"ياهو"مقبرة للمواهب"

وصف العديد من المحللين، شركة "ياهو" للبرمجيات، بـ "مقبرة للمواهب"، وذلك بعد إعلانها مؤخرا نيتها التخلص من عدة منتجات أبرزها خدمة "باز" الاجتماعية، إضافة إلى خدمات أخرى سيتم الإعلان عنها قريبا، وبعد أيام على من إعلانها تسريح حوالي 650 موظفا لديها.
وذكرت شبكة الأخبار الأميركية (CNN) أن المحللين اعتبروا أنه "إضافة إلى تعثر ياهو التجاري، فإنها أخفقت طوال السنوات الماضية في جميع عمليات الاستحواذ التي أنجزتها، بحيث أن الكثير من الشركات التي اشترتها بمليارات الدولارات، وهي في قمة تألقها بالأسواق، منيت لاحقاً بفشل تجاري كبير".
وشبه المحللون "الشركة، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بالملك ميداس في الأساطير اليونانية، الذي كان يحول كل ما يلمسه إلى ذهب، إلا أنها تقوم بأمر معاكس، فتحول الذهب إلى خردة، كما فعلت مع قرابة سبعين شركة استحوذت عليها خلال 15 عاماً".
وكانت إدارة الشركة أعلنت مؤخرا وقف مجموعة من الخدمات، بينها موقع "Delicious"، الذي كان في يوم من الأيام الوسيلة الأولى عبر العالم لتبادل عناوين المواقع الإلكترونية والنطاقات وتخزينها ضمن قوائم عناوين مفضلة يمكن الوصول إليها في وقت لاحق، كما ستغلق أيضاً موقع "UpComing"، الذي احتل المركز الأول على مستوى العالم في مرحلة ما، على صعيد عرض جداول مفصلة بكافة الأحداث المرتقبة والفعاليات والاحتفالات الخاصة بكل مدينة حول العالم.
وكان متحدث باسم الشركة أوضح أن "ياهو تخفض استثماراتها في المنتجات ذات الأداء المتدني، أو التي لا توافق إستراتيجيتها، وتخطط لإلغاء بعض المنتجات في الأشهر المقبلة"، مضيفا أن "الشركة تعتزم إنهاء هذه الخدمات لأنها تريد التركيز على حقول أخرى، وبينها تكنولوجيا الهواتف الجوالة وخدمات الاتصالات".
وبحسب السي إن إن، فإن "رد المتحدث لا يعتبر كافياً لشرح أسباب وصول الكثير من المواقع تحت إدارة "ياهو" إلى الحضيض، دون ذكر انعكاسات ذلك على ميزانية "ياهو" التي دفعت مبالغ طائلة في عمليات الاستحواذ هذه".
وكانت الشركة قامت في عام 2000 بشراء موقع "Geocities"، مقابل ثلاثة مليارات دولار، والذي كان في ذلك الوقت أحد أقوى المواقع على شبكة الانترنت لأنه يقدم خدمة لا نظير لها، تسمح لكل شخص بإنشاء صفحته الخاصة على الشبكة، وكان يحظى باهتمام عالمي كبير، إلا أنها قامت بإغلاقه في عام 2009.
وقال مالكه السابق، جون ريزنر إن "بيع الموقع كان أمراً مربحاً بالنسبة لي، ولكن الموقع لم يتقدم خطوة واحدة منذ ذلك الحين، بل إنه تعرض للخنق منذ اليوم الأول"، مضيفا أن "ياهو لم تعرف أبداً قيمة وأهمية الموقع".
كما استحوذت الشركة على موقع "Broadcast" الذي كان مخصصاً لنقل الموسيقى الحية وحقق نجاحات باهرة دفعت المستثمرين إلى التهافت على شراء أسهمه خلال الطرح الأولي، قبل أن تقوم "ياهو" بشرائه مقابل 5.7 مليارات دولار، إلا أنها بدل أن تقوم بتطوير الموقع وتقنياته، قامت بتقسيمه إلى أجزاء بدعوى التركيز على التخصص.
ما أدى إلى انتهاء تجربة "Broadcast" بفشل ذريع، وهي نفس نتيجة الاستثمار في موقع "Musicmatch" لتحميل الموسيقى الذي اشترته "ياهو" مقابل 160 مليون دولار، غير أنه انهار بعد ظهور موجة "iTunes" من "آبل."
ومن أجل منافسة "غوغل" و"مايكروسوفت" في البرمجيات، قامت ياهو بشراء شركة "Zimbra" مقابل 350 مليون دولار، واضطرت لبيعها في كانون الثاني الماضي بمبلغ زهيد لصالح VMare.
كما استحوذت على موقع "Hotjobs" الخاص بالبحث عن الوظائف، مقابل 436 مليون دولار، لكنها فشلت في إدارته لتضطر في شباط الماضي إلى بيعه لصالح منافسه الأبرز في القطاع، "مانستر" بنصف السعر.
وتأتي خطوات ياهو، في إلغاء بعض منتجاتها والاستغناء عن عدد من موظفيها، في الوقت الذي يخضع له الموقع لأكبر عملية تحديث منذ عام 2005.
وكانت إدارة بريد "ياهو" الإلكتروني، ياهو ميل، أعلنت في شهر تشرين الأول الماضي أن الموقع سيخضع لأكبر عملية تحديث منذ عام 2005 لجعله محورا نشطا في تلقي رسائل أعضائه البالغ عددهم 279 مليون مستخدم.
وتسعى العديد من الشركات إلى الاستحواذ على شركة (ياهو)، حيث انضمت شركة "كي كي آر" الأميركية إلى محاولات الاستحواذ، بعد رفض الشركة منذ عامين عرضا من شركة مايكروسوفت للبرمجيات.
ووفقاً لشركات تحليل بيانات الانترنت فان بوابة ياهو تعتبر من أكثر المواقع زيارة على الانترنت، بأكثر من 130 مليون زائر مختلف شهريا، ومتوسط زيارات لصفحات شبكة ياهو العالمية يصل لـ (3.4 بليون) زيارة يوميا، مما يجعلها واحدة من أكثر المواقع الأمريكية زيارة.
يشار إلى أن ياهو هي شركة خدمات حاسوبية أمريكية تقدم منتجات وخدمات من أشهرها خدمة البريد الإلكتروني، محرك بحث، وخدمة إخبارية، وتأسست على يد خريجي جامعة ستانفور جيري يانج وديفيد فايلو في كانون الثاني عام 1994، وأعلنت كشركة رسميا في 2 آذار 1995.