ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: حب البقاء 19.10.10 15:48 | |
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر
"إذا أصبحت فلا تحدِّث نفسك بالمساء
وإذا أمسيتَ فلا تحدث نفسك بالصباح،
وخُذْ من حياتك لموتك، ومن صحتك لسقمك،
فإنك يا عبد الله لا تدري مااسمك غداً"
وروي أنه صلى الله عليه وسلم أخذ ثلاثة أعواد
فغرز عوداً بين يديه، والآخرإلى جنبه، وأما الثالث فأبعده،
فقال: (هل تدرون ما هذا؟)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:
(هذا الإِنسان وهذا الأَجل وذاك الأمل
يتعاطاه ابن آدم ويختلجه الأجل دون الأمل)
وقال عليه الصلاة والسلام:
(مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منيةً
إنْ أخطأته المنايا وقع في الهرم)
قال ابن مسعود: هذا المرء وهذه الحتوف حوله شوارع إليه،
والهرم وراء الحتوف، والأمل وراء الهرم،
فهو يؤمل وهذه الحتوف شوارع إليه فأيها أمربه أخذه فإن أخطأته
الحتوف قتله الهرم وهو ينتظر الأجل.
قال عبد الله: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً وخط وسطه خطاً، وخط خطوطاً إلى جنب الخط،
وخط خطاً خارجاً وقال: "أتدرون ما هذا؟"
قلنا الله ورسوله أعلم، قال:
"هذا الإِنسان - للخط الذي في الوسط - وهذا الأجل محيطبه،
وهذه الأعراض - للخطوط التيحوله –
تنهشه إن أخطأه هذا نهشه هذا،وذاك الأمل"
- يعني الخط الخارجي.
وقال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يهرم ابن آدم ويبقى معه اثنان الحرص والأمل".
بيان السبب في طول الأمل وعلاجه
اعلم أن طول الأمل له سببان،
أحدهما: الجهل،
والآخر: حب الدنيا.
أما حب الدنيا: فهو أنه إذا أَنِسَ بها وبشهواتها ولذاتها وعلائقها ثَقُلَ
على قلبه مفارقتها، فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب
مفارقتها، وكل من كره شيئاً دفعه عن نفسه.
وأما الجهل: فهو أن الإِنسان قد يعوّل على شبابه فيستبعد قرب
الموت مع الشباب، وليس يتفكرالمسكين أن مشايخ بلده لو عُدُّوا
لكانوا أقل من عُشْرِ رجال البلد،
وإنما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر فإلى أن يموت شيخ يموت
ألف صبي وشاب. وقد يستبعد الموت لصحته ويستبعد الموت فجأة،
ولا يدري أنّ ذلك غير بعيد ،وإن كان ذلك بعيداً فالمرض فجأة غير
بعيد، كل مرض فإنما يقع فجأة، وإذا مرض لم يكن الموت بعيداً.
وإذا عرفت أن سببه الجهل وحب ا لدنيا فعلاجه دفع سببه.
(أما الجهل) فيدفع بالفكرالصافي من القلب الحاضر وبسماع
الحكمة البالغة من القلوب الطاهرة.
(وأما حب الدنيا) فالعلاج في إخراجه من القلب شديد،
وهو الداء العضال الذي أعي االأولين والآخرين علاجه، ولا علاج له إلا الإِيمان باليوم الآخر وبما فيه من عظيم العقاب
وجزيل الثواب، ومهما حصل له اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب
الدنيا، فإن حب الخطير هوالذي يمحو عن القلب حب الحقير،
فإذا رأى حقارة الدنيا ونفاسة الآخرة استنكف أن يلتفت إلى الدنيا
كلها وإن أعطي ملك الأرض من المشرق إلى المغرب،
كيف وليس عنده من الدنيا إلاقدر يسير مكدّر منغّص،
فكيف يفرح بها أو يترسّخ فيقلب حبها مع الإِيمان بالآخرة؟
ولا علاج في تقرير الموت في ا لقلب مثل النظر إلى من مات من
الأقران والأشكال وأنهم كيف جاءهم الموت في وقت لم يحتسبوا.
أما من كان مستعداً فقد فازفوزاً عظيماً،
وأما من كان مغروراً بطو ل الأمل فقد خسر خسراناً مبيناً.
والحمد لله رب العالمين اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره
عدل سابقا من قبل ابن التين في 11.12.14 11:44 عدل 3 مرات | |
|
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 47 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| |
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: حب البقاء 12.03.11 9:12 | |
| اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره | |
|