاهر السهروردي وهو من الشيخ وجيه الدين وهو من الشيخ فرج الزنجاني وهو من الشيخ أبي العباس النهاوندي وهو من الشيخ محمد بن حفيف الشيرازي وهو من الشيخ القاضي رويم أبي محمد البغدادي وهو من إمام الطريقة وسيد الطائفة أبي القاسم الجنيد البغدادي وهو من خاله سري السقطي وهو من الشيخ معروف الكرخي وهو من الشيخ داود الطائي وهو من الشيخ حبيب العجمي وهو من الشيخ الحسن البصري وهو من الإمام علي بن أبي طالب وهو من رسول الله .
شهادة العلماء فيه
قال العارف بالله العلامة الشيخ أبو بكر الأنصاري في (عقوداللآلئ) في ترجمة الشيخ: له المنهاج الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد البيضاء في علم الموارد، والباع الطويل في التصرف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتح المضاعف في المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله إلى الوجود، وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام، وصرَّفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصومه في المهد.
من أقواله وإرشاداته
من صدق في الإقبال على الله، انقلبت له الأضداد فعاد من كان يسبه يحبه، ومن كان يقاطعه يواصله. لا يكمل رجل حتى يفرَّ عن قلبه وسره وعلمه ووهمه وفكره، وعن كل ما خطر بباله غير ربه. من ليس عنده شفقة ولا رحمة للخلـق، لا يرقى مراتب أهل الله. كل من وقف مع مقام، حُجِب به. ما دام لسانك يذوق الحرام، فلا تطمع أن تذوق من الحكم والمعارف شيئاً. الطريق كلها ترجع إلى كلمتـين، تعرف ربك وتعبده. رأس مال المريد المحبة والتسليم.
الكرمات المنسوبة إليه
ومن كرامات سيدى إبراهيم الدسوقى أنه : توجه بعض تلاميذه إلى ناحية الإسكندرية لحاجة يقضيها لأستاذه فتشاجر مع رجل من السوقة في شأن حاجة اشتراها منه فاشتكاه السوقى إلى قاضى المدينة وكان جباراً ظالماً متكبراً على الفقراء فلما وقف ذلك الفقير بين يديه أمر بحبسه وأراد ضربه بلا موجب بغضاً في الفقراء فأرسل الفقير إلى شيخه سيدى إبراهيم يتشفع به في خلاصه فلما بلغه الخبر كتب إلى القاضى رقعة فيها هذه الأبيات :
سهام الليل صائبة المرامى......إذا وترت بأوتار الخشوع
يقومها إلى المرمى رجال.....يطيلون السجود مع الركوع
بألسنة تهمهم في دعاء............بأجفان تفيض من الدموع
إذا وترن ثم رمين سهماً........فما يغنى التحصن بالدروع
فلما وصلت الرقعة إلى القاضى جمع أصحابه وقال لهم انظروا إلى هذه الرقعة التى جاءت من هذا الرجل الذى يدّعى الولاية بعد أن آذى حاملها بالكلام واحتقره ثم زاد في سب الأستاذ ثم أخذ يقرأها فلما وصل إلى قوله إذا وترن ثم رمين سهماً خرج سهم من الورقة فدخل في صدره وخرج من ظهره فوقع ميتاً .
وفاته
توفي (الدسوقي) سنة ست وسبعين وستمائة هجرة(676 هـ) بمصر في مدينة دسوق .