تعمل دمشق التي ادهشت العالم باختراع الموازييك على رفد الانتاج الانساني بكل ما هو جديد ولعل شهرة حرفيي صناعة الحلويات الدمشقية وتفننهم في هذه الصناعة خاصة مع ما اشتهرت به غوطة دمشق عبر التاريخ من فواكه وثمار ما استدعى وجود صناعة فواكه مجففة قائمة بذاتها.
ويؤكد محمد بشار سليق أن والد جده نسيب سليق هو أول من صنع الفواكه المجففة التي نعرفها حاليا والتي اختصت سورية بصناعتها في العالم منذ العام 1892.
ويقول سليق إن عائلته بدأت عملها في صناعة الفواكه المجففة في محلها في البزورية ثم نقل جودت سليق العمل عام 1918 إلى محلهم في الصالحية إضافة للبزورية والذي صور به مع الشاعر نزار قباني الذي كان والده أحد صناع هذه الفواكه.
وأوضح سليق انهم يصنعون هذه الفواكه الآن من النارنج أو الكباد والمشمش والتفاح والإجاص والفريز الفراولة والخوخ والدراق والكرمنتينا والباذنجان والكرز ويعلبونها ضمن عبوات مختلفة لتصدر إلى الدول العربية والأجنبية.
ولفت سليق الى ان عائلته وعدة عائلات دمشقية وسورية اخرى تصنع هذا النوع من المجففات مثل عائلات "غراوي وزنبركجي ولحام" وغيرهم وتصدر هذه المجففات لتباع بنحو عشرة دولارات للكغ الواحد مضيفا ان هناك من يطلب صناعة كميات من هذه المجففات ليقوم بتعبئتها وتغليفها وبيعها لحساب محال في عدة عواصم عالمية.
ويقول احمد ابراهيم صاحب معمل حلويات لصناعة الفواكه المجففة والشوكولا إنه يصنع نحو 50 طناً سنوياً من هذه المجففات ويصدر 80 بالمئة من انتاجه الى كل من العراق ولبنان والسعودية والإمارات وقطر وفرنسا وألمانيا واستراليا والولايات المتحدة وروسيا ليباع في افخم المتاجر هناك كسلعة دمشقية خالصة تشهد اقبالا من مختلف الشعوب مؤكداً وجود منتجين محليين كثر لهذا النوع من الصناعة.
وتقول الباحثة اتدريانا كاليورا من جامعة هاردكوبير في أثينا إنها أجرت بحثاً أظهر أن الفاكهة المجففة تكبح بعض أنواع السرطات وأن الفواكه المجففة تحتوي على معدلات عالية من مادة البونينفيتول وان الباحثين بدؤوا بفهم تأثيرها الصحي الوقائي ومع عدم معرفة آليات عمل الفاكهة المجففة في كبح بعض أنواع من السرطانات إلا أنه يبدو أن خلاصات هذه الفاكهة تعمل على وقف انتشار الخلايا السرطانية وخاصة في الثدي وقتلها ومنع الالتهابات.
ويقول الطبيب عصام شعبان إن الفواكه المجففة غنية بنسبة 4-5 أضعاف الفواكه الطازجة من الألياف وتساعد على الهضم ولا تزعج الامعاء كما تزود الجسم بالطاقة وتساعد على مكافحة السرطان وأمراض القلب وتعمل على تقوية العظام لغناها بعنصري البورون والبوتاسيوم.
تصنع الفواكه المجففة على عدة مراحل ففي المرحلة الأولى تفرز الفاكهة وينتخب منها افضل الحبات ثم تثقب من جوانبها في المرحلة الثانية لتبخر بعد ذلك لتعقيمها وفي المرحلة الرابعة تغلى في الماء ويضاف لها السكر ثم حمض الليمون وتعرض بعد ذلك إلى أشعة الشمس لمدة أسبوع ثم تخزن للمرحلة الخامسة حيث يتم في هذه المرحلة تجفيفها بوضعها على مصاف لإزالة كميات من القطر منها لمدة يوم كامل وفي اليوم الثاني يضاف لها الجلاتين وفي المرحلة الأخيرة توضع الفواكه في أوراق الزبدة البيضاء وتغلف بالسولفان وتعبأ في عبوات للاستهلاك النهائي.
دمشق- سانا - عماد الدغلي