من قصص تربية الابناء
يقول الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – : كنا نعيش في بغداد وكان والدي قد توفي ، وكنت أعيش مع أمي ، فإذا كان قبل الفجر أيقظتني أمي ، وسخّنت لي الماء ، ثم توضأت ، وكان عمره آنذاك (( عشر سنين )) !! ، يقول: " وجلسنا نصلي حتى يؤذن الفجر " – هو وأمه رحمهما الله- وعند الأذان تصحبه أمه إلى المسجد، وتنتظره حتى تنتهي الصلاة؛ لأن الأسواق حينئذ مظلمة، ثم يعودان إلى البيت بعد أداء الصلاة، وعندما كبر أرسلته أمه لطلب العلم !! ويقول أحد العلماء: أن لأم الإمام أحمد من الأجر، مثل ما لابنها؛ لأنها هي التي دلته على الخير
كانت إحدى الأخوات حاملاً، وعند آلام الوضع تذكرت دعاء أم مريم لابنتها مريم – عليها السلام – بعد ولادتها لها وتقول: لقد ألهمني الله أن أدعو بهذا الدعاء بعد ولادتي طفلتي: ( اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) تقول هذه الأخت: لقد رأيت على البنت صفة الهدوء، ولله الحمد، والراحة في تربيتها
ذهبت إحدى الأسر للتنزه في البر، وعندما نزلت الأُسرة ذهب الطفل مسرعاً يجري في البر، فرحاً مسروراً، وإذا به يعود مسرعاً سائلاً والدته: ما هو الذكر الذي يقال في هذا المكان ؟! وكما هو معلوم فإن الذكر المقصود، ما ورد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما قالت خولة بنت حكيم – رضي الله عنها - : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : (( من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات ، من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من مــنــزلـــه ذلك)) رواه مسلم
ومن قصص الأطفال: أن طفلاً ذهب إلى إحدى المدن الترفيهية، وقد أراد أن يلعب في لعبة لم يلعبها من قبل، وكانت كبيرة، وترتفع أثناء اللعب بها ارتفاعاً شديداً بالنسبة للأطفال وعند تحركها حين ركبها الطفل ومعه أحد الأطفال بجواره، وبدأ عليهما الخوف فقال له: دعنا نقرأ آية الكرسي، هذا الموقف يدل على إدراك الطفل لحفظ الله – تعالى – لهما
وطفل آخر أحس بالملل من ذهابه للروضة، وطلب من والدته أن تسمح له بعدم الذهاب، لكن الأم استمرت تشجعه يومياً على الذهاب إليها، والطفل لا يرغب في ذلك، وفي يوم من الأيام دخلت الأم على طفلها في الغرفة، فوجدته رافعاً يديه ويدعوا قائلاً: يا سامع الصوت، أخرجنا من الروضة !! فهنا نلحظ أثر التربية الإيمانية، فقد لجأ هذا الطفل إلى الله في موقف هو محتاج إلى من ينقذه من هذه المشكلة، وبعدها لم ترسله أمه إلى الروضة حتى التحق بالمدرسة
اشترى أحد الآباء لأبنائه بعض البالونات، وكانوا في سفر، فلما وصلوا إلى مكان إقامتهم في البلد الذي سافروا إليه، وجد أحد الأطفال على أحد البالونات رسماً لبعض الحيوانات، فقال الطفل : الحمد لله أن هذا البيت ليس بيتنا ، ومن ثم لا تدخل الملائكة إليه ، فهذا الموقف من هذا الطفل ، لم يحدث من فراغ ، فقد كان وراءه تربية سليمة
وأخيراً ينبغي الانتباه لصلاح الوالدين لأنه سبب لصلاح الأبناء – بإذن الله تعالى – فليبشر المربون الصالحون بأن التوفيق والسداد لهم ‘وهم اجتهدوا في تربية أولادهم، وقد بشر الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأن الله تعالى وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير، فتعليم الأبناء، وحسن تربيتهم على أمور دينهم، من أعظم الخير ومن العلم الذي ينتفع به
يقول أحد العلماء: إذا علمت ابنك الوضوء فوالله، ما يصيب الماء عضواً من أعضائه إلا أجرت مثل أجره
أقر الله عيوننا بصلاح أبناء المسلمين وبناتهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين له إلى يوم الدين
عن تربية الأبناء للأمام على بن أبى طالب
حرّض بنيك على الآداب في الصغر ... كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر
و إنما مثـــل الآداب تجمـعها ... في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
هــي الكنـــوز التي تنمو ذخائرها ... وَلاَ يُخــــافُ عليها حَادِثُ الغِيَرِ
النّـــَاس إثنان ذُو عِلْـــــــمٍ وَمُسْتَمِعٍ ... وَاعٍ وَسَـائِرُهُمْ كاللَّغْــوِ والعَكَرِ