
قال ابو يزيد البسطامي كنت يوماً في بعض سياحتي مستغرقاً
بفكري مستأنساً بذكري اذ نوديت في سري يا ابا يزيد امض الى
دير سمعان واحضر مع الرهبان في يوم عيدهم
قال فاستعذت بالله من هذا الخاطر وقلت لست اخاطر
فلما كان الليل اتاني الهاتف وقال لي مثل ماقال أولاًً
فأنتنهت وانا ارتجف وارعد من هذا الكلام
فنوديت في سري لا باس عليك انت عندنا من الاولياء الاخيار
ومكتوب في ديوان الأبرار ولكن البس زي الرهبان واحضر في دير سمعان
فقلت سبحان الله اكفر بعد الاسلام أكنيسة بعد المسجد
ولكني امتثلت الامر وخرجت ولبست زي الرهبان وحضرت في
دير سمعان فلما حضر كبيرهم واجتمعوا وانصتوا اليه ليسمعوا
ارتج عليه المقام فلم يطق الكلام كأن في فمه لجام فقال له القسيسون
والرهبان ما الذي يمنعك من الكلام ايها الربان
فنحن بقولك نهتدي وبعلمك نتقتدي
فقال ما يمنعني ان اتكلم وابتدي الا ان بينكم رجلاً محمدي
وقد جاء لدينكم ممتحنا وعليكم معتدي
فقالوا ارنا اياه نقتله الآن فقال لا تقتلوه الا بدليل وبرهان فاني اريد
ان امتحنه وأسأله عن مسائل في علم الأديان فإن أجاب عنها تركناه
وان عجز عنها قتلناه وعند الامتحان يكرم المرء او يهان
فقالو له أفعل ما تريد فنحن ما حضرنا الا لنستفيد فقام كبيرهم على
قدميه ونادى يا محمدي بحق محمد عليك الا ما نهضت قائما على
قدميك لتنظر العيون اليك فقام ابو يزيد ولسانه لا يفتر عن التقديس والتمجيد
فقال له البطرك يا محمدي اريد ان أسألك فان اجبت عنها
وفسرتها اتبعناك وان عجزت عن تفسيرها قتلناك فقال له سل عما بدا لك والله شاهد على ما تقول –
فقال له البطرك اخبرني عن واحد لا ثاني له
وعن اثنين لا ثالث لهما
وعن ثلاثة لا رابع لهم
وعن اربعة لا خامس لهم
وهن خمسة لا سادس لهم
وعن ستة لا سابع
وعن ثمانية لا تاسع لهم
وعن تسعة لا عاشر لهم
وعن احدى عشر
وعن اثني عشر
وعن ثلاثة عشر
وعن قوم كذبوا وادخلوا الجنة
وعن قوم صدقوا وادخلوا النار
واين مستقر اسمك من جسمك
وعن الذاريات ذروا
وعن الحاملات وقراً
وعن الجاريات يسرا
وعن المقسمات أمرا
وعن شئ تنفس بغير روح
ونسألك عن اربعة عشر تكلموا مع رب العالمين
وعن قبر مشى بصاحبه
وعن ماء لا نزل من السماء لا نبع من الأرض
وعن اربعة لا من ظهر اب ولا من بطن ام
وعن اول دم اهيرق في وجه الارض
ونسألك عن شئ خلقه الله وسال عنه
وعن افضل النساء
وعن افضل البحار
وعن افضل الجبال
وعن الدواب
وعن افضل الشهور
وعن افضل الليالي
وعن الطامة
وعن شجرة لها اثنتا عشر غصناً في كل غصن ثلاثون ورقة وفي
كل ورقة خمس زهرات اثنتان في الشمس وثلاث في الظل
وعن حاج الى بيت الله الحرام ولم يجب عليه
وكم من نبي خلقه الله كم منهم مرسل وغير مرسل
وعن اربعة أشياء مختلف لونها وطعمها والأصل واحد
وعن النقير والقطمير والفتيل
وأخبرنا ما يقول الكلب في نبيحه
وما يقول الحمار في نهيقه
وما يقول الثور في خواره
ما يقول الفرس في صهيله
وما يقول البعير في رغائه
وما يقول الطاووس في صياحه
وما يقول الدراج في صفيره
وما يفول البلبل في تغريده
وما يقول الضفدع في نقيقه
وما يقول الناقوس في نقيره
واخبرنا عن قوم اوحى الله اليهم لا من الجن
ولا من الانس ولا من الملائكة
فقال ابا يزيد: هل بقي من سؤالكم شئ ؟
قال : لا .
قال: فإن أنا أجبت عنها أتقرون بالشهادة
(أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله )..
قالوا: نعم . قال: اللهم انت الشاهد على ما يقولون ثم قال:
أما سؤالكم عن واحد لا ثاني له , هو فهو الله الواحد القهار .
وأما عن اثنين لا ثالث لهما , فهما الليل والنهار , لقوله تعالى:
((وجعلنا الليل والنهار آيتين)) ..
اما عن ثلاثة لا رابع لهم , فهي العرش والكرسي والقلم .
عن أربعة لا خامس لهم , فهي الكتب المنزلة
التوراة والانجيل والزبور والفرقان.
اما عن خمسة لا سادس لهم فهي الصلوات الخمس المفروضة على
كل مسلم ومسلمة
واما عن ستة لا سابع لهم , فهي الست التي ذكرها تعالى ولقد خلقنا
السموات والأرض في ستة أيام.
وأما عن سبعة لا ثامن لهم فهي السموات السبع لقوله تعالى: (سبع سموات طباقاً ) .
أما عن ثمانية لا تاسع لهم فهم , حملة العرش لقوله تعالى: ((ويحمل
عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية )).
وأما عن تسعة لا عاشر لهم فهم التسعة رهط المفسدون الذين
ذكرهم الله تعالى بقوله: ((وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في
الأرض ولا يصلحون )) .
وأما سؤالكم عن عشرة كاملة فهي العشرة ايام التي يصومها المتمتع
عند فقد الهدي لقوله تعالى: (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا
رجعتم تلك عشرة كاملة)) .
أما سؤالكم عن أحد عشر فهم اخوة يوسف لقوله تعالى حكاية عنه
((إني رأيت أحد عشر كوكباً)).
أما عن اثني عشر فهي عدة الشهور لقوله تعالى: (( ان عدة الشهور عند الله اثني عشر شهراً في كتاب الله)) .
وأما عن ثلاثة عشر فهي رؤيا يوسف عليه السلام لقوله تعالى:
((إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)).
أما سؤالكم عن قوم كذبوا وادخلوا الجنة فهم اخوة يوسف لقوله
تعالى: ((يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله
الذئب)). فكذبوا لأنهم هم ألقوه في الجب وادخلوا الجنة
واما سؤالكم عن قوم صدقوا وادخلوا النار فهم اليهود والنصارى
لقوله تعالى: ((وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت
النصارى ليست اليهود على شئ))
فصدقوا وادخلوا النار فهم اليهود والنصارى ..
اما سؤالكم عن الذاريات ذرواً فهي الرياح الاربع ..
وأما عن الحاملات وقراً فهي السحب لقوله تعالى: ((والسحاب المسخر بين السماء والأرض ))...
أما الجاريات يسراً فهي السفن الجاريات في البحر ..
أما عن المقسمات أمراً فهم الملائكة الذين يقسمون على الناس ارزاقهم
اما عن أربع عشر تكلموا مع رب العالمين فهم السبع سموات
والسبع أرضين لقوله تعالى: ((فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرهاً قالتا أتينا طائعين))..
واما عن قبر مشى بصاحبه فهو حوت يونس عليه السلام ..
اما عن شئ تنفس بلا روح فهو الصبح لقوله تعالى: ((والصبر اذا تنفس))..
أما عن الماء الذي لا نزل من السماء لا من الأرض فهو الماء الذي
بعثته بلقيس في قارورة من عرق الخيل الى سليمان عليه السلام ..
اما عن اربعة لا من ظهر اب ولا من بطن ام فهي كبش اسماعيل
ناقة صالح وادم وحواء ..
اما عن اول دم أهريق على وجه الأرض فهو دم هابيل لما قتله قابيل ..
اما عن شئ خلقه الله ثم اشتراه فهي نفس المؤمن لقوله تعالى: (( إنّ
الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة))..
اما عن شئ خلقه وانكره فهو صوت الحمار قال تعالى: ((إنّ انكرالأصوات لصوت الحمير))..
واما عن شئ خلقه الله واستعظمه فهو كيد النساء لقوله تعالى: (( إنّ كيدكن عظيم))
أما عن شئ خلقه الله وسأله عنه فهي عصا موسى قال تعالى:
((وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ))..
أما عن افضل النساء فهي حواء أم البشر وخديجة وعائشة وآسيا
ومريم بنت عمران رضي الله عنهن أجمعين..
واما عن افضل الانهار فهو سيحون جيحون ودجلة والفرات ونيل مصر ..
واما عن افضل الجبال فهو جبل الطور ,,
واما عن افضل الدواب فهي الخيل .
واما عن افضل الشهور فهو شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ..
واما عن افضل الليالي فهي ليلة القدر ..
واما عن الطامة فهو يوم القيامة .
واما عن شجرة لها اثناء عشر غصناً في كل غصن ثلانون ورقة
في كل ورقة خمسة زهرات اثنان في الشمس وثلاثة في الظل ,
أما الشجرة فهي السنة واما الاغصان فهي الشهور واما الاوراق
فهي الأيام واما الخمس زهرات فهي الصلوات في اليوم والليلة
ثلاثة في الظل المغرب والغشاء والصبح واثنان في الشمس فهما الظهر والعصر...
واما عن شئ حج الى بيت الله الحرام وطاف وليس له روح لا
وجبت عليه فريضة فهي سفينة نوح عليه السلام ..
واما عن كم خلق الله من نبي وكم منهم مرسل وغير مرسل فاما
الأنبياء فهم مائة واربعة وعشرون الف نبي
اما المرسلون منهم فثلاثمائة وثلاثة عشر رسول
واما سؤالكم عن اربعة اشياء مختلفة طعمها ولونها والاصل واحد
فهي العينان والانف والفم والاذنان فماء العينين مالح وماء الفم حلو
وماء الاذن حامض وماء الاذنين مر
واما عن النقير فهي النقرة التي في ظهر النواة والقطمير هي القشرة
البيضاء والفتيل الذي يكون في بطن النواة
واما عن ما يقول الحمار في نهيقه فانه يري الشيطان
فيقول لعن الله العشار وهو الذي يفرض الضرائب على الناس دون وجه حق .
واما ما يقول الكلب في نبيحه فانه يقول ويل لاهل النار من غضب الجبار .
واما ما يقول الثور في صهيله فانه يقول سبحان حافظي اذا التقت الابطال
واما عما يقول البعير في رغائه فانه يقول حسب الله وكفى بالله وكيلا.
اما عما يقول الطاووس في صياحه الرحمن على العرش استوى
واما عن البلبل فانه يقول سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ..
واما ما يقول الضفدع فانه يقول سبحان المعبود في البراري والغفار سبحان الملك الجبار
واما عن قوم اوحى الله اليهم لا من الانس ولا من الجن ولا من
الملائكة فهم النحل لقوله تعالى: ((واوحى ربك الى النحل ان اتخذي
من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون))
ثم قال ابا يزيد هل بقي من سؤالكم شئ قالوا لا قال: فاخبروني عن مفتاح السموات ومفتاح الجنة ما هو فسكت كبيرهم
فقالوا : سألته مسائل كثيرة فأجاب عنها وقد سألك مسألة واحدة
فعجزت عن جوابها
فقال ما عجزت ولكنني أخاف ان اجيبه عن سؤاله فلا توافقوني
فقالوا: بلى نوافقك إذا أنت كبيرنا ومهما قلت لنا سمعناه ووافقناك عليه
قال مفتاح السموات والجنة قول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
فلما سمعوا ذلك من كبيرهم اسلموا عن آخرهم
وجعلوا كنيستهم مسجداً فهنالك سمع ابو يزيد هاتف يا ابا يزيد
شددت لأجلنا زناراً واحداً فقطعنا من أجلك خمسمائة زناراً..
منقول عن منتديات الغريب