ينتج "الربو" لدى الأطفال عن السبب نفسه الذى ينتج عنه "الربو" لدى الكبار، وهو التهاب "القصبات الهوائية"، هذا الالتهاب يجعل القصبات والشعب الهوائية حساسة جداً
اتسع انتشار "ربو" الأطفال كثيراً فى العقود الأخيرة عالمياً، ولأنه من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً، فقد بات سبباً أساسياً فى تراجع الأطفال عن ممارسة أنشطة كثيرة يحبونها. هذا لن يحصل مع طفلك أو طفلتك، إن عرفت كيف تسيطرين على المرض.
- ينتج "الربو" لدى الأطفال عن السبب نفسه الذى ينتج عنه "الربو" لدى الكبار، وهو التهاب "القصبات الهوائية"، هذا الالتهاب يجعل القصبات والشعب الهوائية حساسة جداً، ما يؤدى إلى ظهور أعراض كثيرة، تتفاوت حدتها ما بين السعال الخفيف وصوت "أزيز" فى الصدر، إلى التهاب شعيبى حاد، يعوق التنفس العادى.
ومن حسن الحظ أن هناك علاجات متوافرة لـ " الربو" عند الأطفال، ويمكن أن تساعدى طفلك أو طفلتك، على جعل أعراض المرض تحت السيطرة، وذلك بوضع خطة دقيقة لكيفية استعمال الدواء، والحفاظ على محيط "عيش صحى" وأيضاً من خلال الانتظام فى زيارة الطبيب، لتغيير العلاج إن لزم الأمر.
ضيق تنفس و "أزيز"لـ "مرض الربو" عند الأطفال أعراض كثيرة قد تعوق أنشطته العادية، مثل: اللعب والدراسة وحتى النوم. ومن أكثرها شيوعاً لدى الأطفال: السعال وصوت "أزيز" أو الـ "حشرجة" فى الصدر عند السعال، وصعوبة فى التنفس، والتنفس بسرعة، وضيق فى الصدر.
وهناك أعراض أخرى أقوى، مثل: صعوبة النوم بسبب صعوبة التنفس، ونوبات من السعال و "الأزيز" فى الصدر، تزداد سوءاً مع الإصابة بنوبة من الرشح العادى أو الزكام، التأخر فى الشفاء من نزلة التهاب "الشعيبات الهوائية" العادى، والشعور بالإعياء، وصعوبة فى التنفس عند الجرى، أو ممارسة التمارين الرياضية.
تختلف أعراض "الربو" كثيراً من طفل إلى آخر، بينما يظل "الأزيز" فى الصدر بمثابة العلامة الموجودة لدى معظم المصابين بـ "الربو"فإن بعض الأطفال يعانون "الربو" ولا يظهر لديهم "أزيز" فى الصدر، بينما يمكن أن يظهر "أزيز" لدى طفلك، ولا يكون مصاباً بـ "الربو"، بل يعانى فقط نزلة برد عادية، أو مشكلة أخرى فى "الجهاز التنفسى".
استعداد خلقىما يحصل لدى الطفل المصاب بـ "الربو"، وذلك من خلال وجود حساسية زائدة فى مناعته، مقارنة بغيره من الأطفال، تجعل مجرى الهواء فى جهازه التنفسى يلتهب ويتورم، عندما يتعرض لمحفزات الأزمة، مثل الدخان وغبار الطلع. وأحياناً تحدث أزمة "ربو" من دون وجود أى مؤثرات خارجية واضحة، وعندما تحدث الأزمة، فإن عضلات "القصبة الهوائية" تتقلص، ويضيق مجرى الهواء ويملأ الشعب الهوائية فى الصدر سائل مخاطى لزج، ما يؤدى إلى ظهور علامات أزمة "الربو" مثل صعوبة التنفس وصوت "الأزيز".
ومن المؤثرات الخارجية التى يمكن أن تحفز أزمة "الربو" التهاب "الجهاز التنفسى"، الذى قد ينتج عن العدوى الفيروسية، والتعرض لمهيجات الحساسية، مثل: الغبار وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة، والوجود فى مكان فيه دخان سجائر، أو أى تلوث هوائى آخر، وممارسة التمارين الرياضية، والتغيرات المناخية أو الطقس البارد.
علاجاتالهدف من علاج "الربو" هو إبقاء المرض تحت السيطرة، ويمكنك القول إنك تسيطرين جيداً على "الربو" لدى طفلك إذا كان:
- ليس لدى الطفل أى أعراض، أو تظهر عليه أعراض قليلة جداً.
- قلة أو انعدام أزمات "الربو".
- يستطيع الطفل ممارسة أنشطته الرياضية بلا حدود.
- ندرة استعمال "البخاخ" الخاص بـ "الربو".
- تأثيرات جانبية قليلة أو منعدمة للأدوية.
أما علاج "الربو" فيتمثل فى شقين.. وهما: الوقاية، أو محاولة تجنب الأزمة، ثم مكافحة أزمة "الربو" الحادة عند حدوثها. فالأدوية الخاصة بالوقاية تقلل من الالتهاب فى الشعب التنفسية لدى الطفل، وتقلل من الأعراض.
أما أدوية الإنقاذ أوالعلاج الفورى، فهى تعمل على فتح الشعب الهوائية بسرعة، حتى يتمكن المريض من التنفس.
وأغلب الأطباء المصابين بـ "الربو" الزمن، يستعلمون مزيجاً من العلاجين، إضافة إلى "البخاخ"، وأحياناً سيحتاج الطفل أيضاً إلى أخذ أدوية مضادة للحساسية، ويختلف العلاج من طفل إلى آخر، حسب وضعه وسنه والأعراض الظاهرة لديه.
هناك أدوية تسمى "أدوية العلاج على المدى الطويل"، وهى أدوية يحتاج الطفل المصاب بـ "الربو"إلى أخذها كل يوم تقريباً، وهناك أدوية تستعمل للتخفيف الفورى من حدة أزمات "الربو"، وتسمى أيضاً "أدوية الإنقاذ"، وهى تستعمل عند الحاجة إلى التخفيف السريع من حدة الأزمة، أو قبل البدء فى ممارسة التمارين الرياضية، إذا نصح الطبيب بذلك.
وهناك أدوية العلاج من "الربو"، الناتج عن مهيجات الحساسية، حيث إنه إذا كان "الربو"، الناتج عن مهيجات الحساسية، حيث إنه إذا كان "الربو" لدى طفلك يتهيج بواسطة الحساسية، فإن الطبيب قد يصف لطفلك أيضاً علاجاً للحساسية.
نمط العيشعندما تتخذين خطوات وتبذلين مجهوداً، من أجل توفير منزل ملائم صحياً، خال من مهيجات أزمات "الربو"، فإنك بذلك تساعدين طفلك، أو طفلتك، على أن ينعم بصحة جيدة، وتجنبينه العديد من أزمات "الربو" المزعجة، ومن الأشياء التى يمكنك أن تفعليها فى سبيل ذلك:
- استعملى "مكيف الهواء" الذى ينقى الهواء من الرطوبة والغبار، ومنكل شوائب الهواء التى تصل إلى البيت، مثل غبار الطلع وغيره. وعند استعمال المكيف احرصى على إبقاء نوافذ البيت مغلقة فى موسم تفتح الزهور.
- اجعلى بيتك مضاداً لمحفزات "الربو"، وذلك بأن تستغنى عن أى شئ يمكن أن يكون مرتعاً للغبار، وخاصة فى غرفة نوم طفلك، فأغلفة الوسائد وشراشف السرير والأغطية يجب أن تكون مصنوعة كلها من قماش مضاد للغبار، وهو قماش متوافر فى الأسواق، وتجنبى أيضاً استعمال "السجاد" و "الموكيت" فى البيت، واستعيضى عنهما بـ "السيراميك"أو الأرضيات الخشبية، وأحرصى على اقتناء ستائر بقماش قابل للغسل.
- حافظى على درجة الرطوبة منخفضة فى بيتك، من خلال جعل أشعة الشمس تدخل البيت باستمرار، واستشيرى طبيبك إن أردت أن تستعملى جهازاً خاصاً بامتصاص الرطوبة فى البيت.
- استعينى مرة فى السنة بشركة متخصصة فى فحص أجهزة التكييف فى بيتك وتنظيفها، خاصة إذا كان التكييف مركزياً، واجعليهم يغيرون "الفلاتر" الموجودة فى أنابيب التكييف، حتى تتخلصى من آثار الرطوبة داخلها.
- يفضل ألا تكون لديكم فى البيت، أى حيوانات أليفة، لأن بعض الأطفال المصابين بـ "الربو" يهيجهم وبر القطط والكلاب، وأيضاً ريش الطيور.
- إحرصى على تنظيف البيت كله، على الأقل مرة فى الأسبوع.
- جنبى طفلك التعرض للهواء البارد والهواء الجاف، إن كان ذلك ما يثير أزمة "الربو" لديه.
- ساعدى طفلك على أن يعيش حياة صحية، من خلال معالجة أى أمراض يعانيها، يمكن أن ترتبط بـ "الربو"، وذلك حتى تبقى "مرض الربو" لدى طفلك، تحت السيطرة.
- تأكدى من أن طفلك يمارس تمارين رياضة تساعده على الحفاظ على لياقته ولياقة قلبه، وتجعله يختلط بأصدقائه، ولا ينعزل عن الحياة الطبيعية. صحيح أن التمارين الرياضية قد تتعارض مع "الربو" لدى بعض الأطفال، لكن إذا كانت أزمات "الربو" تحت السيطرة، فإن الطفل يستطيع ممارسة الرياضة، مثله مثل أى طفل آخر، ذلك سيساعد طفلك أيضاً على الحفاظ على وزن مثالى، إذ إن "السمنة" من العوامل التى تزيد أزمات "الربو" سوءاً.