:)
جاء أعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد بين أصحابه،
فقال: أعطني من هذا المال، فليس المال مالك،ولا مال أبيك، فغضب المسلمون
وقاموا إليه، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كفوا.
ثم قام ودخل منزله، وأرسل إلى الأعرابي، وزاده شيئاً، ثم قال له: “أحسنت إليك؟”
فقال الأعرابي:لا ولا أجملت فغضب المسلمون، وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفوا.
ثم قام ودخل منزله، وأرسل إلى الأعرابي، وزاده شيئاً، ثم قال له: “أحسنت إليك؟”
قال: نعم، وجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إنك قلت ما قلت، وفي نفس أصحابي شيء من ذلك،
فإن احببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي، حتى يذهب من صدورهم مما فيها عليك.
قال الأعرابي: نعم.فلما كان الغداة أو العشي جاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“إن هذا الأعرابي قال ما قال، فزدناه فزعم أنه رضي، أكذلك؟” قال الأعرابي:
نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل
كانت له ناقة فشردت عليها، فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفوراً، فناداهم
صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها وأعلم، فتوجه لها بين يديها،
فأخذ لها من قمام الأرض، فردها هوناً هوناً حتى جاءت واستناخت،
وشد عليها رحلها، واستوى عليها”.
وعن جابر - رضي الله عنه - أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبض للناس يوم خيبر
من فضة في ثوب بلال بن رباح -رضي الله عنه - فقال له رجل: يا رسول الله،
أعدل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويحك فمن يعدل إذا لم أعدل؟
فقد خبت إذن وخسرتُ إن كنت لا أعدل) فقام عمر وقال: ألا أضرب عنقه فإنه
منافق؟فقال النبي صلى الله عليه وسلم،
(معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي). رواه مسلم.