الأعياد .. محطات استراحة

تعتبر الأعياد جزءاً مهماً من ثقافات الشعوب، وبها تتميز، ذلك ان العيد يمثل محطة لاستراحة الناس من مكابدة العمل اليومي والانشغال الحياتي، ليهربوا منهما إلى شيء من الترفيه والاستمتاع والتواصل الاجتماعي. وعيد الفطر وعيد الأضحى يكونان بعد ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر يكون بعد عبادة الصوم وعيد الأضحى بعد عبادة الحج. يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر. وهذه بعض الأعمال التي يطلب من المسلم فعلها في العيد، فأولها التكبير قال تعالى: ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. ومن السنن الاغتسال، والتزين في العيدين في اللباس والطيب والمخالفة في الطريق، ومن السنن زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم وهذا مستحب مندوب إليه في كل وقت، لكنه يتأكد في هذه الأيام، ويستحب التوسعة على العيال في الأكل والشرب والبشر فيهما، قال صلى الله عليه وسلم، في عيد الأضحى: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل. كما يباح اللهو البريء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطاطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليه من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت.
وعنها رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث - وفي رواية: وليستا بمغنيتين، فاضطجع على الفراش وحول وجهه. ودخل أبوبكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي ص‍لى الله عليه وسلم! فأقبل عليه رسول الله، ص‍لى الله عليه وسلم فقال: دعهما - وفي رواية - فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا. قال الحافظ: وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح البدن، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين.