المقصود من التعود على فعل الخير :

هو العمل الذي يفعله المسلم بصفة متكررة حتى يصبح هذا العمل جزء من حياته لا يمكن الاستغناء عنه لو لم يفعله لضاقت نفسه ولشعر بالقلق وتأنيب الضمير .
مثال على ذلك :
رجل اعتاد الصلاة في المسجد لو أمرته أن يصلي في بيته لما استطاع ولشعر بالضيق والتحسر على فوات الصلاة جماعة لان المسجد أصبح جزءا من حياته اليومية .
بلال رضي الله عنه يعلمنا التعود على فعل الخير :
قال صلى الله عليه وسلم لبلال (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فاني سمعت دف عليك بين يدي في الجنة . قال إني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور . ما كتب لي أن أصلي)متفق عليه
برنامج التعود :
أ‌- المحافظة على الوضوء .
ب‌- صلاة ركعتين بعده .
*قال صلى الله عليه وسلم (يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل )
أفاد الحديث: أن ترك ما أعتاده المسلم من خير أو عمل صالح أو سنة حسنة في حياته دليل على انشغال القلب عن طاعة الله تعالى .
فائدة التعود على فعل الخير :
قال صلى الله عليه وسلم (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا)رواه البخاري
أفاد الحديث : أن من كان يقوم بعمل بر وخير في الأحوال العادية ثم قصر عن قيام به لعذر طارئ كسفر أو مرض ، فانه يكتب له مثل ذلك العمل ويثاب عليه كما لو كان يفعله (نزهة المتقين)
[وهذا يعني أن التعود على فعل الخير مفيد للأمور الطارئة التي تحصل للمسلم
وهذا فضل الله تعالى على المسلم]
ومن الفوائد :
1- تكون صلة المسلم بالله دائمة لا تنقطع .
2- عداد الحسنات لا يقف .
3- يكونون الناس له شهداء الله في أرضه .
4- كثرة البركة في حياته اليومية.
5- حسن الخاتمة .
نماذج مقترحة للتعود على فعل الخير
1- التعود على الاحتساب : وهو أن يعمل الداعية المسلم العمل لا يرجو به شيء من عوض الدنيا الزائل بل يرجو الثواب والأجر من الله وحدة .
قيل (من عود نفسه العمل لله لم يكن اشق عليه من العمل لغيره)
عدة الصابرين صــ82ـــ
(فطوبي لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى) منهاج القاصدين صـــ365ـــ
2- النوم على طهارة قبل الذهاب إلى المضجع .
قال صلى الله عليه وسلم (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ....)
رواه البخاري ومسلم .
3- ختم القران في شهر : بأن يقرأ الداعية جزءا يوميا من القران فكان من السلف من يختم في الشهر ختمه .
قال ابن المسعود : من ختم القران فله دعوة مستجابة .
4- أن يكون الداعية على طهارة غالب اليوم :
قال صلى الله عليه وسلم (...ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)رواه ابن ماجه
5- التبكير إلى الصلوات الخمس في المسجد :
قال صلى الله عليه وسلم (...ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ...)متفق عليه
6- استحضار نية صالحة في كل عمل وقول يمارسه الداعية في حياته اليومية :
مثال : يستحضر نية صالحة عند النوم – بان ينوي بهذا النوم إراحة بدنه وتجديد نشاطه حتى يستطيع القيام على عبادة ربه عز وجل.
7- عدم النوم في بداية اليوم إلى طلوع الشمس :
في الحديث الشريف :(اللهم بارك لأمتي في بكورها)
ورئى ابن عباس رضي الله عنه ابنا له نائما نومه الصبحة فقال له، قم أتنام في ساعة التي تقسم فيها الأرزاق
*ونص الفقهاء : على استحباب استثمار هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى طلوع الشمس .
8- صيام ثلاثة أيام من كل شهر :
*عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر كصوم الدهر كله)رواه البخاري ومسلم .
9- استصحاب نية الخير في بداية اليوم والمعنى : أن يقصد المسلم أعمالا صالحة يمارسها خلال هذا اليوم : قال صلى الله عليه وسلم (إذا تحدث عبدي بان يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة) رواه مسلم فاستصحاب نية العمل بالخير يكون سببا للعمل .
10- توفير مبلغا من المال للطوارئ من راتبه الشهري .
11- الاستيقاظ من النوم قبل آذان الفجر بثلث ساعة تقريبا للصلاة والاستغفار والدعاء :
قال الله تعالى (وبالأسحار هم يستغفرون) في الآية إشارة إلى أن المسلم يكون مستيقظا في هذا الوقت . وجاء طاووس إلى رجل وقت السحر فقالوا : هو نائم فقال : ما كنت أرى أن أحدا ينام في وقت السحر .
12- المداومة على الصدقة يوميا أو أسبوعيا أو شهريا :
قال صلى الله عليه وسلم (مامن يوم يصبح العباد في إلا ملكان ينزلان فيقول احدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الأخر : اللهم أعط ممسكا تلفا) متفق عليه .
13- الحرص على الكلام الذي يرجو الداعية ثوابه عند الله :
*كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يتكلم إلا ما يرجو ثوابه)
14- الجلوس في المسجد لذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح واقترح أن يكون يوم الجمعة من كل أسبوع .
قال صلى الله عليه وسلم (أن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ....الحديث)
15- النوم مبكرا إلا لمصلحة راجحة :
كان النبي صلى الله عليه وسلم : (يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها) رواه البخاري ومسلم
16- استقطاع شهري من الراتب لينفقه في أعمال الخير والدعوة ونصرة الأمة .
*أتى رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أي الناس أفضل قال : (مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله) متفق عليه .
17- ممارسة عبادة خفية لا يعلمها إلا الله :
فهذا الحسن البصري يصف جيل التابعين : فيقول (إن كان الرجل ليجلس ،فتجئ عبرته ،فيردها فإذا خشي أن تسبقه قام)
*وقال محمد بن الواسع (أن كان الرجل ليبكي عشرين سنه وأمرته معه لا تعلم)
18- التعود على الديمومة والاستمرار والانتظام في القيام ببعض الأعمال ولو كانت قليلة .
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله ادومها وان قل)
أي أكثرها ثوابا أكثرها تتابعا ومواظبة .
19- استغلال الفترة الصباحية من اليوم في العمل والانجاز : لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء .فاستثمر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفترة في ذكر الله تعالى وهي من أهم الانجازات في بداية اليوم .
20- الاستعانة بالآخرين والتفويض الفعال :
قال الله تعالى:(وتعاونوا على البر والتقوى)
21- تحديد الأوليات أو المهام أو المسؤوليات التي يجب انجازها قبل غيرها .
قال الله تعالى في الحديث القدسي (وما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضته عليه)رواه البخاري
22- المحافظة على الوضوء وتجديد لكل صلاة :
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة)رواه البخاري
23- حب إشاعة الخير للجميع : قال الله تعالى (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير)وقال الله تعالى (ويسارعون في الخيرات *وأولئك من الصالحين) وقال صلى الله عليه وسلم (الدال على الخير كفاعله)رواه مسلم
فيخرج المسلم من بيته وهو ناويا إشاعة الخير لإخوانه المسلمين وإعانتهم على فعل المعروف .
24- انتهاز فرص الخير المتاحة واستثمارها في الطاعة :
قال وهيب بن الورد (أن استطعت ألا يسبقك إلى الله احد فافعل)
25- الإكثار من النيات الحسنة في الطاعة الواحدة :
مثال على ذلك: إذا وصل المسلم رحمه فهذه عباده فينوي معها دعوتهم وإدخال السرور عليهم فيحصل له بكل نية طاعة .
26- التحسر على فوات الأجر – فهي علامة على صحة قلب الداعية إلى الله .
كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي رحمه الله (إذا فاتته صلاة الجماعة بكى) متحسرا على فوات أجر الجماعة في المسجد
27- إحياء ما بين العشائيين في المسجد ولو يوما واحدا في الأسبوع :
عن حذيفة رضي الله عنه قال : (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء)
رواه النسائي بإسناد صحيح