:)
الأحاديث التي فيها التصريح بفضل صوم رجب بخصوصه
وهي وإن كانت ضعيفة فإن الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل ففي فتاوى ابن حجر 2/53 : ( فقول هذا الجاهل إن أحاديث صوم رجب موضوعة إن أراد به ما يشمل الأحاديث الدالة على صومه عموما وخصوصا فكذب منه وبهتان فليتب عن ذلك , وإلا عزر عليه التعزير البليغ
نعم روي في فضل صومه أحاديث كثيرة موضوعة , وأئمتنا وغيرهم لم يعولوا في ندب صومه عليها حاشاهم من ذلك وإنما عولوا على ما قدمته وغيره ومنه :
ما رواه البيهقي في الشعب عن أنس يرفعه : { أن في الجنة نهرا يقال له رجب أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل , من صام من رجب يوما سقاه الله من ذلك النهر }
وروي عن عبد الله بن سعيد عن أبيه يرفعه :{ من صام يوما من رجب كان كصيام سنة ومن صام سبعة أيام غلقت عنه أبواب جهنم , ومن صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة , ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه , ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل وقد بدلت سيئاتك حسنات , ومن زاد زاده الله } .
ثم نقل عن شيخه الحاكم أن الحديث الأول موقوف على أبي قلابة وهو من التابعين فمثله لا يقوله إلا عن بلاغ عمن قوله مما يأتيه الوحي
ثم روي عن أبي هريرة { أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان } ثم قال إسناده ضعيف ا هـ
وقد تقرر أن الحديث الضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل , والموقوف يعمل بها في فضائل الأعمال إجماعا ولا شك أن صوم رجب من فضائل الأعمال فيكتفى فيه بالأحاديث الضعيفة ونحوها ولا ينكر ذلك إلا جاهل مغرور
وروى الأزدي في الضعفاء من حديث السنن { من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة سبعمائة عام } ) اه
وفي فتاوى ابن حجر أيضا 2/86 : ( وسئل ) نفع الله به عن : حديث { إن في الجنة نهرا يقال له رجب ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر } وحديث { من صام من كل شهر الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سبعمائة سنة } وحديث { من صام يوما من رجب كان كصيام شهر , ومن صام منه سبعة أيام أغلقت عنه أبواب جهنم السبعة ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية , ومن صام منه عشرة أيام بدلت سيئاته حسنات } هل هي موضوعة أم لا ؟
( فأجاب ) بقوله : ليست موضوعة بل ضعيفة فتجوز روايتها والعمل بها في الفضائل قال الحافظ ابن حجر في الأول : ليس في إسناده من ينظر في حاله سوى منصور الأسدي وقد روى عنه جماعة لكن لم أر فيه تعديلا وقد ذكره الذهبي وضعفه بهذا الحديثوقال في الثاني : له طرق بلفظ عبادة ستين سنة وهو أشبه ومخرجه أحسن وإسناده أشد من الضعيف قريب من الحسن , والثالث له طرق وشواهد ضعيفة يرتقى بها عن كونه موضوعا , والله أعلم . ) اه
ومن أدلتهم حديث أسامة رضي الله عنه :في سنن النسائي 4/201 : ( عن أسامة بن زيد قال قلت : يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ) اه
قال الشوكاني في نيل الأوطار 4/291 : (ظاهر قوله في حديث أسامة : " إن شعبان شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان أنه يستحب صوم رجب ; لأن الظاهر أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبا به . ) اه
وإما الأثر فقد ورد صوم الأشهر الحرم عن الصحابة ومن ذلك :ما في مصنف ابن أبي شيبة 2/457 : (حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن أنه كان يصوم أشهر الحرام .
حدثنا أبو داود عن خالد بن أبي عثمان عن أيوب بن عبد الله بن يسار وسليط أخيه قالا كان ابن عمر يصوم بمكة أشهر الحرام . ) اه
وفي مصنف عبد الرزاق 4/292 : ( عن معمر عن الزهري عن سالم أن ابن عمر كان يصوم أشهر الحرم
وعن معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان لا يكاد أن يفطر في أشهر الحرم ولا غيرها ) اه