:)
مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بتحصيل كل فضيلة ونبذ كل رذيلة والأحكام
، والمروءة خلق جليل وأدب رفيع تميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات
المروءة خَلَّةٌ كريمة وخَصْلَةٌ شريفة
وهي أدب نفساني تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات
نعم .. المروءة صدقٌ في اللسان ،
واحتمال للعثرات
، وبذل للمعروف ، وكف للأذى ، وكمال في الرجولية
، وصيانة للنفس ، وطلاقة للوجه
، المروءة من خصال الرجولة فمن كانت رجولته كاملة كانت مروءته حاضرة
أهمية المروءة 1. قال الله تعالى " فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء "
ومن تُرتضى شهادته
فإنه لا يخالف الآداب الحسنة
ولا يخرج عن أعراف الناس ولا يُزري على نفسه ولا يتعاطى ما فيه خسة أو دناءة .
2. " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " [ رواه أحمد ]
3. " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " [ رواه مسلم ]
4. ولأهميتها فقد جعلها كثير من المحدثين شرطا في الراوي
حتى يُقبل حديثه ،
فمتى ما انخرمت مروءته تركوا حديثه .
5. قيل لسفيان بن عيينة رحمه الله
" قد استنبطت من القرآن كل شيء فأين المروءة في القرآن
" قال في قول الله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
ففيه المرءوة وحسن الآداب ومكارم الأخلاق
، فجمع في قوله " خذ العفو " صلة القاطعين والعفو عن المذنبين والرفق بالمؤمنين ،
وفي قوله تعالى " وأمر بالعرف " صلة الأرحام وتقوى الله في الحلال والحرام ،
وفي قوله تعالى " وأعرض عن الجاهلين "
الحض على التخلق بالحلم والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة
وغير ذلك من الأفعال الحميدة والأخلاق الرشيدة .
أنواع المروءة .
1. المروءة مع الله تعالى بالاستحياء منه حق الحياء
وأن لا يقَابَل إحسانه ونعمته بالإساءة والكفران والجحود والطغيان ،
ويخاف منه حق الخوف في حركاته وسكناته
وخلواته وجلواته وأن لا يراه حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره .
2. المروءة مع النفس بحملها على ما يجمّلها ويزينها وترك ما يدنّسها ويُشينها
فيحرص على تزكيتها وتنقيتها وحملها على الوقوف مواقف الخير والصلاح والبر والإحسان
مع الارتقاء بها إلى مراتب الحكمة والمسؤولية
لتكون الناصح الأقرب إليه والواعظ الأكبر له " قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها "
3. المروءة مع الخلق بإيفائهم حقوقهم على اختلاف منازلهم
والسعي في قضاء حاجاتهم وبشاشة الوجه لهم ولطافة اللسان معهم وسعة الصدر وسلامة القلب
تجاههم وقبول النصيحة منهم والصفح عن عثراتهم وستر عيوبهم
واحتمال أخطاءهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه .
مجالات المروءة . 1. رجاحة العقل ورزانته
، يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
" حسب المرء دينه ، وكرمه تقواه ،
ومروءته عقله " وقديما قيل " عدو عاقل خير من صديق جاهل "
2. صون النفس عن كل ما يعيبها أمام الخلق ولو كان ذلك الأمر حلالا ،
يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
" المروءة حفظ الرجل نفسه "
3. حسن التدبير وإتقان الصنعة من المروءة والأخلاق المحمودة
" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "
4. حسن المنازعة والكرم في الخصومات
فهي من صفات الرجل الحليم ذي المروءة التامة والإيمان الكامل
" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في
أي الحور شاء " [ رواه بن ماجة ]
5. اجتناب الأماكن التي تشوبها الريبة والفساد والابتعاد عنها
لأنها مدعاة إلى تهم الناس وهذا من أعظم ما يدل على مروءة الإنسان
6. إصلاح المال والقيام على الممتلكات بالرعاية والاهتمام
والاستثمار فيما فيه فائدة حتى يكون المسلم عزيزاً رفيعا لا تذله الحاجة ليريق ماء الوجه من أجلها
بالطلب أمام الآخرين ،
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " نحن معشر قريش نعد العفاف وإصلاح المال من المروء