بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
[يونس: 57-58]
العلاج بالخشوعهل جربت أن تحس بمراقبة الله لك في كل ثانية؟ هذه طريقة لعلاج أي مرض
وهي أن تشعر بوجود الله بجانبك يسمعك ويراك ويستجيب دعاءك،
وأن تحاول الوصول إلى الإحساس بالجنة والنار وأن تفكر بالموت
وما بعد الموت وبالجنة ونعيمها، هذه سوف تدخل إلى دماغك معلومات
فعالة تستطيع إصلاح الخلل الذي أصابك بنتيجة الأمراض.
واعلم بأن الخشوع والخوف من الله هو أهم أسباب استجابة الدعاء.
يقول تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16].
هذه آية عظيمة تخاطب كل مؤمن لتذكره بأهمية الخشوع لله تعالى،
ولو تألمنا آيات القرآن نلاحظ أنه يعطي أهمية كبيرة لهذا الأمر،
فما السر في ذلك؟ لنتأمل هذه الحقائق العلمية والقرآنية.
هل للخشوع طاقة؟يظن المؤمن أحياناً أن الله أمرنا بالخشوع فقط لنتقرب إليه،
ولكن الدراسات العلمية أظهرت شيئاً جديداً حول ما يسميه العلماء "التأمل"،
ولكن هذا التأمل هو مجرد أن يجلس المرء ويحدّق في جبل أو شمعة أو شجرة
دون حركة ودون تفكير. ووجدوا أن هذا التأمل ذو فائدة كبيرة في معالجة الأمراض
وتقوية الذاكرة وزيادة الإبداع والصبر وغير ذلك.
ولكن القرآن لم يقتصر على التأمل المجرد، بل قرنه بالتفكر والتدبر
وأخذ العبرة والتركيز على الهدف، وسماه "الخشوع"
وكان الخشوع من أهم العبادات وأصعبها لأنه يحتاج لتركيز كبير،
وهكذا فإن كلمة "الخشوع" تدل على أقصى درجات التأمل مع التفكير العميق،
وهذا الخشوع ليس مجرد عبادة
بل له فوائد مادية في علاج الأمراض واكتساب قدرات هائلة ومتجددة.