البعض يلقبه بالذهب الأخضر.. (2180) هكتاراً مزروعة باليانسون في حماة
حماة-سانا
تتبوأ المحاصيل الطبية مركزا متميزا في سلم أولويات المحاصيل التي يرغب مزارعو محافظة حماة بزراعتها نظرا لزيادة الطلب عليها داخليا وخارجيا وارتفاع أسعارها وإمكانية تصديرها بالقطع الأجنبي إضافة إلى فوائدها الطبية كونها تدخل في تركيب الكثير من الصناعات الدوائية.
وتلقى زراعة هذه المحاصيل التي تتمثل في أربعة أصناف هي (اليانسون والكمون والشمرا وحبة البركة) اهتماما متميزا في محافظة حماة بسبب توفر شروط زراعتها الناجحة البيئية والمناخية المناسبة والتربة الخصبة والقوى العاملة حيث عمدت زراعة حماة مؤخرا على تشجيع المزارعين ودفعهم باتجاه هذه الزراعات عبر تخصيص مساحات واسعة لزراعتها وياتي في مقدمة هذه الزراعات محصول نبات اليانسون الذي يلقبه بعض المزارعين بالذهب الأخضر.
ويقول المهندس محمد سعيد كنيفد رئيس دائرة الانتاج المثمر في زراعة حماة إن حماة تعتبر واحدة من اهم المحافظات في زراعة اليانسون الذي يلقى اهتماما متزايدا واقبالا لزراعته من قبل المزارعين لانه يشكل دخلا مربحا لهم ووفق احصائيات مديرية الزراعة تبلغ المساحة المزروعة بهذا المحصول للعام الجاري 2180 هكتارا اي ما يعادل تقريبا نصف المساحات المزروعة بمختلف النباتات الطبية في المحافظة البالغة 5420 هكتارا مبينا أن المساحات المزروعة باليانسون وزعت على 2159هكتارا مزروعة بالاراضي المروية و 21 هكتارا بالاراضي البعلية.
ويوضح المهندس الزراعي حسام عبيسي رئيس قسم الموارد البشرية في زراعة حماة أن الوقت المناسب لزراعة اليانسون هو منتصف شهر كانون الثاني وحتى نهاية شباط بسبب دورة حياة المحصول القصيرة ومردوديته السريعة وعمره الزمني الذي لا يتعدى ثلاثة اشهر وهو من الانواع النباتية الذي تتطلب زراعته تربة خصبة وشروطا مناخية تتميز بكثرة الامطار وتوفر المياه وحرارة معتدلة ويزرع مرويا في الغالب بالاعتماد على مياه الأنهار أو الآبار أو قنوات الري وبعلا بالاعتماد على مياه الامطار خاصة في مناطق الاستقرار الاولى والثانية وتمتلك محافظة حماة هذه المقومات خاصة في مناطق حر بنفسه ومصياف ومحردة وصوران والسقيلبية والتي تخصص مساحات واسعة لزراعته وتتم عملية زراعته بنثر بذوره في الحقل مباشرة بمعدل 4 كيلو غرامات للدنم الواحد وهو من المحاصيل التي تتطلب جهدا يدويا في مراحل التعشيب والحصاد وجني المحصول.
ولفت العبيسي إلى أن مديرية زراعة حماة اعتمدت برامج وأنشطة إرشادية تقوم بها الوحدات الارشادية في مختلف المحافظة حول اليانسون وبعض المحاصيل الطبية من خلال توجيه الرسائل الارشادية والتوعية من قبل مختصين مباشرة إلى الفلاح لتوضيح اهمية هذه المحاصيل وقيمتها الاقتصادية وفوائدها الطبية.
ويقول المهندس الزراعي محمد الخطيب إن نبات اليانسون هو عبارة عن عشب يبلغ ارتفاعه نحو نصف متر له ساق رفيعة مضلعة تخرج منها فروع طويلة تحمل اوراقا مسننة مستديرة الشكل تحمل في نهايات هذه الفروع ازهارا صغيرة بيضاوية الشكل مضغوطة الرأس لونها أبيض تتحول في مرحلة النضج إلى ثمار صغيرة بنية اللون وهو نبات معروف من فصيلة الخيميات وله عدة اسماء منها ينكون وتقدة وكمون حلو وفي المغرب يسمونه الحبة الحلوة.
ويضيف الخطيب أن الموطن الأصلي لليانسون غير معروف لكن أغلب المراجع ترجح مصر حيث عثر علماء الاثار على ثمار اليانسون في مقابر الصحراء الشرقية لمدينة الطيبة كما ورد اسم اليانسون في المخطوطات الفرعونية ضمن عدة وصفات علاجية ويتكون زيت اليانسون من مركب الانيثول وهو مركب رئيسي يضم عناصر استراجول وانايس الدهيد وكافيك اسد ومن مشتقاته كلور وجينك اسد كما يحتوي الزيت على فلافوبذرات ومن أهم عناصره ايجنين وزيوت دهنية إضافة إلى هرمون الاستروجين وعنصر الكورتزون الطبيعي الذي يرفع مناعة الجسم ويزيد كفاءة الأعضاء.
ويبين الصيدلاني زين موسى الفوائد الطبية والعلاجية الكثيرة لليانسون الذي يستهلك بطريقتين عن طريق ادخاله في الصناعات الدوائية او الاستهلاك المباشرة من قبل المرضى ومن اهم خصائصه تهدئة الاعصاب وتسكين المغص والسعال وتنشيط عملية الهضم ومدر للبول ويسهل عملية الولادة وادرار الحليب ويعتبر من الاعشاب الجيدة في إخراج البلغم ويعد مغلي اليانسون مشروبا ساخنا يسكن المغص المعوي عند الرضع والاطفال والكبار ويسهم في طرد الغازات ويفيد في نوبات الربو وبعض أنواع الصداع وضيق التنفس ومنبها قويا للجهاز الهضمي وفاتحا للشهية.
وأكد موسى أن العلم الحديث أثبت أن لليانسون تأثيرات ضد السعال وهو فعال للبكتريا ومضاد للفيروسات والحشرات وله قدرات على علاج نزلات البرد بشكل عام والحمى والتهاب الفم والحنجرة وفقدان الشهية.
ويقول المهندس عماد عبورة اختصاص تغذية إنه يمكن استخدام اليانسون بطريقتين داخلية وخارجية الاولى عن طريق الفم مباشرة وتتم بمصل اليانسون الذي يتم الحصول عليه من خلال إضافة ملعقة أو اثنين إلى كوب ماء سبق غليه وتركه لمدة ربع ساعة ثم تصفيته وشربه كما يستخدم زيت اليانسون في الاستعمالات الخارجية سواء من خلال دهنة مباشرة او اضافته لزيوت نباتية ويمكن أيضا استخدام بذور اليانسون المطحون في الاغذية والحلويات مباشرة كنوع من المنكهات.
ويشير صفوان كزكز رئيس شعبة المحاصيل في زراعة حماة إلى أن محصول اليانسون يعتبر ذا مردودية اقتصادية عالية وهو من المحاصيل التي نشطت عمليات تصديرها خلال السنوات القليلة الماضية ويبلغ وسطيا انتاج الدونم الواحد المروي بين 200 إلى 250 كيلو غراما وهي كمية جيدة اذا ما قورنت باسعاره العالية في حين يبلغ انتاج الدونم بعلا نحو100 كيلو غرام ويبلغ سعر الكيلو غرام منه نحو100 ليرة ويقدر وسطيا انتاح محافظة حماة من اليانسون 2500 طن ويستخدم جزء من هذا الانتاج في الصناعات المحلية الغذائية كمنكهات للاغذية والحلويات أو يدخل بشكل كبير في الصناعات الطبية أو في صناعات العطارين وغالبا ما يتم تصديره إلى الخارج وبشكل أساسي إلى أوروبا.