أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 46 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| موضوع: لا تنقض غزلك بعد رمضان 11.09.10 12:48 | |
| :) لا تنقض غزلك بعد رمضان إذا لامس القلب معرفة الله تحوّل من حال إلي حال آخر أسعد وأعظم ..فمعرفة الله إذا استحكمت في القلب استحكاما دقيقا قذفت فيه نورا يشع على صاحبه , وهداية تدفعه لكل خير , وإحساسا يجعله يشعر بمن هم في حاجة وكرب , وهمًّا يجعله يشعر بهموم الآخرين من حوله ..بل ويتعدى ذلك إلى أن هذه المعرفة الحقة تصل به إلى أن يكون عبدا ربانيا يتكلم بكلام الله وينطق برحمات الله ويسعى إلى رحمة عباد الله .. فيلين الجانب , ويساعد المحتاج , ويطبب العليل , ويصنع الخير , ويغلق الشر , ويتحول إلى منارة وشامة وعلامة في دنيا أصابها الزمان بعطب نفوس الناس , فصارت قاسية لا تتأثر ولا تتحرك حتى في مجرد محاولة تغيير النفس والأخذ بأيدي الآخرين .لقد كان رمضان جامعة إيمانية كبيرة على أثرها وفى فصولها وعلى دربها يجب الوعد والعهد ممن دخلها أن ينظر ماذا سيكون بعد رمضان .. ويطيل الفكر فيما إذا كان قد قَبل الله منه رمضان وأعتق رقبته وغفر ذنبه وكتب له الرحمة .. أم ماذا كان عند ربنا الديان ؟
أولا : عهد على دوام المحاسبة : إذا أراد المسلم أن يحيا حياة الصالحين الربانيين , فعليه دائما محاسبة نفسه حسابا شديدا , فهي دواء من كل داء , والشفاء من كل سقم وبلاء , وهى المطهرة للبدن , والرافعة للشأن والقدر , عند مليك مقتدر بل وعند كل البشر .فلقد ترَكَنا رمضان ورحل , وأصبحنا لا ندرى أقَبِلَه الله منا أم لا ؟ أأعتق رقابنا أم لا ؟ أغفر لنا وحمنا أم لا ؟إن رمضان رحل عنا , وكان من غايته الأولى أن تتحقق فى العباد التقوى ’’ لعلكم تتقون ’’ فهل تحققت التقوى ؟التي عرّفها الأمام التقى النقي على بن أبى طالب رضى الله عنه عندما سُأل عن التقوى : ما التقوى يا أمام ؟ فقال :( هي الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والرضا بالقليل ,والاستعداد ليوم الرحيل .هذه هي التقوى التي تحتاج أن نقف مع أنفسنا ونراجعها , هل تحققت فيها هذه الأمور العظيمة ؟والله الذي لا إله سواه , إن كان قد تحققت فلن نؤمِّل في ربنا إلا رضوانا ورحمة وعتقا وغفرانا .وإن لم تكن قد تحققت فالبدار البدار , والعجلة العجلة , والسعي السعي لتحقيقها والاستغفار والتوبة .فالتقوى وسام , وقد كانت شعار رمضان وهى مفتاح الجنان ...فهل درّبنا نفوسنا على تغييرها , والصبر على الطاعات والبعد عن المعاصي والمنكرات ابتغاء رب العزة والسماوات ؟ هل نظرنا إلى المستضعفين فرحمناهم بمالنا وعوننا أم بَخَلنا وكنزنا ؟ هل طببنا المرضى وداويناهم على الأقل بعذب أخلاقنا وجمال معاملتنا ..؟ هل شعرنا بالجوع والعطش فاستشعرنا ما يلاقيه غيرنا في بلدان الدنيا من الجوع والعطش والفقر في كل لحظة ؟ هل تكفلنا مريضا في علاج , وواسينا مهموما في كرب .. ؟ هل طهرنا قلوبنا من الحقد والحسد والبغضاء ..؟ هل رغبنا بعد رمضان أن نرفع شعار : غايتنا الرحمن , وقدوتنا العدنان , وشرعتنا القرآن , وبُغيتنا الجنان ..؟ إنها محاسبة تحتاج إلى صدق في الجواب , وعزيمة على إرضاء التواب , ورغبة في دخول الجنة من أوسع الأبواب .
ثانيا : دوام العبادة والاستقامة حتى حضور اليقين : فالرب في رمضان هو الرب فيما بعد رمضان , فإذا كانت السُبُل كلها تبذل في رمضان لا رضاء الله بقراءة القرآن , ومساعدة المحتاجين , ومداواة المرضى , وتسهيل حاجات المحتاجين , والهمّة العالية في كل أمور الدين .. فان الأمر يستوجب الاستمرار على ذلك بعد رمضان , فتستقيم النفس وتسمو الروح ( فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ) هود :112 , وقال صلى الله عليه وسلم : قل آمنت بالله ثم استقم . رواه مسلم فلئن كان في رمضان الإكثار من قراءة القرآن , فالجميل أن تستمر على سائر الشهور والأيام , ولئن كان الخشوع في الصلاة والإسراع إليها على وقتها في رمضان , فان ذلك أوجب على الدوام , ولئن كان العون والمساعدة للمرضى والمحتاجين في رمضان , فانهم أيضا – هم أنفسهم – المحتاجون بعد رمضان , وعلى سائر الشهور والأعوام , فليستمر لهم العطاء , وليكن بعد رمضان معهم كل الوفاء , ولئن كان البعد عن المحرمات في رمضان سمتا عاما للصائمين , فأن الأمر لا يختلف عنه بعد رمضان , بل أن الأصل هو البعد عنها في كل زمان وأيا كان المكان .ولئن كان دعاؤك وإلحاحك على الله في رمضان لا يتوقف , فأن الإلحاح بعد رمضان مطلوب لعل الله يجبر الكسر , ويرفع الهم , ويعتق الرقبة , ويفك الحصار , ويحرر الأقصى .
ثالثا : اجعل شعارك ,, لن أنقض غزلى بعد رمضان ,, اسأل ربك ثباتا بعد رمضان على ما كنت عليه وادعوه بقوة ومن قلبك , : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ,, اجعله شعارك ومنهاجك في الثبات وعدم التبديل بعد رمضان , فلا تهدم نفسك التي ربيتها في رمضان على الحب لتحوّلها بعده إلى البغض , لا تتوقف عن الدعاء والصلاة في المسجد والتسبيح والنوافل ولا تهجر قرانك , فحَمَلَة القرآن هم الذين تصدوا لليهود في حرب الفرقان في غزة العزة .لا تستبدل قرائتك له بسماع الأغاني , ولا تستبدل إحسانك لوالديك بعقوقك لهما ولو بكلمة أف , ولا تستبدل صبرك وتحملك ونَفَسَك الطويل – الذي رباك عليه رمضان – بيأس وقنوط , ولا تستبدل حنانك ورأفتك بالمحتاجين والمرضى في رمضان بنفور وبُعد بعد رمضان , ولا تستبدل صفاء القلب من الحقد والحسد الذي تربيت عليه في رمضان بغلٍّ وحقد وحسد ومحاربة الناس بعد رمضان , ولا تستبدل لين الجانب وحسن الخلق الذي سموت به في رمضان بسوء أخلاق وطول لسان بعد رمضان , ولا تستبدل حبك لزوجك وأبنائك ورحمتك بهم في رمضان إلي قسوة معهم وغلظة وسوء عشرة وهوان .
رابعا : احرص على أن تكون حياً يعد رمضان : اعلم وتذّكر دائما أن مَثَل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت , فالذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد , يتعاطفن حول العرش لهن دوىٌّ كدوي النحل , يذكرن بصاحبهن , أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يذكر به ؟ ,,والجميل في كثرة الذكر , أن الإكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التي تستغرق الجهد والوقت ,وفيها عوض لمن لا يستطيع أن يفعل الطاعات بدليل ما جاء في الحديث الصحيح : ,, إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم , يصلون كما نصلى , ويصومون كما نصوم , ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون . قال : ,, ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير مَن أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله : تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ,,كما أن الذكر يعطى قوة في القلب وقوة في البدن , ومن أجمل الأمور في الذكر والإكثار منه هو أن شواهد الله في أرضه تشهد له , فالذي يذكر الله في قمة الجبل أو في الطريق أو في السيارة أو في البيت أو على الكرى أو على الأرض قائما كان أو قاعدا أو مضطجعا على جنبه ... كل هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله .جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية : ,, يومئذ تحدث أخبارها (4) الزلزلة . قال : ,, أتدرون ما أخبارها قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ قال : فان أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها , أن تقول : عملت علّى كذا يوم كذا وكذا ,, .وجدير بالذكر أن ننبه هنا أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال باللسان وفقط , وإنما هي تفاعلات وأحاسيس وإيقاظ للنفس لتتحرك من حالها الذي هي عليه إلى حال أجمل ما يكون من الروحانية والشفافية والربانية والفراسة والإيمان , بل إن الأمر قد يصل بالذاكرين الله كثيرا إلى مرحلة الكرامات من الرب العظيم يعطيها لهم كرما وفضلا منه وتفضلا .
خامسا : الزم التقوى : أسلك كل السبل والوسائل لتنمية وتقوية التقوى في نفسك وأعمالك وذاتك .. فهي دعوة الله للأنبياء جميعا
تزود من التقوى فانك لا تدرى ... إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من فتى أضحى وأمسى ضاحكا ... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى وكم من صغار يرتجي طول عمرهم ... وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر وكم من عروس زينوها لزوجها ... وقد قُبضت أرواحهما ليل العرس
سادسا : بادر بالتوبة : سارع دائما إلى طلب المغفرة من الله والتوبة النصوح , واللحاق بركب أصحاب الجنة والمعالي ..ويكفيك نبيك وقدوتك في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يستغفر ويتوب إلى ربه وخالقه سبعين أو مائة مرة في يومه .. وهو من هو ؟؟هو النبي لا كذب هو ابن عبد المطلب .. هو من غفر الله له من ذنبه ما تقدم وما تأخر ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) 133أل عمران .. التائب من الذنب كمن لا ذنب له .وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم رمضان ويجعله شاهدا لنا لا علينا .وصلى اللهم على محمد معلّم الناس الخير . | |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 65 عدد المساهمات : 5657 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: لا تنقض غزلك بعد رمضان 11.09.10 13:26 | |
| :) تـــــــزود من التقوى فانك لا تدرى ... إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من فتى أضحى وأمسى ضاحكا ... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى وكم من صغار يرتجي طول عمرهم ... وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر وكم من عروس زينـــوها لزوجها ... وقد قُبضت أرواحهما ليل العرس أبو علاء | |
|
الجبوري عضو مميز
تاريخ التسجيل : 21/06/2009 مكان الإقامة : سوريـــــــــــــــــا التحصيل التعليمي : جامعي-ترجمة العمل : التعليم العمر : 39 عدد المساهمات : 1556 المزاج : متفائل
| |
ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: رد: لا تنقض غزلك بعد رمضان 11.09.10 16:23 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إن الأمر قد يصل بالذاكرين الله كثيرا إلى مرحلة الكرامات من الرب العظيم يعطيها لهم كرما وفضلا منه وتفضلا . | |
|
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| |
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 46 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |
شبل الرواس عضو مميز
تاريخ التسجيل : 24/02/2011 مكان الإقامة : العراق نينوى التحصيل التعليمي : الابتدائيه العمل : كاسب العمر : 45 عدد المساهمات : 461 المزاج : الحمد لله رب العالمين
| موضوع: رد: لا تنقض غزلك بعد رمضان 21.03.11 22:01 | |
|
تزود من التقوى فانك لا تدرى ... إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من فتى أضحى وأمسى ضاحكا ... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى وكم من صغار يرتجي طول عمرهم ... وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر وكم من عروس زينوها لزوجها ... وقد قُبضت أرواحهما ليل العرس
| |
|
ابن البلد عضو مميز
تاريخ التسجيل : 18/11/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : طالب العمر : 38 عدد المساهمات : 644 المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: لا تنقض غزلك بعد رمضان 23.03.11 16:59 | |
| تزود من التقوى فانك لا تدرى ... إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من فتى أضحى وأمسى ضاحكا ... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى وكم من صغار يرتجي طول عمرهم ... وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر وكم من عروس زينوها لزوجها ... وقد قُبضت أرواحهما ليل العرس | |
|
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 46 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |