أدوات العلاج الفيزيائي

عرف العلاج الفيزيائي منذ القدم ولكن أخذ يحتل مكانه كاختصاص طبي وبشكل فاعل في بداية القرن العشرين وتحديداً بعد الحرب العالمية الثانية بسبب ما خلفته هذه الحرب من تشوهات وإعاقات جسدية للأشخاص ، وبالأخص إعاقات الجهاز الحركي ، ففي نهاية عام 1945 أخذت المشافي تهتم بهذا الإختصاص وقامت بفتح أقسام جديدة له وذلك لتخفيف معاناة هؤلاء الأشخاص ووضع برامج طبيعية لهم تتضمن إلى جانب العلاج الطبيعي تأهيلاً نفسياً وصحياً وإجتماعياً ، ولقد شهد هذا الإختصاص تطوراً كبيراً خلال العقود الماضية ، وأصبح علماً قائماً بذاته ويرتبط بشكل وثيق مع إختصاصات الطب الأخرى ، ولم يعد وقفاً على فئة معينة من المرضى بل أخذ يشمل حالات مرضية مختلفة وفئات عمرية مختلفة من سن الولادة وحتى الشيخوخة ، ويعتمد هذا العلاج على إعادة فاعلية الأعضاء المصابة إلى حالتها الطبيعية للقيام بوظائفها بأفضل شكل ممكن ، ويعتبر العلاج الفيزيائي العلاج الأساسي المكمل للإصابات كافة ابتداء بالإصابات الفكية واللقوة المحيطية والإصابات العصبية والعظمية والمفصلية كإصابات العمود الفقري ديسك المناقير العظمية ، الإنزلاق ، ويعالج تشوهات العمود الفقري كالجنف " الميول إلى جهة واحدة " والتقويم ويعالج أيضاً الضمور العضلي وضعف العضلات الناجم عن سوء أو عدم إستخدامها لفترة طويلة بعد تثبيت الكسور أو الحوادث ومعالجة إصابات الأعصاب ونقص التروية الدموية ، كما يعمل على إزالة التشنجات العضلية ويساعد في تخفيف الآلام المرافقة لفترة الحمل وما بعد الولادة فهو يعالج الخلوع ونقص الأكسجة الدماغي والشلل والتأخر بالمشي وتسطح القدمين ، هذا ما أفادنا به الأخصائي جميل تاج الدين الحائز على ماجستير في الطب الفيزيائي من جامعات ومشافي أوكرانيا ، وأضاف : بالنسبة لأمراض الدوران والقلب والسكري فإن العلاج الفيزيائي يضع البرامج الحياتية اليومية للأشخاص المصابين بهذه الآفات " الفالج الشقي " من خلال تنظيم برنامج غذائي وحركي يساعد على تخفيف الوزن وتنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات والمفاصل ضمن حدود الجهد المطلوب ووفق جدول زمني ومعرفة مدى الإستجابة للعلاج والتحسن لمنع حدوث الإنتكاس .

أما عن طرق المعالجة التي يتبعونها مؤخراً قال تاج الدين :
تنوعت طرق المعالجة في السنوات الأخيرة وأدخل عليها أحدث التقنيات العلمية ونذكر منها المعالجة الكهربائية وتشمل التنبيه الكهربائي والأمواج فوق الصوتية والأمواج القصار والأمواج العميقة والعلاج بالليزر ، ومن ثم العلاج بالأشعة والحرارة والمعالجة المائية ساونا ، جاكوزي ، المساج ، كمادات حارة ومعالجة الثلج وتشمل تنشيط الدورة الدموية وتحسين حركة المفاصل ومعالجة الرضوض وإزالة الإرهاق والتعب ، والتمارين العلاجية والتقويمية التي تتضمن التمارين العلاجية للجهاز الحركي ، الشد الرقبي والقطني والمساج الطبي ، وتمارين اللياقة وتخفيف الوزن ، وتابع قوله : إن التمارين الرياضية الصحيحة والمدروسة تعمل على تنشيط جهاز التنفس والقلب وتحقق صحة جسدية ونفسية وتحد من زيادة الوزن والترهل وتساعد على الظهور بمظهر متناسق والشعور بالثقة على مدى الأيام ، ولقد ثبت علمياً أن من يمارس الرياضة الصحيحة وبإشراف طبي يعيش حياة أطول وأكثر صحة وعافية وبعيداً عن الأمراض .