الحصول على عينة من كويكب يبعد عن الأرض 300 مليون كم

تمكن المسبار الفضائي الياباني "هايابوسا" الذي عاد لقاعدته الفضائية في اليابان الصيف الماضي من الحصول على عينة من كويكب (ايتوكاوا) الذي يبعد عن الأرض نحو 300 مليون كيلومتر, في مهمة تعتبر الاولى من نوعها.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) يوم الثلاثاء عن وزير العلوم الياباني قوله إن "العينات التي عاد بها المسبار هي فعلا من كويكب (ايتوكاوا)"، موضحا أن "الجزيئات الدقيقة التي حصل عليها المسبار والتي يبلغ عددها نحو 1500 جزيء تختلف تماما عن مادة الأرض".
من جانبها، قالت وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) في بيان لها إن "العلماء يفحصون جزيئات الكويكب بالميكروسكوبات الالكترونية، حيث لا يتجاوز حجم الجزيء منها واحد على مئة من الملليمتر"، مشيرة إلى أن "التحليلات الأولية أظهرت أن هذه الجزيئات تشتمل على الكثير من بقايا الحديد".
والكويكبات هي بقايا من النظام الشمسي لدى نشأته، وهي المادة التي تتكون منها الكواكب، لكن وعلى الرغم من أن النيازك هي أيضاً كويكبات من أعماق الفضاء إلا أنها سرعان ما "تتلوث" بمجرد وصولها للأرض ومرورها بغلافها الجوي لذلك كانت إلى الآن طبيعة الكويكبات مبهمة للعلماء.
وأستطاع المسبار "هايابوسا" الذي يعني "الصقر" باليابانية من التعرف على جزيئات الكويكب (إيتوكاوا) الذي يقع على بعد نحو 300 مليون كيلومتر من الأرض يشبه في شكله حبة الفول السوداني، حيث دار المسبار الياباني أولاً حول الكويكب، والتقط صوراً مفصلة له.
وهوى المسبار في تشرين الثاني عام 2005 على الكويكب، وبدأ في أخذ عينات من على سطحه، حيث قام المسبار خلال ذلك بإبراز كرة معدنية صغيرة قطرها نحو سنتمتر واحد باتجاه سطح الكويكب لخلخلة الجزء الذي سيأخذ منه العينة ثم التقط الجزيئات التي يفترض أنها تطايرات إثر هذا الاحتكاك، ثم بدأ المسبار رحلة العودة.
وفي سياق متصل، أكد رئيس شركة (أي اتش أي) اليابانية للتقنية كازواكي كاما في حديث مع صحيفة "نيكاي" الاقتصادية إن "نجاح المهمة يبين للعالم مدى تقدم التكنولوجيا اليابانية، وهو شيء يملئ الشعب الياباني بالفخر".
ولم تكن العينات العنصر الأهم في هذه المهمة بل إن الأهم منها هو تلك التقنيات التي استخدمت في مهمة المسبار الفضائي، و ينتظر له أن يكون رائدا لمهام فضائية أخرى من هذا النوع في المستقبل ليضمن لليابان الريادة في هذا المجال، حيث تخطط وكالة الفضاء اليابانية بالفعل لطراز يخلف هذا المسبار فائق التقنية.
وكان المسبار الياباني انطلق متوجها إلى هذا الكويكب في 9 أيار2003 وكانت رحلته محفوفة بالمغامرات والعوائق، وعندما وصل "الصقر" الياباني إلى هدفه في 12 أيلول 2005 كان قد قطع بالفعل رحلة طولها نحو ملياري كيلومتر.