مفتي مصر: تجاوز مشروط عن سن الأضحية
القاهرة- صبحي مجاهد- إسلام أون لاين.نت/ 24-1-2004
شرط السن ليس ملزمًا للأضحية
أفتى الدكتور علي جمعة مفتي مصر بجواز التجاوز عن عمر الأضحية -الذي حدده بعض العلماء بسنة في الضأن والماعز، وسنتين في البقر والإبل- إذا كانت كثيرة اللحم أو خضعت لتغذية خاصة تجعلها تهزل كلما كبرت.
وأوضح الدكتور جمعة في الفتوى التي حصلت "إسلام أون لاين. نت" على نسخة منها السبت 24-1-2004، حول مدى جواز التضحية بحيوان صغير السن كثير اللحم "أنه إذا كانت الأضحية المستوفية للسن المبينة في الشرع الشريف هزيلة قليلة اللحم، ويوجد ما هو أصغر منها سنًا بمعنى أنها لم تستوف السن المحددة شرعًا إلا أنها كثيرة اللحم، كما يحدث في هذا الزمان من القيام بعلف الحيوان الصغير بمركزات تزيد من لحمه، وإذا وصل إلى السن المحددة شرعًا هزل وأخذ في التناقص؛ فإنه يجوز الأضحية به".
وأضافت الفتوى أن "الإسلام راعى مصالح العباد، وهو مقصد من مقاصد الشريعة الغراء؛ فإذا لم يوجد حيوان مستوفي السن المحددة شرعًا، أو وجد لكنه قليل اللحم، ووجد ما هو أقل سنًا، وكثير اللحم فإنه يجوز الأضحية بالأقل سنًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن"، مشيرًا إلى أنه قياسا على ذلك فإنه يجوز أن يضحى بصغير السن كثير اللحم.
وفي تعقيبها على فتوى الدكتور جمعة قالت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه بجامعة الأزهر: "إن الشروط التي اشترطها الفقهاء للأضحية هي شروط من اجتهادهم، فليست هناك نصوص صريحة توجب ضرورة أن تكون الأضحية بسن معينة وإلا فسدت".
وأضافت أن "شرط تحديد عمر الأضحية بسنة في الضأن والماعز، وبسنتين في البقر والإبل هي شروط من باب الآداب المستحبات لمصلحة الفقير، وليست من باب الواجب الذي يأثم تاركه، خاصة أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر، وليست واجبة على المسلم".
وأوضحت أن "هناك فرقا كبيرا بين السنة والواجب؛ فالسنة فاعلها مثاب عليها، ولا يعاقب إذا تركها، أما الواجب فتاركه يعاقب ويكون آثمًا، وعليه فإنه لا يوجد شروط إلزامية في الأضحية؛ لأنها من باب السنة التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها".
وتتفق الدكتورة عبلة الكحلاوي أستاذة الفقه بجامعة الأزهر مع الدكتورة سعاد صالح في جواز التجاوز عن سن الأضحية، "خاصة إذا كانت القدرة المالية لا تتسع إلا لما هو أقل سنًا".
الآراء الفقهية "تحتمل التجاوز"
وقالت الدكتورة عبلة الكحلاوي: "إن الآراء الفقهية تحتمل القول بالتجاوز عن السن المحددة للأضاحي، وذلك بناءً على قاعدة لا ينكر المختلف فيه، إنما ينكر المجمع عليه".
ويرى أيضا الدكتور عبد العظيم المطعني أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن "أي أضحية غير معيبة تحقق مصلحة الفقير فهي جائزة شرعًا دون النظر لتحقق السن المحددة للأضاحي". وأكد أن "التجاوز عن شرط السن للأضحية لا يفسدها، ولا يقلل من ثواب فاعلها خاصة إذا قصد بالأقل سنًا كثرة اللحم".
من جانبه رفض الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق ب.الأزهر القول بجواز التجاوز عن السن المحددة للأضحية، وهي سَنة على الأقل بالنسبة للضأن والماعز، والتجاوز إلى عشرة أشهر للضأن، وسنتين بالنسبة للبقر والإبل و"ذلك كما أجمع عليه الفقهاء… وإلا فلن تصلح الأضحية. فلا يجوز التضحية بأقل من سنتين في الإبل والبقر، حتى وإن قام شخص منفرد بالأضحية ببقرة مثلا؛ حيث إن العبرة بتحديد السن للأضحية وليس بعدد المشتركين فيها"، بحسب الشيخ صقر.
واتفق الدكتور عبد الفتاح الشيخ عضو مجموع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أستاذ الفقه، مع الشيخ عطية صقر في "عدم جواز التجاوز عن سن الأضحية، وضرورة الالتزام فيها بما حددته الشريعة، خاصة أن الأضحية تكون على السعة وليست على الفرض الملزم، فإذا ما قام بها مسلم أداها بما حددت به".
منقول