يقول عباس الجنابي في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ما منْ حديث ٍ به المُخـْتار يفـْتخرُ ..... الاّ وكُنْت الذي يعْنيه يا عُمــرُ
والسابقينَ من الأصحاب، ما نقضوا ..... عَهْدا، ولا خالفوا أمْراً به أ ُمـروا
كواكبٌ في سماء المجدِ لامِعَــــة ٌ ..... جباهُهُمْ تنحَني لله والغـُــررُ
يا راشداً هَـزَّتْ الأجيال سيرَتُـــهُ ..... وبالميامين حصرا ً تشْمَخُ السِيَرُ
في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـ ..... كُبرى بها الدهرُ والأزمانُ تنغمــرُ
ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفـّهْتَ في علن ٍ ..... أصنامَها وبدا يعْتامُها الخطــرُ
أقبلْت أذ أدبروا أقدمت إذ ذُعروا ..... وفـّيْتَ إذ غدروا آمنْت إذ كفـَروا
لك السوابقُ لا يحظى بها أحــدٌ ..... ولمْ يَحُز ْ مثلـَها جنُّ ولا بشــرُ
فحينَ جفـّتْ ضروعُ الغيم قـُلتَ لهُمْ ..... صلـّوا سيَنـْزلُ منْ عليائه المَطَرُ
سَنَنْتَها سُنّة ً بالخير عامــــرة ً ..... ففي الصلاة ِ ضلال ِ الشـّر ِ ينْحسرُ
عام الرمادة ِ أشبعتَ الجياع َ ولمْ ..... تُسـْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا
وَقـَفـْتَ تدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفعـــاً ..... فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتــكرُ
تجسَدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضتَ به ..... ولم يزل عطــرُهُ في الناس ينتشـــرُ
لك الكراماتُ بحـْـرٌ لا قرار لـهُ ..... وأنت كلُ عظيم فيك يُختصــرُ
كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لهُ ..... ووافقتـْكَ به الآياتُ والســُوَرُ
وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَختَ بها ..... ما زال ينضجُ في أشجارها الثمَـــرُ
يفِرّ ُ عن درْبك الشيطانُ مُتـّخذا ً ..... درباً سواهُ فيمضي ما لهُ أثــــَرُ
وتستغيثُ بك الأخلاقُ مُؤْمنة ً ..... بأنّ وجهكَ في أفلاكها قمَـــــرُ
عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِها ..... وكُنْت تسهرُ حتّى يطلِعَ الّسحـرُ
القولُ والفعلُ في شخص اذا اجتمَعَا ..... تجَسـّدَ الحقّ ُ واهتـزّتْ لهُ العُصُرُ