:)
امرأة فاقت الرجال
من هذه المرأة العظيمة التي فاقت الرجال؟
إنها أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعنها
زوجها: الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابنها: عبد الله بن الزبير بويع بالخلافة على الحجاز والعراق ومصر وقسم من بلاد الشام
لقبها: ذات النطاقين، لأنها كانت تشق نطاقها وتضع فيه الطعام
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرةلها ثلاثة مواقف خلدها التاريخ..........
الموقف الأول: يوم جاء أبو قحافة والد أبي بكر
فقال: ما أرى أباك إلا قد فجعكم بنفسه وماله
فقالت لذلك الرجل المسن : بل ترك لنا مالاً كثيراً
ثم أخذت حصى ووضعتها في الكوة ووضعت عليها خرقه
وقالت: أخذت بيد جدي وكان مكفوف البصر
وقلت: انظر كم ترك لنا من مال
فوضع يده وقال لا بأس إن كان ترك هذا فقد أحسن
قالت أسماء: والله ما ترك لنا أبي شيئاً
ولكني أردت أن أسكت الشيخ.
أي فتاة عظيمة هي أسماء
وأي عقل راجح عندها
وأي حكمة بليغة تفعلها
تريد أن تهدئ روع جدها الذي لم يكن على الإسلام
وتظهر عفتها أمام جدها وأنها ليست بحاجة إلى المال
ما أحوج نساء اليوم لمثل هذه الدروس العظيمة
وما أحوجهن للإقتداء بهذه الصحابية الجليلة
الموقف الثاني: عندما جاء أبو جهل (عمرو بن هشام)
يطرق باب بيت أبي بكر رضي الله عنه بشدة
فتخرج إليه السيدة أسماء رضي الله عنها
يقول أبو جهل: أين أبوك يا ابنة أبي الخبيث؟ (بدل أبي بكر)
فتجيبه أسماء جواباً مسكتاً وبكل ثقة: لست أدري يا أبي (أي أنت الخبيث)
فيلطمها على وجهها فيسقط القرط (الحلق) من أذنها ويسيل الدم وتقع على الأرض
أي شجاعة تمتلك هذه المرأة!
الموقف الثالث:عندما يسألها ولدها عبد الله فقال يا أماه: أخشى إن قتلت أن يمثلوا بي.
فقالت: يابني: إن الشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ
وقالت: إن كنت قد أردت الدنيا فلبئس العبد أنت
وهلكت وأهلكت من معك.
فقال عبد الله: والله يا أماه ما أردت الدنيا ولا ركنت إليها.
ثم دعت له بقولها:
اللهم إني أسلمته لأمرك فيه
فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين
اللهم ارحم طول قيامه في الليل
وظمأه في الهواجر
وبره بأبيه
ولكن أمر الله لا بد منه
فقتله الحجاج وحز رأسه وصلبه ثلاثة أيام
فتمر به أمه أسماء وتراه مصلوباً فتخاطبه قائلة:
أما آن لهذا الفارس أن يترجل!
وعبد الله هذا الذي صلبه الحجاج
أول مولود في الإسلام حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف
فيقترب منها الحجاج ويقول: يا أماه
فتقول أسماء: لست لك بأم
إنما أنا أم هذا الفارس المصلوب وما بي إليك من حاجة
ولكني أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[يخرج من ثقيف كذاب ومبير ]
أما الكذاب رأيناه وهو (المختار بن عبيد كما ذكر العلماء)
وأما المبير فلا أراه إلا أنت (أي الحجاج)
والمبير: معناه المهلك
أي امرأة عظيمة هي أسماء تمتلك هذا الثبات وابنها مقتول أمامها
وتجيب الحجاج بهذا الجواب المسكت
ويتقدم عبد الله بن عمر ليعزيها ويصبرها فتقول له:
ولم لا أصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام لامرأة بغي من بني إسرائيل
سلام عليك أيتها المرأة الصابرة
وهذا الموقف ليس غريباً من امرأة تربت في بيت الصديق
بيت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي جعل في أمة الحبيب الأعظم أمثالك
والحمد لله رب العالمين