:)
قال الله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير [الإسراء:1].
الإسراء هو رحلة أرضية تمت بقدرة الله لرسول الله من مكة إلى بيت المقدس،
أما المعراج: هو رحلة سماوية تمت بقدرة الله لرسول الله من بيت المقدس إلى السماوات العلا
ثم إلى سدرة المنتهى ثم إلى أن دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى.
والإسراء والمعراج كان بالجسد والروح معا واستدل العلماء على ذلك بقول القرآن:
سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء:1]. والتسبيح هو تنزيه الله عن النقص والعجز
وهذه لا يتأتى إلا بالعظائم ولو كان الأمر مناما لما كان مستعظما ثم بقوله
: بعبده والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح .
والله تعالى أنزل عبدين من عباده من السماء إلى الأرض
ورفع عبدا من عباده من الأرض إلى السماء أنزل آدم وزوجه:
قلنا اهبطوا منها جميعا [البقرة:38].
ورفع عيسى عليه السلام: إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [آل عمران:55].
فكيف نستكثر على رسول الله أن يعرج به مولاه ؟
المؤمن يقرأ في كتاب الله أن الله وهب عبدا من عباده القدرة على نقل عرش ملكة سبأ
من جنوب اليمن إلى أرض فلسطين في غمضة عين:
يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين
قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين
قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك
فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر [النمل:38-40].
فإذا كانت هذه قدرة عبد فكيف بخالقه وإذا كانت هذه إمكانية موهوب فكيف بالواهب سبحانه ؟
إن من الحقائق العلمية أن القوة تتناسب تناسبا عكسيا مع الزمن
فكلما زادت القوة قل الزمن فكيف إذا كانت القوة هنا هي قوة الحق سبحانه
لذا جاء في بعض الروايات أن النبي أًسري به وعرج وعاد وفراشه لم يزل دافئا .
من مشاهد الإسراء والمعراج:((رأى النبي رجالا وأقواما ترضخ رؤوسهم بالحجارة قال: من هؤلاء يا جبريل؟
قال : هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة)) ((ورأى النبي أقواما يسرحون كما تسرح الأنعام طعامهم الضريح (نبت ذو شوك) قال :
من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون زكاة أموالهم))
((ورأى النبي رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا وبين أيديهم اللحم الطيب النضج قال:
من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء رجال من أمتك تكون عند أحدهم المرأة بالحلال
فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة حتى يصبح))
((ورأى النبي نساءا معلقات من أثدائهن قال: من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء اللواتي يدخلن على أزواجهن من ليس من أولادهن))
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم